منشور للجيش يؤكد عزل المتورط بقتل مدنيين في سيناء

23 ابريل 2017
الجيش يستعين بمدنيين لتنفيذ إعدامات (فرانس برس)
+ الخط -
حصل "العربي الجديد" على نسخة من منشور كان الجيش المصري، قد وزّعه بطريقة غير رسمية، على السكان في مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء، في بداية يونيو/حزيران من عام 2016، يشير إلى استبعاد الشخص الذي ظهر في فيديو من قائمة المتعاونين، الذين أعدموا مدنيين في سيناء.

ويؤكد المنشور، الذي كُتب بخط اليد، ودون أي توقيع أو خاتم رسمي، ما نشره موقع "العربي الجديد، أمس السبت، عن حقيقة الشخصيات التي ظهرت في الفيديو المسرب الذي بثته قناة مكملين وصوّر عمليات إعدام غير قانونية في سيناء.

وكان "العربي الجديد" قد نقل شهادات من مواطنين سيناويين، أكدوا خلالها أنهم تعرفوا على أحد الشخصيات التي ظهرت في الفيديو، وتحديداً الشخص الذي استجوب فتى معصوبَ العينين، ثم قام بإطلاق النار على رأسه، وقالوا إنه شخص يدعى "أ.ح" وينتمى لفرقة "الصحوات" التي يستعين بها الجيش في عملياته بسيناء.

وأشار بيان الجيش، الذي وزّعه على السكان نهاية 2016، بطريقة غير رسمية، حتى لا يعتبر اعترافاً رسمياً منه بأنه يتعاون مع مدنيين لتنفيذ عمليات خارج إطار القانون، إلى أنه استبعد ذلك الشخص الذي ظهر في الفيديو من قائمة المتعاونين.

وجاء في البيان: "بدايةً نتقدم بالشكر والتقدير لكافة أهالي الشيخ زويد على ما قدموه من جهد ودماء لحماية الوطن من خطر الإرهاب والدفاع عن الدين من الفكر المتطرف، فكر التكفير والتفجير الذي لا يعلم شيئًا إلا كيف تخرب الأوطان".

وأضاف "اعترافاً منّا بالجميل ولأننا لا نرضى أن يستخدمنا أحد لظلم أهالي الشيخ زويد، وحفاظاً على ما بيننا من ثقة واحترام، قررنا استبعاد كلّ من أساء معاملة الناس، واستغل الثقة الممنوحة له في أهداف شخصية ولا يحق لهم التعرض لأي من أبناء الشيخ زويد، وهم: إبراهيم حماد إبراهيم حماد، وحسين أحمد محمود حسين شويطر، ومحمد سالمان إسماعيل محمد (الهندي)، ومحمود أحمد محمود حسين شويطر، ومحمود علي، ونتمنى دوام الثقة والاحترام ولكم جزيل الشكر".

ويؤكد البيان ما سبق أن أكدته مصادر أهلية سيناوية لـ"العربي الجديد"، من أن الجيش يستعين بأفراد مدنيين في سيناء لتنفيذ عمليات اعتقال وتحقيق وإعدام.

وعلم "العربي الجديد" من مصادر أهلية أن الجيش قام بتوزيع البيان بعدما اشتكى عدد من كبار عقلاء المدينة من ممارسات "البشمركة" كما يطلقون عليهم في سيناء، وأضافت المصادر أن الاسم الأول في البيان هو نفسه الشخص القاتل الذي ظهر في فيديو "مكملين"، وأن باقي الأسماء هي فرقة "بشمركة" شكلها هذا الشخص.


وقالت المصادر إنه بعد إذاعة الفيديو المسرّب بيوم واحد، قامت "البشمركة" بعمل كمين في الشيخ زويد، وتحديدا عند مزلقان الشعراوي، وألقت القبض على مجموعة كبيرة من الشباب.

وكانت مصادر أهلية متعددة في سيناء، تحدث معها "العربي الجديد"، قد أكدت بشكل حاسم أن الفيديو المُسرب الذي بثته قناة "مكملين"، مساء أمس الأول، أبطاله أفراد من تلك المجموعات، كما أنه يُظهر أيضاً جنوداً نظاميين في القوات المسلحة أو كما أطلقوا عليهم حرفياً "من أبناء الوادي".




وأكثر من ذلك فإن المصادر حددت اسم الشخص الذي ظهر في الفيديو، وهو يسأل أحد الضحايا قبل إطلاق النار على رأسه عن اسمه، وقالت إنه يُدعى أحمد حماد، وينتمي إلى قبيلة الترابين، وهو شخص معروف أنه مندوب للجيش ويتعامل تحديداً مع قائد معسكر الشروق، وأكدت أن الشخص الآخر الذي تحدث إليه هو جندي من جنود القوات المسلحة.

وقال "م. ز"، وهو مواطن من العريش، لـ"العربي الجديد"، إن "الجيش في الشيخ زويد ورفح ما بيتحرك من دون الصحوات، لأن هم اللي يعرفون المناطق كويس.. والصحوات ما بتتحرك غير بالجيش لأنها بتتحمي فيه".

وأضاف: "القصص دي إحنا نعرفها من زمان وعندنا روايات كتير مشابهة، وبالنسبة للفيديو فيه الطرفين (جيش وصحوات)، وإحنا كسيناوية عارفين كويس إن في تصفيات بتتم في حق الأهالي، لكن دي أول مرة يظهر شيء موثق كده بالصوت والصورة، والقاتل اللي في الفيديو البدوي معروف اسمه أحمد حماد وشهرته (عشماوي الزهور)، وكان شغّال في التهريب عبر الأنفاق، وهو شغّال مندوب مع الجيش في معسكر الزهور، وهو مطلوب الآن حياً أو ميتاً، وما خفي كان أعظم".

وكان الجيش قد أصدر بيانًا ونشر صوراً في 6 ديسمبر/كانون الأول يُظهر الضحايا ذاتهم الذين ظهروا في فيديو "مكملين"، مدعياً أنهم قُتلوا في أثناء تبادل لإطلاق النار.

وجاء في البيان: "واصلت قوات إنفاذ القانون إحكام قبضتها الأمنية بمناطق مكافحة النشاط الإرهابي بشمال سيناء، حيث تمكنت من القضاء على 8 من العناصر الإرهابية المسلحة، والقبض على 4 آخرين من المتعاونين مع هذه العناصر، من بينهم شقيق أحد الكوادر التكفيرية الخطرة المطلوبة جنائياً، كما تم القبض على 8 من المشتبه فيهم تم تسليمهم إلى الأجهزة الأمنية لبحث موقفهم الأمني، وذلك خلال سلسلة مداهمات استهدفت الجيوب والبؤر الإرهابية بعدد من المناطق التي مثلت قاعدة لانطلاق العناصر التكفيرية في نطاق شمال سيناء".

وأضاف: "شهدت المداهمات اكتشاف وتدمير مخزن للعبوات الناسفة المعدّة لاستهداف القوات على محاور التحرك، وتدمير عدد من البنايات التي تستخدمها العناصر الإرهابية في الاختباء ومراقبة قوات إنفاذ القانون التي عزّزت من سيطرتها الأمنية الكاملة في محيط تلك المناطق".

ونشر نشطاء من سيناء عدة صور قالوا إنها للشخص البدوي ويُدعى "إبراهيم حماد"، الذي ظهر في تسريب لتصفية جنود يرتدون زي الجيش المصري، وأذيع عبر قناة "مكملين" الفضائية.

وتوعّد عدد من أهالي سيناء حماد، الذي يقطن بمدينة الشيخ زويد، لقتله أهالي سيناء العزل بالتعاون مع قوات الجيش.

ومع مقارنة الصورة المتداولة وبيانات الشخص مع الشريط المصور، تردد اسمه أكثر من مرة خلال قيامه بتصفية المدنيين العزل، من خلال الشخص الذي قام بتصوير الفيديو، بداية من الثانية 55.

وذكر النشطاء أن حماد ينتمي لعائلة "المشوخي" ومعروف عنه منذ فترة طويلة مشاركة قوات الجيش في الحملات العسكرية، باعتباره يعرف العائلات والقبائل والطرق الصحراوية.

لهجة الشخص الذي ظهر في الشريط المصور كانت أحد العوامل التي دفعت بها وسائل إعلام موالية للنظام المصري، لتكذيب ما جاء في الفيديو.

وبحسب ما نشرته وسائل الإعلام، فإن أفراد الجيش لا يتكلمون بلهجة بدوية مطلقاً، ولكن دون توضيح أن الجيش يعتمد على عدد من المدنيين في حملاته العسكرية ويقوم بتسليحهم ويعرفون باسم "الكتيبة 103".

واعتاد الجيش اصطحاب عدد من الشباب في حملات ويعرفون في سيناء بـ"الدليل"، نظرا لعدم معرفة قوات الجيش للطرق الصحراوية ومناطق نفوذ المسلحين.

وأثار ظهور حماد في الشريط المصور، ردود أفعال غاضبة في المجتمع السيناوي خلال اليومين الماضيين، وسط توقعات بأن يتم تهريبه من سيناء تماماً خلال الفترة الحالية، خوفاً من أن يبطش الأهالي به.

وأشارت مصادر قبلية إلى أن هذا الشخص وغيره من المتعاونين مع الجيش والشرطة يقيمون في وحدات الجيش، ولا يظهرون بمفردهم، خوفاً من استهدافهم من قبل مسلحي تنظيم "ولاية سيناء"، التابع لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش).