قالت الشرطة العراقية في الأنبار غربي العراق، اليوم الأربعاء، إنّ طائرات أميركية ألقت منشورات على مدن المحافظة، تتضمن صوراً لزعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي، وتعرض مكافأة قدرها 25 مليون دولار، لمن يبلغ عن مكان وجوده أو يتمكن من قتله.
وأوضحت الشرطة أنّ الطائرات الأميركية ألقت منشوراتها، على مدن أعالي الفرات ومناطق وجود البدو الرحل في صحراء الأنبار والبلدات المتاخمة للحدود مع سورية والأردن والسعودية، وعليها صور زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي إبراهيم عواد البدري، المعروف باسم أبو بكر البغدادي.
وقال عقيد في جهاز الشرطة العراقية بمحافظة الأنبار، لـ"العربي الجديد"، إنّ "عشرات آلاف المنشورات التي تحمل صورة البغدادي واسمه، وأرقام هواتف لجوالات غير عراقية مرتبطة بغرفة التحالف الدولي بقيادة واشنطن، تم نثرها من السماء، فجر اليوم، في مناطق سنجق الفرات وأعاليه وصحراء الأنبار حتى الحدود العراقية مع دول الجوار".
والمناطق المشار إليها هي هيت وعانة وراوة وآلوس وحديثة وجبة والبغدادي والرطبة والقائم وحصيبة وعكاشات والنخيب وعرعر بشطرها العراقي المجاور للأراضي السعودية الحدودية مع العراق، وبلدات وقرى أخرى، إضافة إلى وادي حوران ووادي القذف ووادي حليوس ووادي الجن ومناطق أخرى داخل صحراء الأنبار.
وأكد العقيد الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أنّ "المنشورات حملت عبارة أنّ البغدادي مختبئ بأمان بعيداً عن الموت والدمار، وهو ما يعني أنّ التحالف الدولي يمتلك معلومات كافية عن أنّه حي ومختبئ في مناطق داخل العراق".
وبحسب الضابط العراقي في اتصال هاتفي، مع "العربي الجديد"، إنّ "مناطق شمال العراق الحدودية مع سورية، تلقّت منشورات مماثلة هذا اليوم أيضاً".
وفي السياق، قال عضو مجلس قضاء القائم محمد الكربولي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "التحالف الدولي وضع مناطق يُرجح وجود البغدادي فيها داخل العراق، وحالياً هو يبحث عنه فيها وجند عشرات العملاء لصالحه".
وأضاف أنّ "الناس سيبلغون عنه ولو مجاناً ولا حاجة إلى 25 مليون دولار لحثّهم على الإبلاغ عنه"، مبيّناً أنّ "القوات العراقية تعمل على تعقّب أي أثر له، لكنّ هناك، على ما يبدو، حرصاً أميركياً على تجيير بيان القبض على البغدادي أو قتله، لواشنطن لأهداف سياسية واضحة".
وشوهد العشرات من السكان المحليين في مدينة هيت وجبة والرطبة غربي الأنبار، وهم يجمعون صور البغدادي ويوزعونها بعدما سقط كثير منها على سطوح المنازل والعمارات السكنية.
وقال أيهم عبد الله من سكان هيت، لـ"العربي الجديد"، وهو يشير بيده إلى شارع رئيس يصل إلى مبنى البلدية: "هنا ارتكب البغدادي وعصابته أبشع جريمة. هنا قتلوا العشرات من الشباب تحت ذريعة أنّهم ارتدّوا عن الإسلام ونأمل أن يعدم هنا هو ومن معه".
وتسبّب سقوط مدينة الموصل بيد "داعش"، عام 2014، في انهيار مدن شمال العراق وغربه، وتهديد العاصمة بغداد، ونتج منه مقتل وإصابة وفقدان ما لا يقل عن 300 ألف عراقي مدني، وسقوط نحو 80 ألف قتيل وجريح من الجيش العراقي، وفصائل "الحشد الشعبي"، ومقاتلي "العشائر".
وأعلن رئيس الوزراء العراقي آنذاك حيدر العبادي رسمياً، في 10 يوليو/تموز 2017، تحرير الموصل آخر المدن العراقية بيد "داعش"، وذلك بعد عملية عسكرية واسعة في المدينة، بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
وفي 23 مارس/آذار الماضي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، القضاء على تنظيم "داعش" "بنسبة مائة بالمائة"، وذلك بعد إعلان قيادة مليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) هزيمة التنظيم في آخر معاقله في مخيّم الباغوز في ريف دير الزور الشرقي في سورية، وسط غموض تام بشأن مصير قيادات التنظيم.