وأشار ملادينوف كذلك إلى تكثيف عمليات احتلال وإخلاء بيوت مقدسيين في منطقة الشيخ جراح، بما فيها تهجير عائلة أخيرًا، وإصدار قرارت تهجير بحق ما يقارب 180 عائلة مقدسية، أكثر من ستين منها في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة.
وتحدث ممثل الأمين العام للأمم المتحدة والمنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط عن عمليات تهجير مشابهة في الخليل للاستيلاء على بيوت الفلسطينيين، ناهيك عن هدم ثلاث مدارس بالقرب من القدس، في ما يعرف بحسب اتفاقيات أوسلو بالمنطقة "ج".
وجاءت أقوال ملادينوف خلال إحاطة قدمها أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك، من القدس، عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة، ضمن تقريره الدوري كل ثلاثة أشهر حول تنفيذ القرار 2334، والذي تبناه مجلس الأمن في ديسمبر/كانون الأول الأخير.
وأشار إلى تكثيف إسرائيل، ومنذ يونيو/حزيران الأخير، من عمليات بناء المستوطنات بنسبة ثلاثين% مقارنة بالعام الماضي، حيث استمرت في خطط بناء أكثر من 2300 "وحدة سكنية" في القدس ومحيطها وحده، بما في ذلك منطقة الشيخ جراح وسط القدس المحتلة القريبة من القدس القديمة.
ونوه إلى هدم أكثر من 300 مبنى وبيت في الضفة وشرقي القدس منذ بداية عام 2017، ثلثها في القدس الشرقية، ما أدى إلى تهجير 500 مقدسي. وأشار إلى أنه من شبه المستحيل للفلسطينيين الحصول على تراخيص بناء في العديد من المناطق، بما فيها المنطقة "ج"، وأن السلطات الإسرائيلية تقوم بهدم بيوت ومباني الفلسطينيين هناك بحجة عدم حصولهم على تراخيص، وهي التي ترفض أصلًا إعطاءها.
وفي ما يخص الخليل، قال: "في 25 من يوليو/تموز قامت 15 عائلة إسرائيلية باحتلال بيت عائلة أبو رجب في الخليل". وأشار ملادينوف، في هذا السياق، إلى مصادقة البرلمان الإسرائيلي على مسودة قانون أساسي في دورة تصويت أولى، تليها دورات إضافية لإقراره كقانون أساسي، يضم القدس الشرقية ويعتبرها عاصمة إسرائيل. يذكر أن "القوانين الأساسية" في دولة الاحتلال تأخذ وضعًا قانونيًا مشابهًا للدستور في الدول التي تمتلك دستورًا.
وأشار ملادينوف إلى أن الأمم المتحدة تعتبر جميع عمليات الاستيطان غير قانونية بحسب القانون الدولي ومعيقة للسلام. وأشار إلى أن المجتمع الدولي، وبحسب القرار 2334، لن يعترف بالتغييرات على خط الرابع من حزيران عام 1967، بما فيها التغييرات الحدودية المتعلقة بالقدس، غير تلك التي يتفق عليها الطرفان من خلال المفاوضات.
وتحدث عن ارتفاع وتيرة العنف، وخاصة بعد عمليات الأقصى التي ارتكبها ثلاثة شبان فلسطينيين من الداخل المحتل عام 1948، من مدينة أم الفحم، وقُتل على إثرها شرطيان إسرائليان. وقال إن 19 فلسطينيًا قتلوا خلال عمليات عسكرية إسرائيلية متفرقة في الضفة والقدس.
وفي ما يخص هجمات المستوطنين الإسرائيليين على بيوت الفلسطينيين وتخريب ممتلكات المزارعين، قال ملادينوف: لقد تم توثيق 26 حادثًا لهجمات المستوطين على أراضي الفلسطينيين حول مدينة نابلس، وهجمات كذلك على بيوتهم، وتخريبها في الخليل والمنطقة المجاورة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة".
وأشار إلى زيارته الأخيرة إلى غزة، واصفًا الوضع هناك بـ"المأساوي"، مشيدًا بجهود المصالحة بين السلطة الفلسطينية وحركة "حماس"، كما رحب بقرار الأخيرة حل اللجنة الإدارية. وفي ما يخص الوضع في القطاع، ركز على انقطاع الكهرباء المستمر، حيث لا يحصل الغزيون على أكثر من أربع ساعات من الكهرباء في اليوم.
من جهته، قال السفير الفلسطيني للأمم المتحدة، رياض منصور، متحدثًا للصحافيين بعد انتهاء الجلسة: "نطلب من الأمين العام أن يقدم التقرير مكتوبًا وليس شفهيًا". ثم وجه سؤاله لأعضاء مجلس الأمن: "هل ستقبلون بهذا الازدراء لقراراتكم؟ وما الذي ستفعلونه؟ وهل ستتخذون أي خطوات لإجبار الطرف المنتهك، إسرائيل، باحترام قرارات مجلس الأمن والالتزام بتنفيذها؟"