شكلت نهاية الحرب العالمية الثانية نقطة تحول في خريطة العالم السياسية والثقافية وعلى نحو خاص في أوروبا، إذ كان لوقع العنف والخراب والفظاعات التي حدثت خلالها ما يشبه الزلزال الإنساني، فلم يعد العالم قبلها كما كان بعدها.
كانت الآداب والثقافة والفنون أبرز الحقول الإنسانية التي تغيرت، وحمل هذا التغيير الثورة بكل معانيها على الفنون التقليدية والكتابة الكلاسيكية، فظهرت تيارات واتجاهات فنية متمردة ومتخففة من كثير من الأعراف القديمة.
من ذلك ظهور التعبيرية التجريدية لفنانين أمثال جاكسون بولوك، ومارك روثكو، وأرشيل غوركي وآخرين، وكذلك ظهور الفن التجريدي من منتصف الخمسينيات إلى أوائل السبعينيات.
كما برز فن البوب، حيث ظهر المصطلح لأول مرة في مقالة بعنوان "الفنون والإعلام الجماهيري" للناقد البريطاني لورانس لواي، نُشرت في عدد شباط/ فبراير 1958 من مجلة "التصميم المعماري"، وكانت الحركة رد فعل ضد التعبيرية التجريدية التي كان يُنظر إليها على أنها نخبوية.
من الحركات التي عرفتها فترة الستينيات وحتى منتصف السبيعنيات أيضاً المنيمالية، والفن المفاهيمي؛ المصطلح الذي استُعمل أول مرة عام 1967، والفنون الأدائية، والواقعية الفوتوغرافية والتعبيرية الجديدة وما بعد الحداثة وغيرها من المدارس والاتجاهات.
حول ثورات الفن في القرن العشرين، يلقي ثلاثة أكاديميين فرنسيين المتخصصين في تاريخ الفن الحديث ندوة في فضاء "mk2" في باريس، عند الحادية عشرة من بعد غدٍ صباح السبت.
تُقام الندوة تحت عنوان "اكتشاف القضايا الرئيسية للفن المعاصر بعد عام 1945"، والمحاضرون هم بول برنار نورو، ونيكولا إكزافييه فيران، وإميليه ساباتييه، وكل منهم لديه عدة دراسات في الفنون الحديثة والمعاصرة وكتب منشورة في هذا المجال.