حقّق المنتخب السوري إنجازاً بعد انتزاعه المركز الثالث بمجموعته، ليصل إلى الملحق قبل الأخير المؤهل إلى كأس العالم في روسيا 2018. ونجح في تحقيق نتيجة إيجابية أمام إيران، بإحراز التعادل في الدقائق الأخيرة، ليرتفع رصيده إلى 13 نقطة، في المركز الثالث خلف كل من إيران وكوريا الجنوبية، وأمام أوزبكستان بفارق الأهداف، ليلاقي منتخب أستراليا في الملحق. وفي حالة تحقيق الفوز ستكون المحطة الأخيرة أمام رابع تصفيات قارة أميركا الشمالية، في الطريق نحو المشاركة بالمونديال.
إنجاز حقيقي
وأجبر منتخب سورية الجميع على تشجيعه والوقوف في صفه، بعد تقديمه عروضاً رائعة أمام منتخبات عريقة بقيمة إيران وكوريا والصين وقطر وأوزبسكتان، على الرغم من الانقسام الذي قام حول تمثيل المنتخب للنظام. وقد عمل المدرب أيمن الحكيم منذ اليوم الأول على إعادة تنظيم البيت من الداخل، ولمّ الشمل بين جميع اللاعبين بلا استثناء، ليضع مهمة واحدة أمام المنتخب، بمحاولة الوصول إلى كأس العالم، مع إعطاء الجانب المعنوي أهمية خاصة، ما حوّل الأمر إلى ما يشبه التحدي الحقيقي بالنسبة لكل أعضاء المجموعة من طاقم فني ولاعبين وجمهور. وجاءت الخطوة الأهم على الإطلاق بعودة النجوم الكبار إلى التشكيلة بعد فترة طويلة من الغياب، بداية بفراس الخطيب ثم عمر خريبين وأخيراً عمر السومة.
سجل عمر السومة هدفاً قاتلاً أمام إيران، وساهمت أهداف خريبين في حصد عدة نقاط مهمة، لتكون العودة مثالية على مستوى الجانب الرقمي، لذلك يتفوق المنتخب السوري على منافسيه في كيفية الوصول إلى المراحل النهائية بأقوى صورة ممكنة، نظراً لانضمام أهم العناصر بعد بداية التصفيات. في آخر خمس مباريات رسمية، حصد الفريق ثماني نقاط كاملة، مع خسارة واحدة فقط ضد كوريا الجنوبية في سيول.
تكتيك حكيم
يلعب المنتخب السوري خلال الفترة الأخيرة بخطة 4-4-2 على الورق، بواجود ثنائي هجومي صريح حول منطقة الجزاء، بتمركز السومة كرأس حربة متقدم، وخلفه فراس الخطيب في مركز المهاجم المتأخر المعروف تكتيكياً باسم "الديب لاينغ"، وذلك لأنه يقوم بدور مزدوج، عند صعوده إلى الأمام بجوار السومة كمهاجم إضافي، أو يعود إلى الوسط ليؤمن المساحات بالتعاون مع ثنائي الارتكاز.
ويستخدم المدرب الحكيم لاعبه خريبين بطريقة ذكية جداً، لأنه يعتبر ساعداً هجومياً حراً على اليسار، وليس جناحاً صريحاً في الخط الجانبي، بل عامل إضافي يبدأ الهجمة على الخط ثم يتحول مباشرة إلى العمق بجوار السومة، مع تحول الخطيب وقتها إلى المركز 10 خلف الثنائي المتقدم، وبالتالي تصبح الخطة 4-3-1-2، برسم مثلث مقلوب قاعدته السومة وخريبين، ورأسه المتحرك فراس.
تضع مفاجأة التصفيات الآسيوية اهتماماً مضاعفاً بمنطقة المحور، لذلك يتمركز الثنائي تامر الحاج وزاهر ميداني جنباً إلى جنب على خط واحد، من أجل تأمين الفراغات أمام رباعي الدفاع، وإعطاء الخطيب حرية أكبر بالثلث الأخير. كذلك يحضر محمود المواس كجناح صريح على اليمين، مع دخوله إلى العمق في بعض الأحيان لمساندة ثنائي الارتكاز. أما خط الظهر فلا يتقدم كثيراً للأمام، ويلعب أكثر بصورة متأخرة أمام المرمى، سواء قلبي الدفاع أو ظهيري الجنب.
وكما يتفوق المنتخب السوري هجومياً بالأرقام والإحصاءات، لوجود مثلث الرعب السومة والخطيب وخريبين، لكن يعاني الدفاع من مشاكل جمة على مستوى أسفل الأطراف، لضعف الأظهرة في التعامل مع أصحاب السرعات، وعدم وجود أجنحة صريحة في التشكيلة تعود للدفاع، لذلك هناك مسافة طويلة بين لاعبي الدفاع والهجوم، من الصعب جداً على ثنائي المحور تغطيتها بالشكل المطلوب، بالإضافة لضعف التعامل مع الكرات العرضية والكرات الثابتة كما حدث ضد إيران في المباراة الأخيرة.
الخطوة المقبلة
يحتاج مدرب سورية إلى انضباط أكبر في الشق الدفاعي، خصوصاً مع انخفاض مستوى الظهير الأيمن علاء الشبلي، وفشله في التعامل مع المواجهات الفردية، بالإضافة لضعف الارتداد الخلفي بالنسبة للأجنحة الهجومية، لذلك تتضاعف الفراغات في وبين الخطوط عند فقدان الكرة، وهذا ما يجب أن يعمل عليه الفريق.