منتخبات أفريقيا في انتظار الجيل "الكروي" الجديد

12 أكتوبر 2014
نجوم مستقبل القارة السمراء
+ الخط -
يواصل كل من الإيفواري ديدييه دروجبا والكاميروني صامويل إيتو رحلتهما في الدوري الإنجليزي لكرة القدم، ولكن اختفت صولات الفيل العاجي مع تشيلسي الإنجليزي، وخفت زئير الأسد مع فريق إيفرتون، ما ينبئ بأهمية بداية رحلة البحث عن نجوم جدد يحملون راية الدفاع عن ألوان منتخبات بلادهم، كما هو الحال مع معظم كبار القارة، وعلى رأسها المنتخب المصري الذي مازال يبحث عن الجيل الجديد من النجوم الجدد، بعد رحيل قادة العصر الذهبي، وعلى رأسهم محمد أبو تريكة وأحمد حسن. 

وبدأت نسائم التغيير في الوصول إلى أجواء معظم المنتخبات الكبرى، بعد انتهاء أحد أفضل الفترات للكرة الأفريقية، والتي لم يتبق منها سوى المنتخبان النيجيري والغاني على الصعيد الإفريقي، والجزائر على الصعيد العربي، وهي المنتخبات التي قدمت عروضاً جيدة في المباريات الأخيرة، وفي بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل.

المنتخب المصري
يبدأ المنتخب المصري رحلة صعبة للغاية، بعدما أصبح مطالباً بإيجاد لاعبين جدد يصلحون لأن يكونوا "نجوم المستقبل" وقوام فريق "الفراعنة" خلال العقد الماضي، وتكمن الصعوبة في أن الفريق يبحث عن لاعبين في جميع المراكز، بعد اعتزال معظم نجوم "الجيل الذهبي" وانخفاض مستوى المخضرمين الذين يواصلون مسيرتهم حتى الآن.

تسبب اعتزال كل من وائل جمعة وأحمد حسن ومحمد أبو تريكة وغياب نجوم الهجوم عن مستواهم، في ضربة قاسمة للكرة المصرية، حيث فقدت جانباً كبيراً من قوتها، وزادت فداحة التأثر السلبي بعدم انتظام البطولات المحلية، بسبب الأزمات السياسية التي تضرب البلاد، وأصبح الجهاز الفني للمنتخب المصري مجبراً على البحث عن اللاعبين الواعدين والنجوم المنتظرين، في أجواء غير مؤهلة لذلك وهو ما ساعد في استفحال الأزمة.

لم تظهر مصر حتى الآن بالمستوى المنتظر في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية 2015 بالمغرب، ولكن بالرغم من ذلك، بدأت مجموعة من اللاعبين في رسم "لوحة الأمل"، التي قد تعيد كرة الفراعنة إلى الواجهة على الصعيدين القاري والعالمي في الفترة المقبلة.

ومن ضمن أبرز الأسماء يظهر اللاعب عمرو جمال، أحد أبرز مواهب النادي الأهلي المصري الجدد، والذي بدأ طريق النجومية مبكرا، وفي حالة اكتسابه الخبرة المطلوبة، سيشكل ثنائياً هجومياً رائعاً مع محمد صلاح الغائب عن مستواه هو الآخر.

أما في خط الدفاع فما زالت الأمور غير واضحة مع عدم استقرار مستويات شوقي السعيد ومحمد نجيب، ومع تواجد أحمد فتحي وصبري رحيل على الأطراف، ينتظر المنتخب المصري سد الفجوة في قلب الدفاع.

وفي الوسط ظهرت العديد من الأسماء المبشرة بالخير، وعلى رأسها عمرو السولية وأيمن حفني بجانب تقديم كل من محمد النني ووليد سيلمان وإبراهيم صلاح، وهو ما يبشر بإمكانية إحداث الطفرة في مستوى وسط المنتخب المصري، حال تحسن أداء لاعبي الارتكاز حسام غالي وحسني عبد ربه.

ومازال خط الهجوم يبحث عن رأس الحربة المميز، في ظل غياب اللاعب خالد قمر عن المستوى المطلوب، في حين اعتبره شوقي غريب المهاجم الأبرز في الدوري المصري حتى الآن، ولكنه لم يقدم الأداء المقنع بعد مع المنتخب، وغاب عنه التوفيق في خطواته الأولى.

منتخب ساحل العاج
وتعاني ساحل العاج هي الأخرى من تداعيات اقتراب انتهاء أبرز حقبة للمنتخب العاجي في مسيرته خلال الفترة الماضية، فبعد الخروج من الدور الأول بتصفيات كأس العالم 2014، دخل المنتخب العاجي تصفيات كأس الأمم الأفريقية بخطوات غير واثقة، وهو ما تسبب في هزيمته الثقيلة أمام الكاميرون بأربعة أهداف مقابل واحد.

ويعتبر أبرز اللاعبين في صفوف المنتخب العاجي حتى الآن هو الجناح المتألق مع روما كواسي جيرفينيو، بينما يعاني الأفيال من أجل العثور على خليفة النجم ديدييه دروجبا في هجوم المنتخب، خاصة أن اللاعب سيدو دومبيا مهاجم سسكا موسكو الروسي مازال لا يقدم الأداء المنتظر.

صحوة الكاميرون
أما الكاميرون، فيبدو أنها استفاقت بعد ضربة المونديال الموجعة، بالخروج المهين والأداء السيئ في كأس العالم، بعدما كان المنتخب هو أسوأ ممثل للقارة السمراء، بمجموعة لاعبين أشبه بالـ "مرتزقة" الذي لا يخوضون المباريات ويبذلون العرق من دون الحصول على الأموال.

بدأ منتخب الأسود فترة جديدة بدون صامويل إيتو، وبدأت العديد من النجوم في الظهور في سماء المنتخب الإفريقي، لتعود الانتصارات والأداء الرائع إلى فريق، كان ضمن الأهم بين منتخبات القارة لعقود ماضية، وخرج منها مجموعة من أبرز النجوم.

ومن أهم الأسماء الجديدة يظهر اللاعب كلينتون موا نجي (21 عاما) نجم هجوم أوليمبيك ليون الفرنسي، والذي أحرز ثلاثة أهداف في مباراتين منذ بداية المرحلة النهائية من التصفيات الأفريقية وهي الحصيلة المرشحة للزيادة أمام سيراليون اليوم.

وتتشابه إحصاءات اللاعب مع زميله في الهجوم فينسنت أبوبكر (22 عاما)، والذي يلعب في صفوف بورتو البرتغالي، وأحرز هو الآخر ثلاثية في أول مباراتين، ليكون الهجوم الكاميروني في أمان بعد رحيل إيتو، بوجود الثنائي الشاب، والذي بدأ في السيطرة على مقاليد الخطوط الأمامية في فترة قصيرة للغاية، لتبدأ الكاميرون فترة جديدة، وتواصل البحث عن صقل منتخبها بمجموعة من المواهب في مختلف الصفوف.
المساهمون