مناورات أميركية في مناطق شبيهة بالخليج لطمأنة الحلفاء

07 مايو 2015
كيري حمّل الحوثيين مسؤولية تدهور الأوضاع الإنسانية (العربي الجديد)
+ الخط -
تتمسك الولايات المتحدة بضرورة إرساء هدنة إنسانية في اليمن ووقف ولو مؤقتاً للعمليات العسكرية للتحالف العشري الذي تقوده السعودية. وهو ما حرص وزير الخارجية الأميركي جون كيري، على تأكيده قبل توجهه إلى الرياض أمس الأربعاء، لإجراء مباحثات مع المسؤولين السعوديين تتضمن إقرار "هدنة إنسانية" من أجل تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى اليمن في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة، فضلاً عن وضع اللمسات الأخيرة على جدول أعمال القمة الأميركية الخليجية في كامب ديفيد خلال الشهر الحالي. وتزامنت زيارة كيري إلى الرياض مع كشف مصادر لـ"العربي الجديد" عن استعدادات عسكرية أميركية لبدء تدريبات في مناطق جغرافية صحراوية وساحلية واسعة داخل الحدود الأميركية شبيهة إلى حد كبير بجغرافية الجزيرة العربية.

اقرأ أيضاًبالصور.. الحياة تتحدى الحرب في عاصمة اليمن

الهدنة الإنسانية

وعلى الرغم من أن وزير الخارجية الأميركي كان واضحاً أمس الأربعاء، في تحميل جماعة الحوثيين مسؤولية تدهور الأوضاع الإنسانية واستمرار الحرب في اليمن بإشارته إلى "أن السعودية بذلت جهوداً كبيرة لإيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية بعد إعلانها انتهاء عاصفة الحزم والانتقال إلى عملية إعادة الأمل، وإن الحوثيين ما زالوا مستمرين في الاقتتال ويتسببون في استمرار الصراع"، أكد كيري من جيبوتي التي زارها في إطار جولة أفريقية أنه "في الوقت الحالي، الأزمة الطارئة (في اليمن) هي الوضع الإنساني"، معرباً عن قلقه من تدهور الأوضاع الإنسانية واستمرار الحرب.
وناشد كيري، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الجيبوتي محمود علي يوسف في ختام مباحثات ثنائية أجراها الوزيران، الأطراف اليمنية بضرورة وقف الاقتتال والالتزام بالقوانين الإنسانية وتجنيب المدنيين الصراع والخطوط الأمامية للاقتتال، داعياً الأطراف اليمنية إلى فتح الممرات لوصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين.
وكشف كيري عن اتصال أجراه مع وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، مشيراً إلى أن نظيره السعودي أكد له ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية. وأضاف كيري، من جيبوتي التي تضم القاعدة العسكرية الرئيسية للولايات المتحدة في القارة الأفريقية والواقعة قبالة اليمن، أن العالم سيسمع قريباً أخباراً سارة حول الوضع في اليمن، معرباً عن أمله في أن يلتحق التحالف العشري بالجهود التي تبذلها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لإيجاد حلول للتعامل مع الأزمة الإنسانية من خلال المنظمات الإنسانية العاملة وتأكيد وصول المساعدات إلى المحتاجين والمتضررين.
كذلك أكد كيري أن الولايات المتحدة تدعم كل الجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية عبر الحوار بين الأطراف اليمنية، معتبراً أن الخيار العسكري ليس حلاً للأزمة، داعياً إلى ضرورة تضافر الجهود وإحلال السلام والاستقرار في اليمن بما يعيد الحكومة الشرعية ويعمل على إعادة بناء وإعمار اليمن.
كذلك أعلن وزير الخارجية الأميركي عن تقديم 68 مليون دولار كمعونة جديدة للمساعدة في تلبية الاحتياجات المتزايد للأغذية والماء والمأوى في اليمن، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الولايات المتحدة تقدم مليوني دولار لمساعدة جيبوتي في التعامل مع تدفق اللاجئين اليمنيين.

تدريبات أميركية

في غضون ذلك، أكدت مصادر في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لـ"العربي الجديد" أن وحدات عسكرية أميركية كبيرة (تقليدية وخاصة) من مختلف صنوف الأسلحة تستعد لبدء تدريبات عسكرية في مناطق جغرافية صحراوية وساحلية واسعة داخل الحدود الأميركية شبيهة إلى حد كبير بجغرافية الجزيرة العربية.
وأوضحت المصادر أن التدريبات ستبدأ في شهر يوليو/تموز المقبل بعد أن يكون قد اتضح المسار السياسي للاتفاق مع إيران بشأن مشروعها النووي المرجح التوقيع عليه في نهاية يونيو/ حزيران.
ونفى أحد المصادر وجود أي صلة بين تدريبات القوات الخاصة الأميركية مع التطورات السياسية المتوقعة، لكن مصادر أخرى أشارت إلى أن الخطط العسكرية للجيش الأميركي يتم إعدادها بناء على الرؤية السياسية التي يمليها على الجنرالات القادة المدنيون في البيت الأبيض والبنتاغون.
وأوضحت المصادر نفسها أن "التدريبات العسكرية قد تستمر حتى شهر سبتمبر/أيلول من العام الحالي ليتم الاستفادة من شهور ارتفاع درجة الحرارة في ولايات تكساس وأريزونا ونيومكسيكو وغيرها لأن الأجواء حينها تكون شبيهة بالظروف الطبيعية شديدة الحرارة في بلدان الجزيرة العربية والخليج"، حسب تعبير المصادر الأميركية.
وأشارت المصادر، التي اشترطت عدم ذكر أسمائها، إلى أن التدريبات العسكرية سوف تشارك فيها وحدات قتالية ضخمة فضلاً عن وحدات خاصة متنكرة ستحاول الاندساس بين المدنيين في بعض المدن الأميركية لقياس مدى قدرة سكان المدن على ملاحظة وجود غرباء بينهم يؤدون مهام حربية. كما أن التدريبات ستشمل القيام بمهام غير معروفة بالقرب من، وداخل منشآت ومصاف نفطية ومرافق صناعية.

وجاء الكشف عن التدريبات العسكرية المرتقبة في وقت يتصاعد فيه الحديث في الأوساط السياسية والبحثية الأميركية عن احتمال توسيع الاتفاقات الأمنية والدفاعية بين الولايات المتحدة ودول الخليج لتشمل مواجهة مخاطر داخلية محتملة وصد أعداء يمثلون تنظيمات مسلحة أو انتفاضات سكانية لم تضع الاتفاقات الدفاعية السابقة حساباً لها.
ويحاول البيت الأبيض والخارجية الأميركية تطمين دول مجلس التعاون الخليجي إلى أن الاتفاق المحتمل مع إيران لا يعني تخلّي الولايات المتحدة أو تنصلها من الدفاع عن دول الخليج من أي خطر إيراني محتمل سواء بالغزو المباشر أو عن طريق وكلاء لها في المنطقة العربية.
ومن التدخلات الخارجية المحتملة للجيش الأميركي مستقبلاً تأتي سورية في مقدمة القائمة، لكن طبيعتها الجغرافية تختلف عن طبيعة الأراضي التي تشير الخرائط العسكرية إلى أن التدريب يأتي لحماية تلك الأراضي وليس لغزوها، وفقا لأكثر من مصدر.
وعلى الرغم من منع الانتماء الحزبي العلني لضباط وقيادات الجيش الأميركي، فإن معظم تلك القيادات تميل سياسياً لوجهات نظر الحزب الجمهوري. كما أن وزارة الدفاع الأميركية ظلت إلى وقت قريب تحت قيادة وزير دفاع جمهوري، وبالتالي فإن كثيراً من الخطط العسكرية والسيناريوهات المرسومة تجري على أساس أن قيادة دفة البلاد لن تظل تحت سيطرة الديمقراطيين إذ لا تحبذ الإدارة الحالية برئاسة باراك أوباما التورط في مغامرات أو حروب خارجية في حين يطالب الجمهوريون باجتثاث تنظيم "داعش" من العراق وسورية جنبا إلى جنب مع اجتثاث النظام السوري بقوة عسكرية أميركية ضاربة.

اقرأ أيضاً: كيري في الرياض لاحتواء "الحزم الخليجي" في كامب ديفيد 

دلالات
المساهمون