لئن كانت توقعات سوق السيارات غير مبشّرة عموماً بالنسبة للشركات العالمية هذه الأيام نتيجة التحديات التي فرضها انتشار فيروس كورونا حول المعمورة، فإن بعض الصانعين يبدون أكثر تفاؤلاً بتحوّلات إيجابية لبعض الأسواق، ولا سيما الصين التي سيطرت بدرجة عالية جداً على الجائحة.
في السياق، يقول مؤسّس شركة "إن.آي.أو" NIO ، وليام لي، إن إمكانات النمو طويلة الأجل لسوق السيارات الكهربائية في الصين لا تزال قائمة، الأمر الذي يبشر بالخير لشركته المنافسة للأميركية "تسلا" Tesla، حتى مع اشتداد المنافسة مع شركات من أمثال هذه الأخيرة داخل الصين.
في مقابلة مع تلفزيون "بلومبيرغ"، يرى "لي" أن سوق السيارات في الصين بدأ يتعافى من أعماق جائحة الفيروس التاجي، وأن الحصة الضئيلة في السوق من السيارات الكهربائية تعني أن لديهم فرصة لانتزاع المبيعات من شركات الغاز.
لكن مع ذلك، تأثرت أعمال الشركة، كما سواها، خلال الأشهر الماضية، حيث انخفضت مبيعات السيارات الكهربائية 10 أشهر متتالية في الصين، فيما من المتوقع أن تنخفض 14% هذا العام إلى أقل من مليون وحدة، وفقاً لبيانات الوحدة البحثية في "بلومبيرغ"، علماً أن شركة "تسلا" الرائدة عالمياً في مجال السيارات الكهربائية، باشرت عمليات التسليم من مصنعها الجديد الضخم في شنغهاي بداية العام الجاري.
حول أجواء المنافسة في السوق الصينية الواسعة النطاق، يقول لي: "إننا نتنافس ضد بعضنا البعض، ولكننا بشكل عام حلفاء"، مؤكداً أن الشركتين تحاولان استقطاب الزبائن من شركات سيارات البنزين، المنافسة التقليدية، مضيفاً: "في الواقع، استمرت مبيعاتنا في النمو منذ أن بدأت تسلا عمليات إنتاجها في مصنع شنغهاي".
وكانت الشركة توقعت الأسبوع الماضي أن تزداد عمليات التسليم والإيرادات خلال الربع الثاني بأكثر من الضعف مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق، فضلاً عن ارتفاعها قياساً بالأشهر الثلاثة الأولى من عام 2020، في حين أبلغت عن خسارة أقل في الربع الأول بعد كبح الإنفاق. وفي إبريل/نيسان، أبرمت الشركة اتفاقية نهائية لاستثمار 7 مليارات يوان (مليار دولار) مع كيانات بقيادة حكومة بلدية "هيفي" في الصين، الأمر الذي حد من مخاوف نفاد السيولة.
وهذا، برأي "لي"، ما وضع التمويل الحالي والتمويل المستقبلي المحتمل للشركة على أساس متين، حيث قال: "واثقون من أننا حصلنا على تمويل كاف لتطوير الشركة". وكانت أسهم الشركة الصينية قد فقدت أكثر من ثلث قيمتها، منذ الطرح العام الأولي الذي نفذته عام 2018 في بورصة نيويورك.
ووصف "لي" خطط "فولكسفاغن إيه.جي" الألمانية المعلنة أخيراً لتعميق علاقتها مع شريك في مجال السيارات الكهربائية الصينية في "هيفي"، بأنها "أخبار إيجابية للغاية" بالنسبة إلى "إن.آي.أو"، معتبراً أنها تشير إلى أن الصين تظهر كقوة في صناعة السيارات الكهربائية، وقال إن شركته تسعى أيضاً لزيادة التعاون مع الشركاء المحليين وتشجيع مورّديها على زيادة استثماراتهم.