ويكافح حزب الشعب عبر المرشح ويبر المدعوم من حزب المستشارة أنجيلا ميركل المسيحي الديمقراطي من أجل تكوين مجموعة من التحالفات والتكتلات الحزبية للظفر بأكبر كتلة في البرلمان الأوروبي المقبل، وهو يتحضر لمواجهة حتمية مع الأحزاب اليمينية الشعبوية التي أعلنت التعبئة العامة في وجه السياسات العامة التي يقودها الزعماء الأوروبيون التقليديون داخل الاتحاد الأوروبي.
المرشحان تواجها ليل أمس الثلاثاء، في أول مناظرة تلفزيونية بينهما قبل الانتخابات البرلمانية الأوروبية على القناة الأولى الألمانية، القضايا الرئيسية مثل حماية المناخ والضرائب والهجرة وتخفيض حق الاقتراع والعدالة الاجتماعية كانت محور النقاشات التي شهدتها المناظرة بين الخصمين المتنافسين.
المرشح تيمرمانس قال إنه يريد أن يجعل حماية المناخ أولوية قصوى، وأنه ليس من المطلوب أن تفرض الضرائب على المستوى الأوروبي فقط على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون فقط، إنما أيضا على غاز الكيروسين لتعويض الميزة الضريبية للسفر الجوي الذي يضر بالمناخ.
وشدد مرشح الحزب الاشتراكي على أنه" ليس لدينا وقت لنضيعه"، الأمر الذي رفضه ويبر من منطلق أن ذلك "سيتسبب بارتفاع أسعار المشتقات النفطية، وهذا ما يرهق جيوب المواطنين في المجتمع الأوروبي"، مشيراً إلى أن التغير المناخي "يجب أن ينظم بطريقة لا تؤدي إلى انقطاع الوظائف"، مؤكداً على "ضرورة إنهاء الفارق الضريبي بين السفر بالقطارات والسيارات أو عبر النقل الجوي، وهذه نقطة حساسة" حسب قوله.
وفي سياسة الهجرة شجع تيمرمانس على تحقيق مصالحة شاملة مع أفريقيا، وقال إن القارة تحتاج إلى خطة مارشال ضخمة للعمل على تحديث المجتمع والاقتصاد والتعليم وسيادة القانون. أما ويبر فطالب بسياسة موسعة مع أفريقيا حيث يمكن أن يعتمد عليها بشكل رئيسي كأداة في خلق شراكات خاصة ولإنشاء عقود واتفاقيات تجارية معها.
أما فيما خص السياسات الضريبية والاجتماعية فكرر تيمرمانس اقتراحه بفرض ضرائب دنيا بنسبة 18%، مشددا على أهمية الحلول الأوروبية، فيما اعتبر مرشح حزب الشعب الأوروبي ويبر أنه ينبغي أن تتدفق الأموال من الضرائب على الرقمنة مبيناً أنه يميل أكثر لصالح توسيع صلاحيات الاتحاد الأوروبي.
ولجعل الاتحاد الأوروبي أكثر ديمقراطية، اعتبر تيمرمانس أنه يجب الحصول على قوائم عابرة للأوطان، وهذا يعني أنه يمكن التصويت أيضا للمرشحين الفنلنديين أو الإيطاليين في ألمانيا مثلا، وهو ما رفضه ويبر إذ قال إنه يجب تأصيلهم محليا قدر الإمكان.
وأظهرت مناظرة التسعين دقيقة أن البداية الحقيقية للانتخابات الأوروبية انطلقت بزخم. ورغم أن الشخصيتين المتنافستين على رئاسة المفوضية الأوروبية غير معروفين من أكثرية الناخبين، ففي حال وصول أحدهما إلى سدة المسؤولية في بروكسل يعني أنهما جديران بالثقة ومثيران للتفكير ومتحمسان للاتحاد الأوروبي، ورغم أن النقاش بينهما جاء بطريقة متباينة فقد كان نزيهاً وركز على مستقبل الاتحاد رغم أن لكل منهما مفاهيم مختلفة في مقاربة الملفات الملحة للتكتل الأوروبي.
وكان رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر اعتبر أمس من بروكسل خلال مؤتمر صحافي قيّم فيه فترة رئاسته للمفوضية الأوروبية، أن حياة الأوروبيين "تحسنت بشكل واضح".
وبرر يونكر ذلك بأن معدل التوظيف داخل أوروبا "قد وصل إلى معدلات قياسية، وأن البطالة بين الشباب قد انخفضت والرواتب ارتفعت، كما تم تعزيز الحقوق الاجتماعية وحقوق المستهلك".
كذلك شدد يونكر على أن المجتمع الدولي أصبح أقوى اليوم مما كان عليه من قبل، وهذا لم يأت مصادفة إنما نتيجة وحدتنا وتصميمنا وقدرتنا على التسوية، ودول الاتحاد الأوروبي كانت منفتحة بما خص سياسة اللجوء المشتركة.