كشفت صحيفة مالطية ذات انتشار واسع، النقاب عن تورط، علي القطراني، ممثل اللواء المتقاعد خليفة حفتر بالمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، في عمليات تهريب الوقود الليبي من خلال شرعنة قراصنة التهريب.
وقالت صحيفة "مالطا توداي"، في تقرير موسع لها نشرته، يوم الأربعاء، إن مافيا تهريب النفط الليبي من ليبيا إلى إيطاليا عبر مالطا حصلت على ترخيص قانوني من علي القطراني عضو المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق.
وأكدت الصحيفة، أنها اطلعت على خطاب موقع باسم القطراني مكتوب باللغتين، العربية والإنكليزية، يمنح شركة "Tiuboda" المملوكة لــ"فهمي سليم بن خليفة"، الشهير باسم "ملك التهريب"، الإذن ببيع النفط الليبي.
وأكدت الصحيفة، أن القطراني منح الإذن للشركة بصفته رئيس لجنة الاستثمارات بمجلس النواب في خطاب رسمي موقع في 23 من نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2015، مشيرة إلى أن توقيع القطراني جاء بعد تقارير إعلامية منها تقرير للصحافية الأميركية، آن مارلو، نشرته صحيفة "آسيا تايمز" تكشف فيه أن "فهمي بن خليفة" من أبرز مهربي البشر والنفط الليبي وأنه يعمل مع رجال أعمال مالطيين.
لكن القطراني، بحسب صحيفة مالطا توداي، منح الإذن لشركة "بن خليفة" لـ"تحفيز وتشجيع المواطنين على المشاركة ورفع مستوى الأداء وتسريع وتيرة الاقتصاد القومي للبلد حتى يصبح على مستوى الدول المتقدمة نفسها" وفقاً لصيغة الترخيص التي منحها القطراني مما جعلها معروفة كشركة قانونية تجارية.
وقالت الصحيفة إنه بموجب هذا الترخيص، الذي يحمل ختم الحكومة الليبية، أقنع "بن خليفة" سلطات بعض الدول أن الوقود الذي يتاجر فيه تم شراؤه بصورة قانونية، وأوضحت أنه باستخدام تلك الرسالة التي تحمل ختم الحكومة الليبية تمكن بن خليفة وشركاؤه الليبيون من إقناع السلطات بأن الوقود الذي يتاجرون فيه جرى شراؤه بصورة قانونية.
وحسب مالطا توداي فإن ممثل خليفة حفتر في المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق حاول التهرب من مسؤوليته عبر إعلانه عن إرساله خطاباً في17 يوليو/ تموز 2016 إلى السلطات المالطية محتجاً على وجود نشاطات لشركات ليبية مرخصة تقوم بتصدير النفط بشكل غير مشروع عبر مالطا، وذلك بعد صدور تقرير الأمم المتحدة بشأن تهريب الوقود في ليبيا في مارس/ آذار 2016، إلا أن السلطات المالطية نفت وصول ذلك الخطاب بعدها بأربعة أيام.
ويعرف عن "علي القطراني" بأنه رجل أعمال كان يتاجر في مجال استيراد الدقيق إبان حقبة حكم معمر القذافي، قبل أن يتجه لترشيح نفسه في الانتخابات النيابية عام 2014 ويصبح رئيساً للجنة الاستثمارات بمجلس النواب، وبعد تشكيل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق عام 2015 تم ترشيح القطراني كممثل لحفتر بالمجلس، وعرفت عنه مواقفه المتصلبة في دعم حفتر ومحاولاته إسقاط المجلس الرئاسي قبل أن يعلن عن تعليق عضويته بالمجلس.
وبدأت قضية شركة "Tiuboda" في الظهور إثر اعتقال رجل الأعمال المالكي "غوردون ديبونو" أثناء تحقيق السلطات المالطية والإيطالية في حادث اغتيال الصحافية الاستقصائية المالطية "دافني كروانا غاليتسيا" حيث كشف المعتقل عن وجود شبكة تهريب الوقود باعت شحنات من النفط لمحطات وقود في إيطاليا وأوروبا، ويعتبر "فهمي بن خليفة" الليبي أبرز أعضاء الشبكة.
وحسب التحقيقات التي نقلت الصحيفة المالطية جزءاً منها، فإن شركة "Tiuboda" هربت الوقود خارج ليبيا مستخدمة سفنًا مالطية وأقنعت تجاراً إيطاليين أن الوقود الليبي تم نقله من ليبيا بشكل رسمي من خلال خطابات رسمية صادرة من الحكومة الليبية.
يشار إلى أن قوة الردع الخاصة التابعة لحكومة الوفاق بطرابلس قد أعلنت عن اعتقالها ملك التهريب فهمي بن خليفة نهاية أغسطس/آب الماضي بمدينة زوارة أقصى الغرب الليبي ونقله إلى سجونها في طرابلس لبدء التحقيق معه في قضايا تهريب البشر والوقود الليبي.