يتنافسُ عددٌ من الممثلين السوريين على السباق في الأعمال الدرامية. لكن عدداً كبيراً من هؤلاء، والذين يصنفون ضمن مجموعة "الفئة الأولى"، أصبحوا خارج الوطن، يبحثون عن منتج يقدر شهرتهم. بعضهم يجد المنتج المغامر، وبعضهم الآخر يعتكف. قبل قيام الثورة السورية، شهد عام 2010 إنتاج أوّل مسلسل درامي عربي مشترك "روبي"، شارك فيه مكسيم خليل وسيرين عبد النور وأمير كرارة (مصر)، ما فتح شهية المنتجين على هذا النوع من المسلسلات، ولو اختلفت اللهجات، وتقبل الجمهور ذلك، أحياناً دون مبررات، أو سبب اختلاف اللهجات بين الممثلين أنفسهم.
مكسيم خليل
استطاع الممثّل، مكسيم خليل، أن يُشكل حالة مميزة، بداية في الدراما المُشتركة. بعد "روبي"، ظروف خليل، وموقفه السياسي، أبعدته عن الدراما السورية، ما فتح أمامه الباب على الدراما المُشتركة، على الرغم من تقديمه سنة 2015 مسلسل "غداً نلتقي" بهوية سورية، عاد للدراما المُشتركة في "يا ريت" إنتاج 2016، وهو اليوم يُقيم بين القاهرة وباريس بسبب موقفه السياسي من الأزمة في سورية، ومساندته للشعب السوري، بعيداً عن الأعمال التي وضعته في مركز متقدم بين زملائه.
عابد فهد
دخل الممثّل، عابد فهد، أيضاً لعبة الدراما العربية المُشتركة، في أوّل مسلسل أنتج بعد "روبي"، ووافق على خوض التجربة مع بطلة روبي (سيرين عبد النور) في "لعبة الموت". 2013 نجاح هذا المسلسل، دفع شركتي "الصباح" و"إيغل فيلم" إلى توجيه البوصلة لهذا النوع من المسلسلات، فأعاد المنتج صادق الصبّاح اكتشاف "نجومية" عابد فهد، ووظّفها أمام اللبنانية، نادين نسيب نجيم، في مسلسل" لـو" عام 2014. اللافت أن عابد فهد لم يقترب من الدراما السورية المحلية، واختار بحسب إقامته في دبي المشاركة في أعمال تاريخية، سورية الهوى، لكنها من إنتاج خليجي، الأمر الذي يبعده بالتالي عن تصارع شركات الإنتاج السورية، وبعض النصوص التي لا ترقى إلى نجاح عابد فهد وحرفيته.
لم يتأخّر صادق الصبّاح في اكتشاف زميل عابد فهد، الممثل تيم حسن، الذي سجل هدفًا جيداً في مسلسل مشترك، نال نجاحاً جيداً "الأخوة" إنتاج 2014، تبارى فيه عددٌ كبيرٌ من الممثّلين الشباب إضافة إلى تيم حسن، ليبدأ مشواره مع هذا النوع من الدراما، متخذاً من بيروت وشركة الصباح مكانا لذلك. ونجحت صفقة الصباح مع تيم حسن لأربع سنوات. وغاب تيم حسن هو عن الأعمال التي تحمل الهوية أو النمط السوري في الدراما. وقدم نهاية السنة الماضية مسلسلاً مصرياً بعنوان "عائلة الحج نعمان"، كان ضعيفاً مقارنة مع مسلسلات تيم حسن التي كرست حضوره ونجوميته في مصر، ومنها "عابد كرمان" و"الملك فاروق".
قيس الشيخ نجيب
ولم يُكتَب لقيس الشيخ نجيب المشاركة في الأعمال الدرامية السورية، طيلة السنوات السابقة. قيس أيضاً لجأ إلى بيروت، وسجل تقدماً ملحوظاً في مسلسل "بنت الشهبندر" 2015 من تأليف هوزان عكو وإخراج سيف الدين سبيعي. ثم كانت له تجربة عادية في مسلسل درامي مشترك إلى جانب مكسيم خليل "ياريت " 2016. وشارك في بعض الأعمال التاريخية العربية من إنتاج خليجي.