طوال السنين الماضية، غاب كثير من الشعراء الذين فازوا بهذه الجوائز ولم يصمدوا خارج الموسم الذي صدّرهم "نجوماً" على الشاشات، وبعضهم لم يضع مؤلّفاً واحداً واكتفى بالحضور الإعلامي الذي ينطفئ حوله عند ظهور متسابقين جدد.
أما بعض الفائزين الذين استطاعوا أن يحافظوا على مكان لهم، فمردّ ذلك يتصل باتكائهم على علاقاتهم الشخصية، أو بترويجهم منتجاً قد يحظى بانتشار شعبي لارتباطه بقضايا وطنية أو عاطفية أو ما يطلبه الجمهور.
طبعاً، فإن هذه البرامج تخلق بالضرورة تنافسية "وهمية" تُخضع المشتركين فيها إلى تراتبيةٍ آخر من يعترف بها هو الشعر والإبداع عموماً، ناهيك عن اعتماد تصويت المشاهدين في بعضها وهو معيار لا يعني أحداً سوى زيادة الرسائل الخلوية التي تُراكم أرباحاً طائلة للقائمين على هذه المسابقات.
تحضر هذه العناوين مع إعلان فوز الشاعر السعودي، إياد الحكمي، أمس بلقب "أمير الشعراء"، في الموسم السابع للمسابقة التي تنظمها إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، كما حلّ في المركز الثاني الشاعر السعودي طارق الصميلي، بينما جاء المصري حسن عامر ثالثاً، وحصل على المركز الرابع الموريتاني شيخنا عُمر، وحازت العراقية أفياء أمين على المركز الخامس.
الجائزة التي تُقام كلّ عامين، يُمضي التسابقون فيها 10 أسابيع متواصلة من التبارز بقصائدهم، لينال الفائزون بالمراكز الخمسة الأولى مليونين و100 ألف درهم إماراتي (حوالي 600 ألف دولار أميركي)، ويحصل صاحب المركز الأول على لقب "أمير الشعراء" ومليون درهم إماراتي (نحو 250 ألف دولار)، فيما تتوزّع بقية الجائزة على الأربعة الآخرين بمبالغ مختلفة.
لا ضير من مراجعة أسماء الفائزين بالمواسم الستة الماضية، لنعاين موقع كلّ منهم على خارطة الشعر العربي، وهم على التوالي: الإماراتي كريم معتوق، الموريتاني سيدي ولد بمبا، السوري حسن بعيتي، اليمني عبد العزيز الزراعي، المصري علاء جانب، السعودي حيدر العبد الله.