مليونا طفل عراقي فقدوا مدارسهم بالحرب والتهجير

02 نوفمبر 2015
التسرب من المدارس يرفع نسبة الأمية (فرانس برس/GETTY)
+ الخط -
أعلن مكتب الأمم المتحدة للطفولة في العراق "يونيسف" أنَّ عدد الأطفال الذين تركوا مقاعد الدراسة خلال عام 2015 في عموم العراق بلغ مليوني طفل، إضافة إلى مليون و200 ألف آخرين ربما يتركون دراستهم بسبب الحروب والنزاعات والتهجير والعنف المستمر في البلاد.

وقال ممثل بعثة يونيسف في العراق بيتر هوكنز في بيان إن "التعليم في العراق تأثر بشكل سلبي نتيجة التهجير والعنف والصراعات، ويعاني الأطفال بأعداد كبيرة جداً من توقف تعليمهم ما يهدد بخسارة العراق لجيل كامل".

وأوضح هوكينز "رغم ما يجري نلاحظ إصرار الطلبة وذويهم ومعلميهم في البلاد على إكمال مسيرتهم التعليمية، فبعضهم يقطع مسافات طويلة جداً للوصول إلى مدارسهم في الوقت الذي أصبحت فيه 5300 مدرسة في العراق غير صالحة للاستخدام، أي بمعدل خُمس مدارس العراق، بسبب ما تعرضت له من تدمير كلي أو جزئي أو تم استخدامها لأغراض عسكرية أو لاضطرار الأسر النازحة إلى السكن فيها لافتقارها إلى مأوى".

اقرأ أيضاً: ملايين النازحين العراقيين في مواجهة شتاء قاسٍ

وتابع "قامت الأمم المتحدة في العام الماضي 2014 بتشييد 40 مدرسة جديدة في مختلف البلدات العراقية وجهزت 141 صفاً للطلبة، وأنشأت 1585 ساحة للتعليم المؤقت، ما مكن 2200 طالب مهجّر من إكمال تعليمهم بشكل طبيعي".

ويعاني العراق منذ 2003 من ارتفاع نسبة تسرب الطلبة من مدارسهم، وتزايدت هذه النسبة خلال العامين الماضيين نتيجة الصراعات التي تدور في البلاد والتهجير القسري والفقر الشديد وأعمال العنف.

وكشف الباحث التربوي محمود ياسين أن "نسبة التسرب من المدارس وصلت إلى نحو 40 في المائة، ما يعني أن أربعة أو خمسة ملايين طفل أصبحوا خارج العملية التربوية في البلاد، في الوقت الذي يزيد فيه عدد الطلبة من الجنسين عن تسعة ملايين طالب وطالبة، بما يعادل ثلث السكان".

ويضيف ياسين لـ"العربي الجديد" هناك عدة أسباب لتسرب الطلبة من مدارسهم، أولها الفقر الشديد، خاصةً بالنسبة للأطفال الأيتام الذين فقدوا آباءهم بسبب الحرب فاضطرتهم الظروف لترك المدرسة والعمل رغم صغر سنهم، ثم تأتي النزاعات والتهجير والنزوح التي تسببت في رفع نسبة المتسربين خلال عامي 2014 -2015 نتيجة نزوح أكثر من ثلاثة ملايين و500 ألف مواطن من مدنهم".

اقرأ أيضاً: مدارس طينية خطرة في العراق

من جهتها، بينت الباحثة في التنمية البشرية بشرى مزهر إن" مئات آلاف الطلبة تركوا مقاعد الدراسة بسبب الفقر والتهجير والنزوح وهذا يعني تحول جيل كامل إلى جيل أميّ جاهل غير قادر على مواجهة الحياة وصعوباتها، وسيتشكل لدينا جيش من الجهلة والعاطلين عن العمل بنسبة قد تصل إلى ثلث سكان البلاد وهذه كارثة حقيقية تستلزم مكافحتها".

وتابعت "العملية التربوية في العراق تسير نحو الهاوية بسبب السياسات الخاطئة للحكومة، وعدم وضع خطط تنموية استراتيجية بإمكانها مكافحة تسرب الطلبة من المدارس، ولولا تدخل الأمم المتحدة ومساعدتها في توفير مستلزمات التعليم للنازحين لكانت كارثة حقيقية".

أم عمر (39 عاماً) لديها أربعة أطفال، اثنان منهم في المدرسة، فقدت زوجها خلال قصف الجيش على مدن الأنبار، فنزحت هي وأطفالها إلى بغداد واضطرت لتشغيلهم لتوفير لقمة العيش. وتقول أم عمر"لم يكن أمامي خيار آخر، ولا أملك راتباً شهرياً أو تقاعدياً والدولة غير مهتمة بالأرامل والأيتام مطلقاً، ما اضطرني إلى تشغيل أحد أطفالي في بيع الحلويات، فيما استمر الثاني في الدراسة حتى لا يخرج كل أطفالي جهلة في المستقبل".

ويحمل مراقبون الحكومة العراقية المسؤولية الكاملة عن تدهور التعليم في العراق، عبر محاولة تسييس المسيرة التعليمية وجعلها ضمن نظام المحاصصة الطائفية.

اقرأ أيضاً: 170 مدرسة هدمتها الحكومة العراقية ولم تعِد بناءها
المساهمون