استنفرت مليشيا "الحشد الشعبي" فصائلها الموجودة في محافظات جنوبي العراق، للتوجّه نحو بلدة تلعفر في الموصل، لتعزيز معركتها التي بدأت أمس في هذا المحور، فيما حذّر مراقبون من أنّ "الحشد" تسعى للسيطرة على البلدة وتجميع فصائلها بها.
وقال مصدر أمني، لـ"العربي الجديد"، إنّ نحو 8 آلاف مسلح من مليشيا "بدر" وحركة "أنصار الله" و"سرايا الجهاد" و"الأوفياء" و"سرايا الخراساني" و"سرايا عاشوراء"، و"النجباء"، تحرّكوا من محافظة ميسان جنوب شرقي العراق نحو تلعفر استجابة لقيادة "الحشد".
وأضاف أنّ "هذه العناصر توجهت ضمن تعزيزات عسكرية كبيرة، من سلاح وعتاد ومدرعات ومركبات همر"، مرجحا "وصولها اليوم إلى تلعفر لتنضم إلى "الحشد" ضمن المعركة".
وأشار المصدر إلى أنّ أعدادا كبيرة من فصائل أخرى بمليشيات "الحشد" تستعد للذهاب إلى تلعفر، وستتحرّك خلال الأيّام المقبلة"، متوقعا أن "تكون مهام المليشيات مسك الأرض والانتشار فيها بعد استعادتها من "داعش".
من جهتها، أكّدت قيادة العمليات المشتركة أنّ مهمة السيطرة على الحدود الرابطة بين الموصل وسورية أوكلت إلى "الحشد الشعبي".
وقال المتحدث باسم القوات، العميد يحيى رسول، في بيان صحافي، إنّ "الحدود التي تربط الموصل بسورية لا تزال غير مؤمنة بالكامل، وإنّ عملية قطع شرايين الجماعات الإرهابية من أهم العمليات العسكرية، لقطع طرق مواصلاتهم وطرق إمدادهم عن ذلك الطريق الذي يربط الرقة بالموصل؛ الواقع في المحور الجنوبي الغربي".
وأكّد يحيى رسول أنّ هذه المهمة أوكلت لقوات "الحشد الشعبي".
بدوره، اعتبر الخبير في شؤون الفصائل المسلّحة، سامر الربيعي، أنّ مليشيا الحشد تخطط لتجميع فصائلها في تلعفر للسيطرة على البلدة ومسك الأرض بها بعد "داعش".
وقال الربيعي، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "هذه التحركات العسكرية واستنفار القوى لفصائل المليشيات يؤشّر إلى أبعاد سياسية من معركة تلعفر"، مبينا أنّ "الحشد، على ما يبدو، يسعى لتجميع فصائله في هذا المحور، ليكون قاعدة له للتحرّك نحو مناطق الموصل وسورية، وتنفيذ أجنداته الخاصة".
وحذّر المتحدث من خطورة هذا المخطط على أمن محافظة الموصل والتعايش السلمي فيها بعد مرحلة "داعش".
وكانت مليشيا "الحشد" قد ارتبكت خلال هجومها أمس على بلدة تلعفر (المحور الغربي للموصل)، وأجبرت على الاستعانة بالقوات العراقية، التي أرسلت من جانبها تعزيزات عسكرية كبيرة للسيطرة على الموقف في هذا المحور.