وأضاف المسؤول الحكومي أن أسعار بيع تأشيرات الحج الممنوحة بالمجان تراوحت بين 2500 و4500 دولار، مؤكدا أن تلك التأشيرات التي أطلق عليها وصف "حج المجاملة"، أربكت خطط الحج العراقية هذا العام، وفتحت بابا لتمويل فصائل مسلحة عادة ما تتهمها السعودية بالتبعية لإيران.
وأعلنت هيئة الحج العراقية مطلع يوليو/تموز الماضي، عن رفع الرياض حصة العراق من مقاعد الحج من 33 ألفا إلى 38 ألف مقعد، مؤكدة في بيان، أن ذلك "جاء تماشيا مع تعداد سكان العراق".
ويتبع العراق نظام القرعة بين مواطنيه الذين يتقدمون لأداء فريضة الحج، إلا أن الملف كغيره من الملفات، يشوبه الفساد، ويشكو عراقيون من عمليات تلاعب بالقرعة من قبل الموظفين لقاء مبالغ مالية، أو محسوبية لصالح أحزاب وجهات سياسية مختلفة بالبلاد.
ووفقا لمسؤول في مكتب المفتش العام بهيئة الحج والعمرة، فإن "السلطات السعودية منحت رئيس الجمهورية فؤاد معصوم 100 مقعد، ومثلها لكل من نوري المالكي، وأسامة النجيفي وإياد علاوي، ومنحت رئيس الوزراء حيدر العبادي 500 مقعد حج، ولكل وزير 50 مقعدا، ومثلها لأعضاء البرلمان السابق وزعماء أحزاب مختلفة، ومكاتب مرجعيات دينية، ورجال دين في النجف وكربلاء وسامراء وبغداد، إضافة الى محافظين ورؤساء مجالس محافظات".
وأكد المسؤول لـ"العربي الجديد"، أن "مجموع ما حصلت عليه مليشيا الحشد الشعبي، وخاصة فصائل بدر وحركات العصائب والنجباء والإمام علي والخراساني، ونحو 20 مليشيا أخرى، لا يقل عن 500 تأشيرة حج، وأنها قامت ببيع أغلبها، كما فعل عدد آخر من المسؤولين. هناك مكاتب في الكاظمية والكرادة والنجف تخصصت في بيع تلك التأشيرات".
من جانبه، قال عضو جبهة الحراك الشعبي العراقي، محمد المشهداني، إن مليشيات عراقية حصل بعضها على مبالغ لا تقل عن 100 ألف دولار من جراء بيع تأشيرات حج حصلت عليها"، مضيفا لـ"العربي الجديد"، أن "السفير السعودي في بغداد، عبد العزيز الشمري، مسؤول عن فوضى تأشيرات الحج هذا العام، ووصول مئات منها للمليشيات التي قامت بدورها ببيع أغلبها".
وأعلن عدد من الشخصيات السياسية في وقت سابق، عن تبرعهم بحصصهم من تأشيرات حج المجاملة لذوي ضحايا الحرب على الإرهاب في العراق والفقراء، بينهم زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، والذي أصدر بيانا أعلن فيه عن تحويل حصته من مقاعد الحج لهذا العام إلى "ذوي شهداء سبايكر"، في إشارة إلى ضحايا مجزرة سبايكر التي ارتكبها تنظيم "داعش" عام 2014، وراح ضحيتها نحو ألفي متدرب عراقي في أكاديمية عسكرية في تكريت.
ومن بين الذين توجهوا إلى الحج هذا العام وفق مقاعد حج المجاملة، القيادي البارز بمليشيا العصائب، أبو خامنئي، أحد أبرز المتورطين في جرائم القتل والتطهير الطائفي في العراق وسورية، إضافة إلى قائد لواء المؤمل في سورية، أبو تراب الموالي، والقيادي بمليشيا حزب الله، سعد الساعدي، وهو أحد الأسماء التي وردت ضمن قائمة المتورطين بجرائم إعدام ميدانية في الفلوجة والموصل.