قطعت قوات الأمن العراقية، في وقت مبكر صباح الجمعة، جميع الطرق المؤدية إلى شارع فلسطين، شرقي العاصمة بغداد، بالتزامن مع انطلاق مسيرة تشمل استعراضاً عسكرياً لمليشيات بذكرى "يوم القدس" الذي اعتادت إيران والفصائل المرتبطة بها على تنظيمه، في يوم الجمعة الأخير من رمضان.
وقال مصدر في شرطة بغداد، لـ"العربي الجديد"، إنّ قوات عراقية انتشرت، منذ فجر الجمعة، في المناطق المحيطة بشارع فلسطين، مؤكداً أنّ هذا الانتشار يهدف لحماية مسيرة الفصائل العراقية المسلحة بمناسبة "يوم القدس".
وأشار إلى قطع للطرق، ونشر نقاط تفتيش متنقلة في المناطق القريبة من شارع فلسطين، كالطالبية والقاهرة والبنوك، موضحاً أنّ الانتشار الأمني "يهدف لمنع أي خروقات يمكن أن تحدث أثناء تنظيم المسيرة والاستعراض".
وقال فالح اللامي، وهو أحد منسقي فعالية المليشيات العراقية، إنّ "أغلب فصائل المقاومة الإسلامية شاركت في الاستعراض العسكري التي نظم ضمن إطار مسيرة يوم القدس".
وتطلق الفصائل المسلحة في العراق المرتبطة بإيران على نفسها اسم "المقاومة الإسلامية" للتفريق بينها وبين المليشيات الأخرى ضمن "الحشد الشعبي"، والتي تعتبر أقرب للنجف منها إلى إيران.
وأكد اللامي، لـ"العربي الجديد"، أنّ المستعرضين رفضوا "صفقة القرن"، والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.
وأضاف أنّ "المشاركين في الاستعراض أعلنوا عن أنفسهم كمشاريع دائمة للاستشهاد في سبيل الحد من التمادي الأميركي والإسرائيلي في المنطقة"، رافعين صوراً لقائد الثورة الإسلامية في إيران روح الله الخميني، والمرشد الإيراني علي خامنئي، ولافتات منددة بالتهديدات الأميركية ضد إيران.
وأوضح أنّ "الفصائل الحليفة لطهران رفضت تهديدات واشنطن، وشددت على ضرورة قيام الأميركيين بمراجعة سياساتهم تجاه قضايا المنطقة، ومن بينها الأزمة مع إيران".
ولفت إلى مشاركة مليشيات عراقية بارزة في الاستعراض، مثل "عصائب أهل الحق، والنجباء، والخرساني، وبدر، وحزب الله العراقي، وسيد الشهداء، وكتائب الإمام علي، وسرايا عاشوراء، وفصائل أخرى".
ويأتي استعراض المليشيات العراقية تزامناً مع التوتر الأميركي الإيراني، والذي وصل إلى حد التلويح بالحرب، ما دفع برلمانيين وسياسيين عراقيين للدفع باتجاه وساطة بين الطرفين.
وسبق لعضو البرلمان العراقي عن تحالف "الفتح" (الجناح السياسي لمليشيات الحشد الشعبي) فاضل الفتلاوي، أن تحدث عن لقاء تفاوضي مرتقب بين مسؤولين أميركيين وإيرانيين في بغداد، مؤكداً أنّ رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، سيتوجه "قريباً" إلى واشنطن وطهران من أجل تنسيق اللقاء.