التزمت مليشيات "الحشد الشعبي" جانب الصمت عقب فشلها في اقتحام مدينة الفلوجة كبرى مدن محافظة الأنبار غربي العراق، وأُجبرت على وقف المعركة، ولجأت إلى تكثيف الضربات الجويّة والبرية التي تستهدف المدنيين انتقاماً لنفسها، فيما تسعى اليوم إلى لملمة قواها وتجديد محاولة اقتحام المدينة.
وقال عضو مجلس عشائر الأنبار، الشيخ محمود الجميلي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "مليشيات الحشد الشعبي التي تكبّدت خسائر كبيرة عندما حاولت فتح منافذ لاقتحام الفلوجة، أصدرت إنذاراً لكافة فصائلها وطلبت منهم التجمع قرب المدينة".
وأوضح أنّ "فصائل المليشيات تتجمع الآن عند حدود الفلوجة وهم يحاولون وضع خطة لهم لفتح منفذ على المدينة، وعلى الأرجح ستكون محاولتهم عبر مدينة الصقلاوية"، مشيراً إلى "وصول تعزيزات عسكرية كبيرة من المليشيات وصلت إلى مشارف مدينة الفلوجة وأسلحة ثقيلة ومتنوّعة"، مرجحاً أن "تبدأ المليشيات بتنفيذ خطتها خلال اليومين المقبلين".
من جهته أكّد أحد قادة العشائر المقاتلة ضد "الدولة الإسلامية" (داعش)، في محافظة الأنبار، عمار العيساوي، أنّ "المليشيات ستواجه الفشل من جديد عند محاولتها فتح منفذ على الفلوجة".
وقال العيساوي لـ"العربي الجديد" إنّ "المليشيات عبارة عن قوات غير منظمّة، تخطيطاً وقتالاً، وتحاول اقتحام الفلوجة منفردة عن الجيش وقوات العشائر لتنفيذ أجندتها الخاصة، الأمر الذي تسبّب بفشلها في المرة السابقة وأجبرت على وقف المعركة، وسيتسبب بفشلها اليوم".
ولفت إلى أنّ "المليشيات تحاول تحويل مسار المعركة من معركة ضدّ (داعش) إلى معركة طائفية تستهدف الفلوجة لما لها من رمزيّة لدى المكوّن السنّي في العراق".
وأشار إلى أنّ "مليشيات الحشد لم تنجح بأي معركة على مستوى العراق، وأنّ المعارك التي أحرز فيها تقدماً ببعض المناطق كان بفضل الضربات الجويّة لقوات التحالف والتنسيق مع القوات الأمنيّة والجيش".
وأكّد العيساوي أنّ "المليشيات ستخسر أيّ محاولة للتقدّم تجاه الفلوجة، وستتكبّد خسائر كبيرة في حال أقدمت على ذلك فعلاً، وأنّ الأفضل لها أن تترك مخططاتها الطائفية وتعود أدراجها".
في غضون ذلك، شدد وزير الدفاع، خالد العبيدي، على "ضرورة إشراك أبناء العشائر في تحرير مدنهم"، وقال الوزير في بيان صحافي، صدر على هامش استقباله قائد عمليات الجزيرة والبادية وشيوخ ووجهاء عشائر غربي الأنبار، إنّ "دور العشائر في الأنبار بطولي وكبير وأثبتوا نجاحاً كبيراً في محاربة (داعش)".
يذكر أنّ مليشيات "الحشد الشعبي" لم تنسحب من محيط مدينة الفلوجة الأنبارية بعد أن فشلت في محاولات اقتحامها عقب المعركة التي أطلقتها في الـ13 من يوليو/تموز الماضي، والتي توقفت بعد يومين بشكل غير معلن رسمياً، فيما تفرغت المليشيات لتنفيذ أجنداتها بارتكاب الانتهاكات ضد المدنيين.
اقرأ أيضاً: واشنطن تسلّم أرملة قيادي في "داعش" إلى العراق