وقدّمت قطر مساعدات بقيمة مليار دولار من أصل مبلغ الـ5.4 مليارات. وقال وزير الخارجية القطري، خالد بن محمد العطية، إن "دولة قطر تعلن عن مساعدتها بمبلغ مليار دولار لاعادة اعمار غزة". كما تبرّعت الكويت بمساعدات بقيمة 200 مليون دولار على 3 سنوات. وكان وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أعلن عن تقديم مساعدات بقيمة 212 مليون دولار، والاتحاد الاوروبي، بقيمة 568 مليون دولار. وقدّمت الجزائر مساعدات بقيمة 25 مليون دولار.
وأجمع المشاركون في "المؤتمر"، على ضرورة أن يكون إعادة إعمار غزة نهائياً، بعد المرة الثالثة التي يعاد فيها إعمار القطاع، خلال ست سنوات. وشدّد الحاضرون على ضرورة أن يكون المؤتمر فرصة حقيقية لوقف النار، وتفعيل المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية.
وطالب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، المجتمع الدولي بدعم مبادرة دعم إعمار القطاع، الذي لحق به دمار واسع، جرّاء الحرب الإسرائيلية الأخيرة.
وأوضح، في كلمةٍ ألقاها في الجلسة الثانية من المؤتمر، الذي يعقد اليوم الأحد، في القاهرة، أن "خطة الأمم المتحدة بدعم إعمار قطاع غزة، تقدّر بنحو 2.1 مليار دولار، وهي تستحق الدعم السخي من الدول الأعضاء". وأشار إلى أن "نجاح إعادة إعمار غزة، يتطلب توافر أسس سياسية قوية".
كما دعا الأمين العام "الأطراف إلى تحويل محادثات القاهرة المقبلة إلى فرصة حقيقية لتثبيت وقف إطلاق النار، والامتناع عن أية أعمال أحادية الجانب".
بدوره أعلن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أن "بلاده ستقدّم 212 مليون دولار، مساعدة فورية للفلسطينيين، وكجزء من الجهود الدولية لبناء قطاع غزة". ودعا جميع الدول إلى الإسهام في هذه الجهود، والعمل على تثبيت السلام.
ورأى، في كلمة ألقاها في الجلسة الثانية للمؤتمر، أن "أهالي قطاع غزة يحتاجون إلى مساعدات المجتمع الدولي، لا في الغد ولا الأسبوع المقبل، ولكنهم يريدون ذلك الآن". ووصف التحديات الإنسانية، التي يواجهها الفلسطينيون في القطاع بـ"الضخمة".
كما أعرب كيري عن أمله في أن "تساهم المنح والمساعدات، التي حصل عليها قطاع غزة، في مؤتمر اليوم، في تعزيز جهود السلام والاستقرار في المنطقة". واعتبر أن صور الأطفال وهم يلعبون على الأنقاض في غزة كانت "صادمة".
إلى ذلك، دعت مفوضة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، كاترين أشتون، السلطة الفلسطينية إلى تحمّل مسؤوليتها الكاملة في قطاع غزة، وطالبت إسرائيل برفع القيود المفروضة على القطاع.
وقالت في كلمتها: "إنّ إعادة إعمار غزة يجب أن تكون في بيئة سياسية آمنة، وبطريقة سليمة، وهذا المؤتمر يؤكد ذلك".
وأضافت: "نحن ندعم الآلية الخاصة بإعادة إعمار غزة، التي تفاوضت بشأنها الأمم المتحدة، ووافقت عليها السلطة الفلسطينية وإسرائيل، ونأمل أن ينفذ المتفق عليه بحسن نية".
إلى ذلك، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، عن تقديره للدور المصري تجاه الأزمة الفلسطينية، والمبادرات التي يقدمها للجانبين الفلسطيني، والإسرائيلي، مطالباً المشاركين في المؤتمر بتحمّل مسؤوليتهم، تجاه الشعب والحكومة الفلسطينية.
كما دعا إلى بدء مفاوضات جدية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لترسيم الحدود وإقامة سلام دائم بينهما.
وفي سياق متّصل، قال وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس: "لا بد من أن نعترف بالدولة الفلسطينية، ولا بد من أن يكون هناك دولة فلسطينية، تعيش بسلام مع القدس". واعتبر أن "حلّ الدولتين الآن مهدد بفعل الاستيطان".
ودعا إلى استدامة الهدنة واستمرار المفاوضات بين الجانبين في القاهرة، بما يسمح برفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع .
من جانبها، قالت وزيرة خارجية إيطاليا، فريدريكا موغيريني، إن "بلادها ستقدّم 24 مليون دولار لإعادة إعمار غزة، بالإضافة إلى تخصيص 38 مليون دولار من أجل الهدف ذاته".
بدوره، رأى وزير الخارجية النرويجي، بورجي برندي، أن "إعادة إعمار قطاع سيسهم في الوصول إلى حل الدولتين". وطالب، في كلمته، التي ألقاها في المؤتمر، بإيجاد مسار جديد للخطوات المستقبلية، من أجل إعادة إحياء محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
كما شدّد على "ضرورة أن يكون هناك تضمين لغزة تحت سلطة موحدة، وهذا الأمر لا يعد مبالغة"، معتبراً أن "غزة نفسها، جزء من الحل".