ملكة بريطانيا تتفاعل مع رسالة معارض بحريني بشأن والده المعتقل

08 سبتمبر 2018
يخوض مشيمع احتجاجاً مفتوحاً خارج سفارة البحرين في لندن(تويتر)
+ الخط -
ردت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، على رسالة للناشط البحريني المعارض علي مشيمع، المضرب عن الطعام، ناشدها فيها المساعدة في الإفراج عن والده المعتقل في البحرين.

ونشر علي مشيمع، في تغريدة على "تويتر"، اليوم السبت، صورة بيان تلقاه من قصر باكنغهام الملكي، مرفقاً إياها بتعليق يقول فيه "استجابت الملكة إليزابيث لخطاب كتبته لها عن والدي، وإضرابي عن الطعام".

وبدأ مشيمع احتجاجاً خارج سفارة البحرين في نايتسبريدج بالعاصمة البريطانية لندن، في 1 أغسطس/آب الماضي، أعلن خلاله الإضراب عن الطعام، احتجاجاً على احتجاز والده حسن مشيمع (70 عاماً) زعيم المعارضة في البحرين، والذي تقول منظمات حقوقية إنّه حُرم من الرعاية الطبية المناسبة.

وتم القبض على حسن مشيمع في عام 2011، مع العشرات من قادة المعارضة على خلفية دوره في الاحتجاجات المناهضة للحكومة في البحرين، في ذروة انتفاضات الربيع العربي في جميع أنحاء المنطقة.

وفي 22 أغسطس/آب الماضي، وجّه علي مشيمع، رسالة إلى الملكة إليزابيث، ينشادها فيها الاستفادة من صداقتها مع ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، للمساعدة في الإفراج عن والده المعتقل.

وكتب في الرسالة: "أود أن أطلب من جلالتك استخدام النفوذ والصداقة القوية مع ملك البحرين لمساعدتي في إنقاذ أبي. كل ما أطلبه هو أن يتم التعامل معه بطريقة إنسانية، بما في ذلك الحصول على العلاج الطبي المناسب، والكتب، والزيارات العائلية دون إخضاعه لتدابير مهينة".

ورداً على هذه الرسالة، قال بيان قصر باكنغهام، بحسب ما جاء في تغريدة مشيمع، اليوم السبت، إنّ "جلالة الملكة، أخذت علماً دقيقاً بآرائك حول القضية"، آملاً من مشيمع أنّ "يقدّر أنّه لا يمكن للملكة التدخل في شؤون دولة أخرى ذات سيادة"، مؤكداً، في الوقت عينه، إحالة الرسالة إلى مكتب الشؤون الخارجية والكومنولث التابع لوزارة الخاجية، من أجل الاطلاع على النداء الموجه للملكة.


وبحكم منصبها الدستوري، على الملكة في بريطانيا أن تبقى محايدة بشأن الأمور السياسية، لكن علي قال حين وجه نداءه إليها، إنّه كتب الرسالة "الرمزية"، بعد أن شعر بالإحباط بسبب عدم الاستجابة لمطالبه، حتى الآن.

ويقول علي، إنّ والده يحتاج إلى فحوصات منتظمة لضمان عدم عودة سرطان عولج منه قبل عشر سنوات، وكذلك من أجل العلاج من ارتفاع ضغط الدم والسكري والتهاب المسالك البولية، مشيراً إلى أنّ الدواء بحوزة والده بدأ ينفد، بينما لم تزوده السلطات بأقراص جديدة، ولم يسمح لعائلته بزيارته منذ فبراير/شباط 2017.

وعلي يقيم في لندن منذ عام 2006 وقد صدرت بحقه أحكام قضائية في البحرين بالسجن 45 عاماً، كما سحبت منه جنسيته.


ولقيت قضية علي مشيمع ووالده، تضامناً من قبل منظمات حقوقية، وناشطين، وكتاب عالميين.

وأعلنت الناشطة البحرينية المعارضة زينب خواجة، ابنة المعارض عبد الهادي خواجة، دخولها في إضراب عن الطعام، قبل ثلاثة أيام، تضامناً مع علي مشيمع.


وقالت خواجة، والتي كانت تعرّضت أيضاً للاعتقال على خلفية مشاركتها باحتجاجات 2011 في البحرين، في بيان نشرته شقيقتها مريم في تغريدة على "تويتر"، إنّها تتضامن مع علي في "كفاحه من أجل قضية والده الذي يمثّل آلاف معتقلي الرأي السياسيين، ومعاناتهم في سجون البحرين".

وألقت آلاء الشهابي المديرة المساعدة لمعهد "الازدهار" العالمي، المهتم بقضايا حقوق الإنسان ومقره لندن، في تغريدة على "تويتر"، الضوء على تدهور صحة علي مشيمع، لافتة إلى أنّه خسر 14 كيلوغراماً من وزنه، بسبب إضرابه عن الطعام، احتجاجاً على اعتقال والده.

كما وقّع كتاب عالميون، مؤخراً، رسالة مفتوحة إلى ملك البحرين، تحثّه على التدخل في قضية حرمان حسن مشيمع، من حقه في القراءة داخل السجن، مطالبين بمعاملته بعدالة.

وأشارت الرسالة إلى أنّ حسن مشيمع، "وخلال السبع سنوات الماضية، جمع أكثر من 100 كتاب في السجن، تتضمن كتب التاريخ، والتعاليم الدينية، وقواميس اللغة الإنكليزية والكتب النحوية، إلا أنّ إدارة السجن قامت بمصادرتها".


وقالت الرسالة إنّ "السيد مشيمع يستحق أن يعامل بكرامة.. هذا حق يجب أن يمنح لجميع السجناء.. نحثك على استعادة كرامة السيد مشيمع بإعادة كتبه".

ومن أبرز الموقعين على الرسالة، الأدبية والشاعرة الكندية مارغريت أتوود الفائزة بجائزة "بوكر"، والروائية التركية إليف شفق مؤلفة رواية "قواعد العشق الأربعون"، والروائي والأستاذ الجامعي الأميركي من أصل لاتيني أرييل دورفمان.