وبدا التقارب بين الجانبيين واضحا، حيث أكد داوود أوغلو في المؤتمر الصحافي الذي جمعه بميركل بعد اللقاء الذي عقده الطرفان في مكتب رئاسة الوزراء في قصر دولمة بهجة، على أن الاجتماع تناول الأزمة السورية بالعموم مع التركيز على أزمة اللاجئين، مشددا على أنه لا يمكن حل أزمة اللاجئين قبل إيجاد حل نهائي للأزمة السورية.
وعبّر داوود أوغلو عن تقديره لموقف المستشارة الألمانية تجاه اللاجئين، بالقول: "بينما يؤكد عدد من القادة الأوربيين على رفضهم لاستقبال اللاجئين، اتخذت ميركل موقفا إنسانيا عاليا، ونحن نوجه لها الشكر على ذلك".
وكانت تركيا قد وضعت عدة شروط للموافقة على الخطة الأوروبية لمواجهة تدفق اللاجئين، ومنها تقديم أوروبا مساعدة لتركيا تقدّر بـ3 مليارات دولار للمساهمة في تقديم الدعم للاجئين المتواجدين على الأرض التركية والذين يتجاوز عددهم المليونين، وأيضا تخفيف القيود على تأشيرات الدخول للمواطنين الأتراك إلى دول الاتحاد، فضلا عن إعادة إحياء عملية انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.
وبدا داوود أوغلو راضٍ عن نتائج الحوار المشترك، وبالأخص في موضوع تقديم المساعدات لتركيا في ما يخص موضوع اللاجئين، ورغم عدم إفصاحه عن نتائج الاجتماع في هذا الشأن، عبّر داوود أوغلو عن ارتياحه للمقاربة الأوروبية الجديدة بهذا الشأن، قائلاً: "في ما يخص أزمة اللاجئين، لا بد أن يكون هناك تقاسم عادل للتكاليف، ولكن للأسف خلال الأربع سنوات الماضية، لقد تحمّلت تركيا لوحدها هذه الكلفة"، مضيفا: "ولكننا مرتاحون لمقاربة الموضوع، وذلك بعد اللقاءات الأخيرة التي أجريناها مع المسؤوليين الأوروبيين، وأيضا في اللقاء الأخير الذي جمعنا قبل قليل".
وفي ما يخص تخفيف القيود على تأشيرات دخول المواطنين الأتراك إلى الاتحاد الأوروبي، وإدخال تركيا إلى مجموعة شينغن، أكد داوود أوغلو بأن القضية العالقة بين الجانبين عمرها أكثر من عشر سنوات وتمتد لما قبل اندلاع الأزمة السورية، وبأن توقيع اتفاقية إعادة اللاجئين القادمين من تركيا إلى الاتحاد إلى تركيا مرة أخرة مرتبطة بانصمام أنقرة إلى اتفاقية شينغن، قائلاً: "وفي ما يخص انضمامنا إلى اتفاقية شينغن والتي كان المخطط لها في عام 2017، فإننا نبذل جهودا كبيرة لإتمام الأمر في منتصف 2016"، مضيفا: "ونتمنى أن يتم ذلك في تموز 2016، عندها سنقوم بتوقيع اتفاقية إعادة اللاجئين، وأيضا الانضمام إلى اتفاقية شينغن".
وفي ما يخص تسريع عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، أكد داوود أوغلو بأن أنقرة ترى أنه أمر ممكن، وأشار إلى أن الاجتماع تناول أيضا المنطقة الآمنة التي تسعى تركيا إلى إقامتها في ريف حلب الشمالي الشرقي، وذلك لمنع موجة جديدة من اللجوء، بعد الحملة الكبيرة التي تتعرض لها مدينة حلب.
من جانبها، عبّرت ميركل عن رغبة بلادها برؤية تركيا مستقرة، مشيرة إلى أن برلين ستقوم بدعم تركيا بأربع نقاط، بالقول: "في ما يخص موضوع التأشيرة، فإنه سيتم إجراء اجتماعات جديدة، حيث للاتحاد الأوروبي بعض الرغبات في ما يخص المهاجرين، أما الشأن الثاني، وفي ما يخص تقاسم كلفة استضافة اللاجئين، فنحن نعرف بأن تركيا لم تتلقَّ الكثير من المساعدات حتى الآن، وهذه حقيقة، حيث تحمّلت تركيا مسؤولية كبيرة جدا"، مضيفةً: "أود أن أؤكد بأننا في الاتحاد الأوروبي نعمل على أمر الهجرة القانونية، وبطبيعة الحال فإن العلاقات التركية الأوروبية ستستمر، وفي ما يخص أمر الحصول على العضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي، نحن نود فتح الفصل الـ17 الخاص بالسياسات الاقتصادية والنقدية".
اقرأ أيضا: داود أوغلو: عناصر للنظام السوري متغلغلة داخل "داعش"