يواصل فيروس كورونا الانتشار في العالم ويرغم عدة دول مثل الهند على إعادة فرض حجر على عشرات ملايين الأشخاص، لكن الأمل بالتوصل إلى لقاح تَعزّز في الولايات المتحدة مع استعداد شركة أدوية لإطلاق المرحلة النهائية من التجارب السريرية.
الهند نحو حجر صحي
وتستعد الهند لإعادة فرض الحجر على حوالى 140 مليون نسمة من أصل عدد سكانها الإجمالي البالغ 1,3 مليار في منطقة بنغالور وولاية بيهار الفقيرة. ويتم فرض الحجر لمدة أسبوعين اعتبارا من يوم الخميس في ولاية بيهار التي تعاني من ضعف النظام الصحي. ووضعت بنغالور، مركز التكنولوجيا الرئيسي في الهند، تحت الإغلاق لمدة أسبوع اعتبارا من مساء أمس الثلاثاء.
وتتجه نحو اثنتي عشرة ولاية إلى فرض عمليات إغلاق محددة في المناطق التي تم اكتشاف العديد من الحالات فيها، تلك التي يشير إليها مسؤولو الصحة العامة بـ "مناطق احتواء" يمكن أن تكون صغيرة مثل عدد صغير من المنازل في شارع بالعاصمة نيودلهي. وحذّر جايابراكاش مويل، عالم الأوبئة في كلية الطب المسيحية في جنوب الهند، من أن عدد الوفيات الفعلي في البلاد جراء الفيروس قد يكون أعلى بكثير بسبب عدم وجود آلية قوية للإبلاغ عن الوفيات في المناطق الريفية. وقال: "ليست لدينا البنية التحتية".
البرازيل أكثر تضرراً
وسجلت البرازيل، إحدى الدول الأكثر تضررا بالعالم من الوباء، 1300 وفاة إضافية في الساعات الـ24 الماضية لتصل الحصيلة الإجمالية إلى أكثر من 74 ألف وفاة مع مليوني إصابة. وتهدد معاهد السامبا الكبرى من جانب آخر بعدم المشاركة في كرنفال ريو دي جانيرو المرتقب في فبراير/شباط 2021.
قفْزةُ الإصابات في أميركا
في الولايات المتحدة، تواصل ارتفاع الحالات في جنوب البلاد وغربها حيث ظهرت 63 ألفا و262 إصابة جديدة منذ الإثنين ليصل إجمالي الإصابات إلى أكثر من 3,42 ملايين شخص. كما تسبب الوباء بـ850 وفاة جديدة لتصل الحصيلة الإجمالية إلى 136 ألفا و432 وفاة.
وحتى الآن، أصاب المرض أكثر من 13 مليون شخص في العالم، وتسبب بوفاة أكثر من 570 ألفا.
أزمة كورونا في فرنسا
وتلقي أزمة وباء كوفيد-19 بثقلها أيضا على الاقتصادات العالمية، ودفعت بفرنسا إلى تنظيم احتفالات مختصرة الثلاثاء بالعيد الوطني. وفي فرنسا، حيث ألقى الوباء بثقله على احتفالات 14 تموز/يوليو بيوم العيد الوطني. ولأول مرة منذ 1945، ألغت السلطات العرض العسكري التقليدي على طول جادة الشانزيليزيه احتفالا بذكرى اقتحام سجن الباستيل، الذي شكل انطلاقة للثورة الفرنسية في 14 تموز/يوليو 1789.
وفي ساحة الكونكورد في باريس، سار حوالى ألفي عسكري أمام الرئيس إيمانويل ماكرون وانضمت إليهم طواقم طبية وسط تصفيق الحضور. وأعلن ماكرون لاحقا أن فرنسا ستجعل وضع الكمامات إلزاميا في كل الأماكن العامة المغلقة اعتبارا من 1 آب/أغسطس.
ويأتي ذلك مع إعادة فتح أبرز وجهة سياحية خاصة في فرنسا، ديزني لاند باريس، الأربعاء مع قدرة استيعاب محدودة بعد أربعة أشهر من الإغلاق بسبب الوباء.
عزل الآلاف بكاتالونيا
عاد نحو 160 ألف شخص في إقليم كاتالونيا الإسباني إلى العزل الصحي يوم الأربعاء، مع سعي السلطات للسيطرة على موجة جديدة من الإصابات بفيروس كورونا في المنطقة، بعد أسابيع فقط من رفع الحظر في البلاد.
وليل الثلاثاء، وافق قاضٍ على أوامر حكومة المنطقة لسكان مدينة ييدا وست بلدات مجاورة بالبقاء في المنزل بعد عدة أيام من الخلافات القانونية والتوترات السياسية. وبموجب القواعد الجديدة، يمكن للسكان مغادرة منازلهم فقط للضرورة مثل الذهاب للعمل أو شراء احتياجاتهم، بينما ستغلق الفنادق والمطاعم والحانات باستثناء خدمات استلام وتوصيل الطعام.
كما شجعت السلطات الإقليمية سكان ثلاثة أحياء في لوسبيتاليت، وهي ضاحية في برشلونة يقطنها نحو 260 ألفا، على البقاء في منازلهم لكن دون أن تلزمهم بذلك.
وبعد وفاة أكثر من 28 ألف شخص بسبب الوباء، أنهت الحكومة الإسبانية إجراءات العزل العام على مستوى البلاد في 21 يونيو/ حزيران مع اقتراب حالات العدوى الجديدة من الصفر تقريبا.
لكن ومنذ ذلك الحين، ظهرت أكثر من 170 بؤرة في إسبانيا، مما دفع السلطات الإقليمية إلى فرض قيود محلية.
بريطانيا والكمامات
المملكة المتحدة، من جهة ثانية، شهدت إغلاقا كليا منذ 24 مارس/آذار 2020 وحتى منتصف يونيو/حزيران الماضي، بسبب تفشي كورونا، قبل أن تخفف إجراءات العزل وتعيد الحياة إلى طبيعتها. وحتى الآن، لا يبدو أنها تتجه لإعادة فرض إجراءات مشدّدة، إذ قال وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، إن الحكومة لن توصي الموظفين في المكاتب بوضع الكمامات أثناء فترات العمل. وقال هانكوك لشبكة سكاي نيوز، اليوم الأربعاء: "لن نوصي بالكمامات في المكاتب".
وكانت صحيفة "تليغراف" قد قالت الثلاثاء إن بريطانيا قد توصي قريبا بوضع كمامات في كل الأماكن العامة، بما في ذلك المكاتب ومواقع العمل الأخرى. وأضاف التقرير أن مسؤولين بدأوا محادثات خاصة مع جماعات تمثل جهات العمل الرئيسية مع إعداد الوزراء "خارطة طريق" لتفادي حدوث موجة ثانية من كوفيد-19.
تطورات اللقاح
في هذه الأجواء المقلقة، جاء إعلان شركة "موديرنا" الأميركية للصناعات الدوائية الثلاثاء، أنّ التجارب السريرية للقاحها المضادّ لوباء كوفيد-19 ستدخل المرحلة النهائية في 27 يوليو/تموز ليعطي بعض الأمل. ويضع هذا الإعلان شركة "موديرنا" في طليعة السباق العالمي من أجل التوصّل للقاح مضادّ للوباء. والمجموعة التي تستفيد من مساعدات بقيمة 483 مليون دولار من الحكومة الأميركية تكون بذلك أول شركة تبلغ هذه المرحلة، وقد نشرت نتائجها الأولية الواعدة في مجلة "نيو إينغلاد جورنال أوف ميديسين".
وستجرى التجارب السريرية في هذه المرحلة الثالثة والنهائية على 30 ألف شخص في الولايات المتحدة، سيتلقّى نصفهم جرعات تبلغ الواحدة منها مائة ميكروغرام من اللقاح، فيما سيتلقّى النصف الآخر دواءً وهمياً. وسيتابع الباحثون هؤلاء الأشخاص على مدى سنتين، لمعرفة ما إذا كان اللّقاح آمناً وفعّالاً في منع الإصابة بعدوى "سارس-كوف-2".
كذلك، فإنّه في حالة الأشخاص الذين يمكن أن يصابوا بالمرض رغم خضوعهم للّقاح، ترمي الدراسة لمعرفة ما إذا كان اللّقاح يمكن أن يحول دون ظهور أعراض المرض على هؤلاء المصابين. وحتّى إن ظهرت أعراض على أشخاص تم تلقيحهم، فإنّ هذا الأمر يمكن أن يعتبر ناجحاً إذا ما منع اللقاح ظهور إصابات خطيرة بكوفيد-19.
ومن المفترض أن تستمر الدراسة حتى 27 أكتوبر/تشرين الأول 2022، لكن يرتقب صدور نتائج أولية قبل هذا الموعد بكثير. و"موديرنا" ليست الشركة الوحيدة في السباق للتوصل إلى لقاح، فشركة "سينوفاك" الصينية بلغت أيضا مرحلة متقدمة من الأبحاث، فيما أعلنت وكالة تاس الروسية أن باحثين روسا أنجزوا التجارب السريرية على لقاح لكن بدون نشر نتائج أبحاثهم.
(فرانس برس، رويترز، أسوشييتد برس)