24 مارس 2017
ملاك راحل يظهر على القمر
شفيق عنوري (المغرب)
طفلة في عمر الزهور، كانت تلعب جنب واد في بادية في المغرب العميق، سقطت وأصيبت في رأسها، ما استدعى نقلها إلى المستشفى الإقليمي في تنغير، ليعتذر الأخير لعدم وجود جهاز "سكانير" ويرسلها إلى المستشفى الجهوي في الرشيدية، قبل أن يعتذر هو الآخر للسبب نفسه. بعدها نقلتها عائلتها على متن سيارة إسعاف غير مجهّزة لأزيد من 500 كيلومتر نحو فاس حيث لفظت إيديا أنفاسها الأخيرة، لتطير معانقةً السماء، مودعة المغاربة بالابتسامة المرسومة على محياها قيد حياتها، والبادية في صورتها التي تداولها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي.
إيديا ذات السنتين، ما يزال طيفها يحوم في الأجواء، لا يراه إلا المستضعفون، غائب عن عيون الناهبين أموال المستشفيات، ومن أنفقها على السفر والمهرجانات وغيرها من الأمور التي لن تغني المغاربة، ولن تسمنهم من جوع، ولن تشفيهم من سقم، ولن تأويهم من تشرّد.
صوتها الطفولي يهمس في آذان أبناء الشعب. هناك مسؤولون في الوطن نهبوا كلّ شيء، لم يبق أمامهم سوى نهبنا نحن أيضاً، لأننا في أدنى الترتيب، وحين يصرخ الشعب يقمعونه ويتبعون ذلك بلقمة منوّمة، وحين يسكت يتمادون في استهداف جيبه وقضم حقه.
الملاك إيديا التي عانقت عنان السماء، ستغرّد كعصفور صغير في صباح كل يوم: لست الوحيدة، ولن أكون الأخيرة، فقد مات قبلي كثيرون ضحايا الإهمال الطبي وضحية "الحكرة" والظلم، وسيموت بعدي كثيرون، ما دام الفساد ينخر المؤسسات، وجيوب رجال الأعمال تنهب خيرات الأرض ظاهرها وباطنها، وما دام القضاء خاضعاً للمال والجاه، ومتغاضياً عن جرائم الأغنياء، متتبّعاً لمساوئ البسطاء.
"إيديا" الملاك الراحل، المنحدرة من تنغير التي يتوفر إقليمها على أكبر منجم لاستخراج الفضة في إفريقيا، بإميضر، الأخير شاهد على نهب "رؤوس كبار" ثروات البلاد من دون مراعاة مصير أهالي المنطقة، حيث دخل سكان البلدة المذكورة في اعتصام مفتوح منذ سنة 2011، احتجاجاً على استغلال شركة معادن إيميضر التي استنزفت ثروات المنطقة المعدنية والرملية والمائية منذ عشرات السنين، من دون أن يستفيد سكان الإقليم من أي شيء، بل زادت الأمور تدهورا، و"إيديا" شاهدة على ذلك.
إيديا ذات السنتين، ما يزال طيفها يحوم في الأجواء، لا يراه إلا المستضعفون، غائب عن عيون الناهبين أموال المستشفيات، ومن أنفقها على السفر والمهرجانات وغيرها من الأمور التي لن تغني المغاربة، ولن تسمنهم من جوع، ولن تشفيهم من سقم، ولن تأويهم من تشرّد.
صوتها الطفولي يهمس في آذان أبناء الشعب. هناك مسؤولون في الوطن نهبوا كلّ شيء، لم يبق أمامهم سوى نهبنا نحن أيضاً، لأننا في أدنى الترتيب، وحين يصرخ الشعب يقمعونه ويتبعون ذلك بلقمة منوّمة، وحين يسكت يتمادون في استهداف جيبه وقضم حقه.
الملاك إيديا التي عانقت عنان السماء، ستغرّد كعصفور صغير في صباح كل يوم: لست الوحيدة، ولن أكون الأخيرة، فقد مات قبلي كثيرون ضحايا الإهمال الطبي وضحية "الحكرة" والظلم، وسيموت بعدي كثيرون، ما دام الفساد ينخر المؤسسات، وجيوب رجال الأعمال تنهب خيرات الأرض ظاهرها وباطنها، وما دام القضاء خاضعاً للمال والجاه، ومتغاضياً عن جرائم الأغنياء، متتبّعاً لمساوئ البسطاء.
"إيديا" الملاك الراحل، المنحدرة من تنغير التي يتوفر إقليمها على أكبر منجم لاستخراج الفضة في إفريقيا، بإميضر، الأخير شاهد على نهب "رؤوس كبار" ثروات البلاد من دون مراعاة مصير أهالي المنطقة، حيث دخل سكان البلدة المذكورة في اعتصام مفتوح منذ سنة 2011، احتجاجاً على استغلال شركة معادن إيميضر التي استنزفت ثروات المنطقة المعدنية والرملية والمائية منذ عشرات السنين، من دون أن يستفيد سكان الإقليم من أي شيء، بل زادت الأمور تدهورا، و"إيديا" شاهدة على ذلك.
مقالات أخرى
07 مارس 2017
16 يناير 2017
14 يناير 2017