ملاكو خان ممنوع من العودة إلى أفغانستان

05 نوفمبر 2019
يعمل في بيع التبن (العربي الجديد)
+ الخط -
قبل نحو عشر سنوات، حلم الأفغاني ملاكو خان بمغادرة باكستان والعودة إلى بلاده. إلا أن الحرب منعته من تحقيق حلمه

قبل نحو عشرة أعوام، كان ملاكو خان يأمل في العودة إلى أفغانستان، هو الذي تعب من الغربة في باكستان. صحيح أنه لم يرَ بلاده أو يعش فيها، لكنه يعشقها. إلا أن الوضع الأمني ودوامة الحرب منعاه من العودة إلى مسقط رأسه في إقليم لوجر، جنوب أفغانستان. ويقول ملاكو خان، الذي يعيش قرب العاصمة الباكستانية إسلام آباد في منزل من الطين: "عشت أربعة عقود من حياتي في باكستان. كنت آمل بالعودة إلى الوطن حتى قبل عشرة أعوام، وقد أملتُ بأن بتحسن الوضع. أما اليوم، فأشعر باليأس، وأعتقد أن الوضع لن يتغير، وسأبقى في باكستان ما حييت".

يضيف أن الحياة صارت صعبة، "ولا نستطيع الاعتماد كلياً على باكستان لأنها ليست بلادنا، ولا يمكننا تعليق آمالنا على أفغانستان لأن الوضع آخذ في التدهور". ويشير إلى أنه بعد الانتخابات الرئاسية، هناك خوف من وقوع البلاد في أزمة جديدة، لأن المرشحين لا يقبلون النتائج".

مير أفغان، والد ملاكو خان، عمل في الزراعة حين كان في بلاده. وعندما انتقل إلى باكستان قبل 40 عاماً، عمل في مهن عدة من أجل تأمين لقمة العيش لأولاده، حتى أصبح عجوزاً عاطلاً من العمل. الآن، يجلس في المنزل طيلة النهار ينتظر مجيء أبنائه ليتحدث إليهم.
ويقول مير أفغان: "لما كنت شاباً، لطالما حلمت بأن تتحسّن الأحوال في بلادي. كنّا في حالة جيدة. لكن مع الغزو السوفييتي لأفغانستان، دمّر كل شيء. الآن، نعيش الغربة في منزل لا يقينا حر الشمس وبرد الشتاء". يأمل مير أفغان السبعيني بالعودة إلى أفغانستان، ويخشى أن يموت في باكستان ويدفن بعيداً عن أرضه وأبناء قريته.



أما الابن ملاكو خان، فكان عمره عاماً واحداً حين جاء إلى باكستان قبل 40 عاماً. يقول: "لم أكن أعرف شيئاً آنذاك. لكن منذ نعومة أظافري واجهت حياة صعبة، وعملت في مهن مختلفة. عملت مع والدي في مصنع الطوب، وكنت أحمل معه الطين والطوب على الرغم من صغر سني. لن أنسى تلك الأيام المريرة الصعبة".

في إقليم لوجر في أفغانستان وقبل اللجوء إلى باكستان، كان والد ملاكو خان يعمل مزارعاً في أرضه، لأنّه يملك أراضي زراعية. لكن تلك الأراضي لا تنتج محصولاً بسبب الحرب، ولأن حركة "طالبان" تستولي على المنطقة.

تزوج ملاكو من إحدى قريباته وأنجبا خمسة أولاد، جميعهم لا يذهبون إلى المدرسة، لأنه غير قادر على دفع الرسوم. يقول: "حلم حياتي الوحيد هو أن يدرس أولادي كي لا تصير حالتهم مثل حالتي، وحتى لا يكونوا في حاجة إلى لقمة العيش".

في الوقت الحالي، يعمل في بيع التبن بالقرب من منزله. يبدأ العمل في الصباح الباكر ويعود إلى المنزل بعد الغروب مرهقاً وكئيباً، ويكسب يومياً ما يكفي لتأمين احتياجات أهله.
المساهمون