تبذل المعارضة السورية جهوداً حثيثة، في الآونة الآخيرة، من أجل إعادة ترتيب أولوياتها وإحداث تغييرات "حيوية" في مؤسساتها، كإدخال أعضاء جدد في الائتلاف الوطني السوري من المكونات السورية غير الموجودة فيه (علويون، دروز، إسماعيليون)، وتعيين دبلوماسيين منشقين عن النظام ممثلين في دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وتشكيل مكاتب سياسية جديدة للمرأة والشباب، والتحضير لمؤتمر وطني.
ويأتي ذلك في وقت يلتمس فيه الائتلاف اهتمامًا ملحوظًا من قبل تركيا والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي لزيادة الدعم السياسي للمعارضة السورية، بحسب ما ذكر مصدر خاص في الائتلاف لـ"العربي الجديد".
وبحسب المصدر، فإنه "بعد دخول (قانون قيصر) حيّز التنفيذ، حدثت عدة لقاءات بين الائتلاف والولايات المتحدة"، بُحثت خلالها كيفية دعم الائتلاف وإعادته إلى واجهة العمل السياسي في الملف السوري، وتزامن ذلك مع "لقاءات أخرى مع الجانب البريطاني والفرنسي والألماني، فضلاً عن لقاءات مع الجانب التركي الذي أبدى استعدادًا جديّا لزيادة الدعم السياسي المُقدم للائتلاف".
وأسفرت هذه اللقاءات عن تشكيل "لجان متابعة" بين الائتلاف والدول المذكورة، كما تم "تعيين دبلوماسيين منشقين عن النظام ممثلين في دول الاتحاد الأوروبي؛ ففي برلين تم تعيين فاضل الرفاعي، وفي بروكسل تم تعيين بشار الحاج علي، وفي باريس تم تعيين نور الدين اللباد، فيما يتم العمل على تعيين ممثل للائتلاف في العاصمة الأميركية واشنطن"،كما يقوم الائتلاف بالتحضير لافتتاح مكتب جديد له في العاصمة التركية أنقرة، مهمته التواصل وعقد لقاءات مع سفراء الدول.
وأشار المصدر أيضاً إلى أن الهيئة العامة "فوّضت تسعة أشخاص في الائتلاف من أجل إجراء لقاءات مع شخصيات من مكونات سورية غير ممثلة في الائتلاف (علويون، دروز، إسماعيليون)، وضمها إلى المؤسسة من دون العودة إلى الهيئة العامة"، وأكد أن "العمل في مراحل متقدمة الآن، واللقاءات متتالية، تم اختيار عدة شخصيات من كل مكون، ونُجري عدة لقاءات معهم من أجل ضمّهم للائتلاف".
ووفق المصدر، فإن التفويض الذي بين يدي هؤلاء الأعضاء ينص على ضم عشر شخصيات من تلك المكونات، على أن تشكل النساء نصفهم على الأقل، موضحًا: "الآن نقوم بتشكيل مجموعات من هذه المكونات، على أن تختار كل مجموعة عدة شخصيات بعد التوافق عليها لضمها إلى مؤسسة الائتلاف".
وحاول الائتلاف في وقت سابق أن يقوم بهذه الخطوة، إلا أن عدة عراقيل واجهته، على سبيل المثال رفض بعض الشخصيات الانضمام إلى الائتلاف، وعدم التوافق على بعض الشخصيات الأخرى من قبل الهيئة العامة للائتلاف، في حين أن الأشخاص التسعة الآن لديهم تفويض لاختيار هذه الشخصيات وتقديم أسمائهم للائتلاف ليُصار إلى إدخالهم من دون عراقيل.
ومن الملفات التي يعمل عليها الائتلاف الآن أيضًا التحضير لعقد مؤتمر وطني سوري، وبحسب المصدر فإنه "يتم إجراء لقاءات مع عدة شرائح من الشعب السوري، تقدم كل شريحة رؤاها عن الحل السوري ومستقبل سورية"، وبعد ذلك يتم "جمع الشخصيات من هذه الشرائح في مؤتمر وطني لكل السوريين يرسم تصور الشعب السوري عن المستقبل السوري".
ويُحضر الائتلاف لإطلاق مكتبين سياسيين في مؤسسته، أحدهما متخصص بشؤون المرأة، من المتوقع أن تترأسه نائبة الرئيس الحالي ربا حبوش، والآخر متخصص بشؤون الشباب، وستكون لهذين المكتبين مكاتب تمثيلية في مقرّ الائتلاف داخل سورية"، ومن المتوقع أن يتم ضم شخصيات جديدة من فئتي الشباب والمرأة إلى الائتلاف أيضاً.
إجراءات مؤسساتية أخرى يقوم الائتلاف بإجرائها وفق المصدر، مثل "إعادة هيكلة اللجان والمكاتب في الائتلاف ومناقشة الخطط الاستراتيجية لكل مكتب و بدء العمل"، والعمل على "تطوير الرؤية السياسية للائتلاف، وبناء الجيش الوطني والشرطة في المناطق المحررة من خلال الحكومة المؤقتة".
في السياق، عقدت الهيئة السياسية للائتلاف اجتماعًا أمس الخميس، بحثت خلاله "آخر التطورات الميدانية والعسكرية، والجرائم والانتهاكات التي يرتكبها النظام وداعموه في المناطق المحررة شمالي سورية"، و"الوضع الصحي في مناطق النظام، والذي تحول إلى كارثة أدت إلى وفاة المئات وإصابة عشرات الآلاف في ظل استمرار النظام بالإنكار".
ومن المواضيع التي بحثها الاجتماع "تطورات العملية السياسية، ودعم اللجنة الدستورية والتحضيرات المستمرة من قبل ممثلي هيئة التفاوض السورية لعقد جلسة ثالثة للجنة في 24 آب المقبل في جنيف وفق جدول الأعمال المتفق عليه"، وفق ما نشر موقع الائتلاف الرسمي.