هدّد مكفوفون عاطلون عن العمل في المغرب، بتنفيذ انتحار جماعي في الأيام القليلة المقبلة، متهمين الحكومة بعدم الوفاء بوعودها السابقة ممثلة في التوظيف المباشر لجميع المكفوفين من حملة الشهادات الجامعية.
وقالت التنسيقية الوطنية للمكفوفين المعطلين حاملي الشهادات في المغرب، ضمن رسالة مفتوحة وجّهتها إلى الحكومة والبرلمان، "قررنا بكل إرادتنا أن نجعل من أرواحنا قرابين
لقضية المكفوفين في المغرب في تضحية جماعية خلال الأيام القليلة القادمة، علها تكون سببا للأجيال الصاعدة من هذه الفئة وسببا لتحسين ظروفهم المعيشية بالبلاد".
وزاد المكفوفون العاطلون بالقول: "نحن على يقين وثقة أن المولى العلي القدير سيعذرنا وسنجد رحمته الواسعة التي طالما ترجيناها في قلوب الذين ادعوا المرجعية الإسلامية من وزراء ومسؤولي هذا الوطن" (في إشارة إلى الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية).
وسوغ المكفوفون هذه الخطوة التي اعتبرها الكثيرون خطيرة في حال تنفيذها، بأنهم يعيشون في "ظروف قاسية وتهميش وإقصاء وفقدان الكرامة"، وأردفوا " منذ سنة 2011، ونحن نطالب بأبسط حقوقنا المتمثلة أساسا في حصول هذه الفئة على حقها المشروع في العمل وإدماجها في الوظيفة العمومية لضمان العيش الكريم".
وذكرت التنسيقية بأن المكفوفين سبق لهم أن سعوا بكل المحاولات الدبلوماسية والنضالية والتصعيدية منذ سنين لاطلاع المسؤولين على هذا الملف العادل والمشروع، "كما قاموا باعتصامات عديدة، أهمها الاعتصام فوق سطح وزارة التضامن والشؤون الاجتماعية الذي عرف وفاة الشهيد الكفيف صابر الحلوي".
ولف المصدر إلى أن الحكومة تنعدم لديها النية والإرادة لإيجاد حلول جادة لهذا الملف، وهذا ما كشفت عنه وزيرة التضامن والأسرة بسيمة الحقاوي يوم 19 فبراير/شباط الجاري، إذ أكدت أنها قامت بما يجب عليها القيام به، وأن الحكومة لن تقوم بأكثر من هذا" وفق تعبير التنسيقية.
وسبق للمكفوفين أن خاضوا اعتصاما دام أزيد من ثلاثة أسابيع فوق سطح وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية في الرباط، لم يتم فضه بعد وفاة مكفوف شاب يدعى صابر الحلوي، سقط عرضا من فوق البناية ليلفظ أنفاسه الأخيرة، وذلك بعد أن وعدت الحكومة المكفوفين بالنظر في ملفهم وتلبية مطالبهم، لكن عادت الأمور إلى نقطة الصفر من جديد بعد العرض الحكومي.
زهير أمجاد، أحد المكفوفين العاطلين عن العمل، قال لـ "العربي الجديد"، إن الخطوة التي سيقدم عليها رفاقه ليست من باب الاستهلاك الإعلامي، أو من باب تخويف الحكومة، بل إنهم قادرون على تنفيذها حتى يكونوا عبرة لغيرهم، وأن تكون نقطة تحول تاريخية في حل هذا الملف، وفق تعبيره.
وبالمقابل، أفاد مصدر مسؤول من داخل وزارة التضامن، المعنية بملف المكفوفين، لـ "العربي الجديد" بأن لا أحد يتمنى تنفيذ هؤلاء الشباب لتهديدهم بالانتحار، لكن أيضا يتعين إعمال المنطق في هذا الملف، ذلك أن الحكومة نفذت وعودها بخلاف ما يدعي المحتجون، فقد تم تخصيص 50 منصبا عبر مباراة تم الإعلان عن نتائجها، فضلا عن 200 منصب جديد يتضمنه قانون المالية لعام 2019.