مقتل 49 جندياً أوكرانياً باسقاط طائرة... وبوروشنكو يتوعد الانفصاليين

14 يونيو 2014
آثار المعار ك الضارية في ماريوبول (دانيل ميهالسكو/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية، اليوم السبت، أن انفصاليين موالين لروسيا أسقطوا طائرة نقل عسكرية في لوغانسك، شرق أوكرانيا، مما أدى إلى مقتل عدد من الجنود، فيما توعد الرئيس الاوكراني، بترو بوروشنكو، الانفصاليين  بـ"رد ملائم".

وأكد بوروشنكو، في بيان، أن "المتورطين في عمل ارهابي بهذه الفداحة سيعاقبون، وأوكرانيا في حاجة إلى السلم لكن الارهابيين سينالون الرد الملائم". وأعلن غداً الأحد يوم حداد وطني.

وكانت وزارة الدفاع أعلنت في بيان، أن "الإرهابيين أطلقوا النار من رشاش ثقيل وأصابوا طائرة من طراز (ايليوشين 76) تابعة للجيش الأوكراني كانت تقل جنوداً في عملية تبديل، وعلى وشك الهبوط في مطار لوغانسك".
وأضافت أن الطائرة كانت تنقل "عسكريين ومعدّات". وعبّرت الوزارة عن تعازيها لعائلات "الجنود القتلى".. فيما نقلت وكالة "رويترز" عن متحدث باسم الجيش الأوكراني، قوله إن 49 جندياً قد قتلوا في الحادثة. وتُعدّ لوغانسك عاصمة إحدى منطقتين في شرق اوكرانيا تشهدان تمرداً مسلحاً موالياً لروسيا. ويشن الجيش الأوكراني في هذه المنطقة عملية "لمكافحة الارهاب" أسفرت حتى الآن عن سقوط 270 قتيلاً على الأقل.

وكانت القوات الحكومية الأوكرانية قد استعادت السيطرة على مدينة ماريوبول الساحلية من الانفصاليين المؤيدين لروسيا في معارك ضارية، يوم الجمعة، إضافة إلى استعادة السيطرة على ممر طويل على الحدود مع روسيا. وقال وزير الداخلية الأوكراني أرسين أفاكوف، في صفحته على موقع "فيسبوك"، إن "العلم الأوكراني رُفع فوق مجلس البلدية في ماريوبول". وأكد أنّ وحدات من الحرس الوطني، ووزارة الداخلية، شاركت في العملية إلى جانب قوات خاصة.


وجاءت تصريحات أفاكوف بعد أقلّ من ست ساعات على بداية الهجوم في المدينة وهي أكبر ميناء أوكراني مطل على بحر آزوف ويسكنها 500 ألف نسمة. وقال مسؤول في وزارة الداخلية، إن قوات الحكومة دهمت الانفصاليين بعدما حاصرتهم وأمهلتهم عشر دقائق للاستسلام. وقتل ما لا يقل عن خمسة انفصاليين فضلاً عن جنديين في المعركة قبل أن يلوذ كثير من الانفصاليين بالفرار.
وتتمتع ماريوبول بأهمية استراتيجية بسبب تصدير الصلب عبر مينائها، كما تقع المدينة على طرق رئيسية تمتد من الحدود الجنوبية الشرقية مع روسيا إلى باقي أنحاء أوكرانيا. وذكر أفاكوف، أن قوات الحكومة استعادت السيطرة على ممر حدودي طوله 120 كيلومتراً كان قد سقط في أيدي الانفصاليين. وذكر الانفصاليون أن القتال لا يزال مستمراً، مؤكدين مقتل خمسة منهم.

في المقابل، دعا رئيس "المفوضية الأوروبية" جوزيه مانويل باروزو، الجمعة، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى تغيير سياسته تجاه أوكرانيا. وأكد في الوقت نفسه، أنه يريد التباحث معه في المشكلة بين الاتحاد الاوروبي وأوكرانيا، والتي كانت السبب في اندلاع هذه الأزمة. وخلال مكالمة هاتفية، ذكّر رئيس "المفوضية الأوروبية" الرئيس الروسي بموقف الاتحاد الاوروبي من الأزمة الأوكرانية، مشيراً الى أنه يتعين على موسكو أن تبدأ عملية نزع فتيل التوتر، وأن تساعد في نزع سلاح الانفصاليين الموالين لها في شرق أوكرانيا، وأن توقف تدفق الأسلحة والمقاتلين من أراضيها الى أوكرانيا.
وأوضح بيان للمفوضية أن باروزو أكد لبوتين استعداده للتباحث معه في قضية اتفاق الشراكة بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي والمقرر التوقيع عليه خلال قمة أوروبية تعقد في 27 يونيو/حزيران الجاري، وهو الاتفاق الذي أشعل فتيل الأزمة الراهنة. وكان الرئيس الأوكراني المخلوع فيكتور يانوكوفيتش قد رفض في آخر لحظة التوقيع على هذا الاتفاق، مما أدى الى موجة احتجاجات في أوكرانيا ضد حكمه انتهت بفراره من البلاد واندلاع الأزمة الراهنة.
من جهته، قال الكرملين، في بيان، إن الرئيس الروسي أكد لرئيس المفوضية ضرورة وقف العملية العسكرية في أوكرانيا، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق على لقاء ثلاثي. وأوضح أن بوتين "أكد على ضرورة وقف عملية كييف العسكرية في جنوب شرق البلاد بلا تأخير". كذلك أثار الرئيس الروسي مع باروزو "مسألة تسديد كييف لديونها ثمن الغاز الروسي"، مشيراً الى أنه "تم الاتفاق على اجراء مشاورات بين روسيا والاتحاد الاوروبي وأوكرانيا على مستوى الخبراء والوزارات في سياق التوقيع الجاري التحضير له لاتفاق شراكة بين الاتحاد الاوروبي وأوكرانيا".
وبحسب مصدر في المفوضية الأوروبية، فإن المكالمة الهاتفية بين بوتين وباروزو تمثل تطوراً "كبيراً ومهماً" في ضوء المحادثات الأولية التي جرت بين الرئيس الروسي ونظيره الأوكراني الجديد بترو بوروشنكو، مما يشير الى "مناخ جديد" ويفتح الباب أمام احتمالات حل الأزمة.