مقتل 33 جندياً تركياً بغارة للنظام السوري في إدلب.. وأنقرة تتوعد بالرد

28 فبراير 2020
طائرة حربية قصفت تجمعاً للقوات التركية بريف إدلب (Getty)
+ الخط -
أعلن والي هاتاي التركية رحمي دوغان، مساء الخميس، مقتل 33 جندياً جراء قصف جوي لقوات النظام السوري على أفراد من الجيش التركي في إدلب، فضلًا عن وجود 36 مصابًا في المستشفيات.

وقالت الرئاسة التركية في بيان، إن "دماء جنودنا لن تذهب سدى وستستمر أنشطتنا العسكرية في الأراضي السورية حتى كسر جميع السواعد التي تطاولت على العلم التركي".

وأضاف بيان الرئاسة التركية، أن "قواتنا المسلحة الجوية والبرية تواصل قصف كافة الأهداف المحددة لقوات نظام الأسد"، مضيفاً أنه "لم ولن نقف متفرجين حيال ما تشهده إدلب من أحداث مشابهة لتلك التي وقعت في رواندا، والبوسنة والهرسك".

وبحسب مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، فإن طائرة حربية قصفت تجمعاً للقوات التركية في قرية بليون بريف إدلب، ما أدى إلى مقتل وجرح عشرات الجنود.

وأوضحت المصادر أن مدفعية النظام عاودت استهداف التجمّع بعد قصفه بالطائرات، ما أدى إلى انهيار المبنى الذي كانت تتمركز فيه القوات.

وأشارت المصادر إلى أن فرق البحث والإنقاذ بقيت عدة ساعات تعمل على إخراج العالقين من القتلى والجرحى، ونقلتهم مساءً إلى مدينة الريحانية التركية، لافتة إلى أن العشرات من سيارات الإسعاف استقبلت الجرحى في معبر باب الهوى الحدودي، ونقلت المصابين إلى مستشفيات مدينة الريحانية.

وعقب الإعلان الرسمي عن سقوط قتلى أتراك، أجرى وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، اتصالاً هاتفياً مع أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد أكد أمس مقتل ثلاثة جنود أتراك بقصف للنظام السوري في ريف إدلب.

بدورها، ذكرت وكالة "الأناضول" أن عمليات القوات المسلحة التركية أسفرت في منطقة "خفض التصعيد" بمحافظة إدلب، عن تحييد 1709 عناصر من قوات النظام، خلال الأيام الـ17 الأخيرة.

وبحسب مصادر للوكالة التركية، فإن العمليات أدت إلى تدمير 55 دبابة وثلاث مروحيات و18 عربة مدرعة و29 مدفعاً.

كما أسفرت العمليات بحسب المصدر عن تدمير 21 عربة عسكرية، وأربعة رشاشات "دوشكا"، وستة مستودعات ذخيرة، وسبع قاذفات "هاون".

وأدى القصف الروسي والآخر الذي نفّذته قوات النظام الخميس أيضاً إلى مقتل 12 مدنياً، بينهم خمسة في قرية شلخ، شمالي محافظة إدلب.

وذكرت مصادر تركية مطلعة، الخميس، أن الوفد الروسي الذي أجرى مفاوضات على مدار يومين في أنقرة ضمن رابع جولات المفاوضات مع تركيا، غادر عائداً إلى موسكو بعدما فشلت اللقاءات عقب التطورات الميدانية في إدلب خلال اليومين الماضيين.


"قلق" وإدانات وتحذيرات

في ردود الفعل التركية، قال نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي، في بيان فجر اليوم الجمعة، إن "الأسد رأس دولة الإرهاب الذي سيخلده التاريخ كمجرم حرب، سيدفع هو ونظامه ثمن هجوم إدلب الجبان غالياً".

من جانبه، قال الناطق باسم "حزب العدالة والتنمية"، الحاكم بتركيا، عمر جليك، فجر اليوم الجمعة، إن قوات بلاده المنتشرة بإدلب السورية، تقوم بأداء مهمة أمن قومي كبيرة، معرباً عن إدانته للهجوم الذي استهدفهم من قبل قوات النظام.

وقال، خلال مقابلة مع قناة "سي إن إن" التركية الخاصة، إن "هذا الهجوم ارتكبه نظام الأسد القاتل رغم اتفاق سوتشي، ورغم اتفاقيات أخرى مماثلة، وما كان له أن يقوم بذلك لولا تشجيعه من القوى الداعمة له هناك (في إشارة إلى روسيا وإيران)"، مضيفاً: "نحن مؤمنون بأحقية النضال الذي نخوضه هناك، وبحقنا في حماية حدود بلادنا، ورغم ذلك تألمنا لسقوط شهداء، ومع هذا سنواصل النضال، ولقد لقنّا من ارتكبوا هذا الجرم الرد في حينه".

وذكر جليك أنهم سيبدأون، اليوم الجمعة، مرحلة تشاور مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) حول تداعيات هجوم إدلب، قائلاً: "سنطلع الحلف على كافة المعلومات، إذ نرى أن هذا الهجوم لم يستهدف تركيا وحدها، فهو هجوم ارتكبه نظام قاتل ضد المجتمع الدولي بأسره، والقانون الدولي، لذلك ننتظر ردّ فعل مناسباً من المجتمع الدولي"، مضيفاً: "ولا ننسى أيضاً أن تركيا تتولى حماية أمنها القومي وكذلك الحدود الجنوبية للناتو".

وفي ردود الفعل الدولية، عبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن "قلق بالغ" إزاء تصعيد القتال في شمال غربي سورية، وجدد دعوته إلى وقف إطلاق النار. وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة في بيان: "يتابع الأمين العام بقلق بالغ، التصعيد في شمال غربي سورية، وأنباء مقتل عشرات الجنود الأتراك في ضربة جوية".

وأضاف: "يجدد الأمين العام دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار، ويعبّر عن قلقه على نحو خاص إزاء خطر تصعيد التحركات العسكرية على المدنيين".

من جهته، ندّد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، ينس ستولتنبرغ، بـ"الغارات الجوية العشوائية للنظام السوري وحليفه الروسي" في محافظة إدلب، داعياً إلى "خفض التصعيد".

وقال متحدث باسم الحلف الأطلسي، إن ستولتنبرغ تحادث مع وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، ودعا دمشق وموسكو إلى "وقف هجومهما". كما "حض جميع الأطراف على خفض التصعيد (...) وتجنب زيادة تفاقم الوضع الإنساني المروع في المنطقة".

أمّا الولايات المتحدة، فطالبت النظام السوري وحليفته روسيا، الخميس، بإنهاء "هجومهما الشنيع" في محافظة إدلب بشمال غربي سورية. وقال متحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية في بيان: "نحن ندعم تركيا حليفتنا في حلف شمال الأطلسي، ونواصل الدعوة إلى وقف فوري لهذا الهجوم الشنيع لنظام الأسد وروسيا والقوات المدعومة من إيران".

وفي سياق متّصل، قالت السفيرة الأميركية لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو) كاي بايلي هاتشيسون، إن الأتراك يجب أن يدركوا "من هو حليفهم الذي بإمكانهم الاعتماد عليه/ ومن هو العكس". وقالت لصحافيين في واشنطن: "هم يرون حقيقة روسيا، ويرون ما الذي تفعله اليوم، وإذا كانوا يهاجمون قوات تركية، فعندها يجب أن يتجاوز هذا أي شيء آخر يحدث بين تركيا وروسيا".

ودعت تركيا إلى أن تستخلص من المواجهات في سورية مَن هو صديقها الحقيقيّ، وإلى أن تتخلى عن شراء منظومة دفاع جوي صاروخية من روسيا.