وقال الناشط محمد الشامي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قوات النظام واصلت، الليلة الماضية، قصف مدن وبلدات الغوطة المحاصرة، موقعة قتلى وجرحى، كما قضى مدنيون متأثرين بجروح أُصيبوا بها في وقت سابق، لترتفع حصيلة الضحايا الذين سقطوا خلال الساعات الـ48 الماضية إلى 105 قتلى على الأقل، بينهم ثلاثون قتيلاً ما زالوا تحت الأنقاض، في بلدة حمورية".
وأشار إلى أنّ من بين الضحايا، ثلاثة من عناصر الدفاع المدني "الخوذ البيضاء"، قضوا جراء القصف على بلدتي مسرابا وحمورية، أثناء محاولتهم إسعاف الجرحى.
الدفاع المدني السوري في ريف دمشق" style="color:#fff;" class="facebook-post-link" target="_blank">Facebook Post |
قافلة مساعدات
وصلت قافلة مساعدات إنسانية مقدمة من الأمم المتحدة إلى الغوطة الشرقية صباح اليوم.
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن قافلة إنسانية مكونة من ثلاث عشرة شاحنة تحمل مساعدات غذائية مقدّمة من الأمم المتحدة بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومنظمة الهلال الأحمر السوري وصلت إلى أطراف الغوطة الشرقية بالتزامن مع قصف من النظام على الغوطة.
وفي السياق ذاته، قال الناشط حازم الشامي، في حديث مع "العربي الجديد"، إن قافلة مساعدات إنسانية مكونة من 9 شاحنات وصلت إلى منطقة معبر مخيم الوافدين تمهيدا للدخول إلى مدينة دوما في الغوطة.
وأشار الناشط إلى أن الشاحنات هي تكملة للقافلة الإنسانية المقدمة من الأمم المتحدة التي دخلت يوم الإثنين الماضي ولم يتم إفراغها في مدينة دوما، مؤكدا أنها ليست قافلة جديدة.
وأضاف حازم الشامي أن النظام واصل منذ صباح اليوم الغارات الجوية والقصف المدفعي على مدن وبلدات الغوطة الشرقية، بالتزامن مع وصول القافلة إلى معبر مخيم الوافدين.
وكان الصليب الأحمر الدولي قد أعلن أمس عن تأجيل دخول قافلة مساعدات كان من المقرر دخولها أمس الخميس إلى الغوطة المحاصرة من قوات النظام، وذلك بعد إدخال 46 شاحنة وإعادة 9 شاحنات يوم الإثنين الماضي دون إفراغ حمولتها.
وتستمر حملة النظام السوري العسكرية على الغوطة، على الرغم من صدور القرار 2401 في مجلس الأمن الدولي بالإجماع، في 24 فبراير/شباط الماضي، والذي يقضي بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً، والسماح بدخول المواد الغذائية والإجلاء الطبي، بينما سعت روسيا إلى تجاوز القرار، عبر "هدنة إنسانية" أعلنتها من جانب واحد لخمس ساعات يومياً.
وتمكّنت المعارضة السورية المسلحة، من استعادة السيطرة على مناطق تقدّمت إليها قوات النظام، في محور بساتين وبلدة بيت سوى ومحاور شرقي دوما، بعد هجوم معاكس أوقع قتلى وجرحى في صفوف الأخيرة، من دون أن يتبيّن عددهم.
وقال حمزة بيرقدار المتحدث باسم أركان فصيل "جيش الإسلام" المعارض، في بيان صوتي، إنّ المعارضة استعادت السيطرة على العديد من المواقع والمزارع والمعامل، في بلدة بيت سوى والبساتين المحيطة بها، بعد هجوم معاكس، أوقع قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام.
وأشار بيرقدار، إلى صدّ هجوم لقوات النظام على بلدة الريحان شمال شرقي دوما، أوقع خسائر في صفوفها، مضيفاً أنّه تمت استعادة مواقع في منطقة العب شمال شرقي دوما أيضاً.
وكانت قوات النظام، قد تمكّنت من التقدّم في بساتين بيت سوى، بعد عملية التفاف قامت بها في محيط بلدة مسرابا، وذلك بهدف الوصول إلى محور المشافي في مدينة حرستا، ومحور ثكنة إدارة المركبات، في سعي لقسم الغوطة الشرقية إلى شطرين شمالي وجنوبي، وهو ما يهدد مصير المنطقة برمتها، على نحو يذكّر بما حصل سابقاً في مناطق أخرى، مثل حلب وداريا وبيت جن، والتي لجأ النظام إلى تقطيعها لتسهيل السيطرة عليها.
ويواصل الطيران الحربي الروسي، والتابع للنظام السوري، قصف الغوطة الشرقية بريف دمشق، في أعنف حملة عسكرية منذ فترة، أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 600 مدني، بينهم نحو 150 طفلاً، بينما يحاصر 400 ألف مدني فيها، منذ عام 2013.
(الصور من Getty)