مقتل وجرح 120 شخصاً في سلسلة تفجيرات بالعراق

28 مايو 2014
النجيفي يطلب من السيستاني التدخل لتأليف الحكومة (الأناضول/Getty)
+ الخط -

أعلنت مصادر أمنية وطبية عراقية، اليوم الأربعاء، عن مقتل 34 عراقياً بينهم ضباط كبار في الجيش، وإصابة 47 آخرين، بسلسلة تفجيرات عنيفة ضربت مناطق مختلفة من العاصمة بغداد ومدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، شمال العراق، نفّذ بعضها انتحاريون يستقلون سيارات مفخخة، وذلك بعد ساعات من هجوم بسيارة مفخخة في منطقة الكاظمية ببغداد أسفر عن مقتل وإصابة 41 شخصاً.

وقال مصدر رفيع في وزارة الداخلية العراقية، لـ"العربي الجديد"، إن سيارة مفخخة مركونة إلى جانب الطريق الرئيس في منطقة الأورزدي، وسط مدينة الصدر، شرقي بغداد، انفجرت عند الساعة الثامنة والربع من مساء اليوم، بتوقيت بغداد، ما أدى الى مقتل سبعة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال واصابة 15 آخرين بجروح. وأضاف أن انفجاراً مماثلاً بواسطة سيارة مفخخة استهدف سوقاً شعبياً في منطقة الأمين الثانية، شمال شرق بغداد، أسفر عن مقتل خمسة مدنيين وإصابة 11 آخرين بجروح متفاوتة، أعقبه انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري استهدفت نقطة تفتيش للشرطة في حي الجهاد غربي بغداد، أسفر انفجارها عن مقتل ثلاثة من عناصر الشرطة وإصابة 10 آخرين، بينهم ستة مدنيين.

وقال طبيب في مستشفى اليرموك في بغداد، إن حصيلة الضحايا قد ترتفع خلال الساعات المقبلة بسبب خطورة حالات بعض الجرحى. وأوضح الدكتور نوفل ثامر، لـ"العربي الجديد"، أن طوارئ المستشفى اكتظت بالجرحى "واضطررنا الى تحويل قسم منهم الى مستشفيات أخرى، وهناك حالة من الإرباك لدى الكادر الطبي بسبب استمرار وصول الضحايا".

من جهته، قال معاون مدير شرطة طوارئ محافظة نينوى، شمال العراق، المقدم عبد السلام القره غلي، إن سيارة مفخخة يقودها انتحاري استهدفت تجمعاً لقوات الفرقة الثانية بالجيش العراقي في منطقة بوب الشام، وسط الموصل، خلال تفقّد أحد القادة العسكريين وحدات للجيش في تلك المنطقة، ما أدى الى مقتل آمر الفوج الرابع بالفرقة الثانية واثنين من الضباط الآخرين، كما قتل تسعة جنود وسبعة مدنيين من سكان المنطقة، فضلاً عن إصابة أربعة جنود وسبعة مدنيين نقلوا الى المستشفى وهم بحالة حرجة.

وأوضح القره غلي، لـ"العربي الجديد"، أن الهجوم نفذ في وقت متزامن مع تفجيرات بغداد وألحق خسائر مادية كبيرة في المنطقة"، مضيفاً أن الانتحاري تمكن من اقتحام التجمع بسيارته بشكل مباغت للقوات العسكرية.

وقالت مصادر في العاصمة بغداد، لـ"العربي الجديد"، إن "قوات من الجيش والشرطة وجهاز مكافحة الارهاب أغلقت أكثر من 20 شارعاً رئيسياً في بغداد، وعززت نقاط التفتيش بقوات أمن إضافية، فيما فرضت حظراً للتجوال على عدد من المناطق ومنع دخول المواطنين أو خروجهم منها". كما أغلق عشرات المواطنين محالهم التجارية تخوفاً من تفجيرات أخرى.

وذكر مصدر في وزارة الدفاع العراقية، رفض الكشف عن هويته، لـ"العربي الجديد"، أنه "تم رفع حالة التأهب القصوى في بغداد تحسباً لهجمات أخرى مماثلة بسبب معلومات عن وجود سيارات مفخخة أخرى في مناطق حيوية من العاصمة تستعد للانفجار ويجري البحث عنها حالياً".

وفي وقت سابق، أفاد مصدر أمني عراقي عن مقتل 10 عراقيين بينهم رجال أمن، وجرح 25 آخرين، بتفجير انتحاري بواسطة سيارة مفخخة استهدف حاجز تفتيش لقوات الأمن في منطقة الكاظمية، شمالي بغداد. وقال المصدر الأمني، لـ"العربي الجديد"، إن سيارة مفخخة يستقلها انتحاري فجر نفسه عند الساعة الثالثة والنصف من مساء اليوم داخل حاجز تفتيش لقوات مشتركة من الجيش والشرطة، في ساحة عبد المحسن الكاظمي، وسط مدينة الكاظمية، ما أدى الى مقتل 10 عراقيين بينهم أربعة من رجال الشرطة، وستة مدنيين بينهم سيدة، فيما أُصيب 25 آخرون من المدنيين ورجال الأمن على حد سواء.

وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "ثلاثة من جثث الضحايا وجدت على مسافة 100 متر"، مبيّناً أن "التفجير خلّف أضراراً مادية كبيرة في المتاجر القريبة والسيارات المتوقفة".

في هذه الأثناء، أعلن بيان صادر عن مكتب المرجع الديني علي السيستاني، اليوم الأربعاء، أن الأخير تلقى رسالة من رئيس مجلس النواب العراقي وزعيم قائمة "متحدون"، أسامة النجيفي، يوضح فيها وجهة نظره حول تشكيل الحكومة المقبلة، فيما كشفت مصادر "العربي الجديد"، أن النجيفي طلب من السيستاني في رسالته، أن يتدخل كي يمنع نوري المالكي من تولي الحكومة للمرة الثالثة.

وقال مصدر عراقي مطلع في مكتب السيستاني، لـ"العربي الجديد"، إن النجيفي طالب الأول بالتدخل شخصياً لاختيار رئيس جديد للحكومة. وأوضح المصدر أن "الرسالة التي تسلّمها السيستاني، تأتي على خلفية رفضه لقاء أي من المسؤولين والسياسيين بالبلاد". وأشار الى أن "الرسالة تضمنت أيضاً إعلاناً صريحاً برفض قائمة متحدون (العربية السنية) تولي نوري المالكي ولاية حكومية ثالثة، بأي شكل وتحت أي ظرف كان".

من جانبه، أكد القيادي في "متحدون"، طلال الزوبعي، لـ"العربي الجديد"، أن الرسالة "احتوت على جملة من الأمور المهمة التي تتعلق بمستقبل البلاد، لما للمرجع السيستاني من ثقل واحترام من قبل الشعب العراقي".

وأضاف أن "الرسالة شددت على أن يكون شخص رئيس الوزراء توافقياً، وألا يأتي بالغالبية السياسية التي ينادي بها المالكي بسبب الظرف الحساس الذي يمر به العراق". وأشار إلى أن الرسالة طالبت "السيد السيستاني بالتدخل شخصياً في اختيار رئيس الحكومة الجديد لوضع حد للمشاكل واختصار مدة المفاوضات".

ورأى أن الرسالة بحد ذاتها "تُعتبر تأكيداً على أهمية المرجعية الدينية في حل المشاكل الحالية"، معلناً أن "ائتلاف متحدون سيكون بانتظار إجابة السيستاني على الرسالة بتفاؤل كبير". وتأتي رسالة النجيفي في وقت أشار فيه مراقبون الى فشل المالكي بالحصول على تأييد داخل البيت الشيعي لمنحه الثقة لولاية ثالثة، فضلاً عن استمرار موقف الأكراد والعرب السنّة الرافض لحكومة ثالثة برئاسته.

المساهمون