مقتل الصحافية لايرا ماكي في إيرلندا الشمالية: بروز نوع جديد من الإرهاب

21 ابريل 2019
الصحافية كتبت كثيرًا عن النزاع بإيرلندا الشمالية وانعكاساته(تشارلز ماكويلين/Getty)
+ الخط -
قتلت الصحافية لايرا ماكي (29 عاماً) في مدينة لندنديري في إيرلندا الشمالية، بعدما أطلق رجل الرصاص على شرطيين تدخلوا ليل الخميس - الجمعة في حي كريغان الكاثوليكي، حيث تم إلقاء نحو خمسين عبوة ناسفة على الشرطة وأحرقت سيارتان. 

وحذرت الشرطة من بروز "نوع جديد من الإرهاب".

وبحسب الوكالة الأدبية، جانكلو أند نيسبت، فإنّ الصحافية ولدت في بلفاست وكانت قد كتبت كثيرًا عن النزاع في إيرلندا الشمالية وانعكاساته.

وأعادت المأساة إلى الأذهان مراحل "الاضطرابات" القاتمة التي مزقت هذه المقاطعة البريطانية لثلاثة عقود. وكانت تلك المواجهات بين جمهوريين قوميين (كاثوليك) يناصرون إعادة توحيد إيرلندا، وووحدويين (بروتستانت) يناصرون تبعية إيرلندا للتاج البريطاني، وخلّفت نحو 3500 قتيل قبل أن تنتهي بـ"اتفاق الجمعة العظيمة" في 1998.

وقال أحد المحققين، جايسون مورفي، "أعتقد أن المسؤولين عن مقتل الصحافية من عناصر الجيش الجمهوري الجديد"، في إشارة إلى مجموعة منشقة عن المنظمة الرئيسية القومية شبه العسكرية (الجيش الجمهوري الإيرلندي) التي كانت تناضل من أجل إعادة توحيد إيرلندا بما في ذلك بالوسائل العنيفة.

وأضاف "نحن نشهد بروز نوع جديد من الإرهابيين، هذا مقلق جداً".

وأوقفت شرطة مقاطعة إيرلندا الشمالية البريطانية، أمس السبت، في مدينة لندنديري شابين في إطار التحقيق في مقتل الصحافية. وقالت الشرطة إن عمر الشابين 18 و19 عاماً، وأوقفا بموجب قوانين مكافحة الإرهاب، ونقلا إلى مركز للشرطة في بلفاست للتحقيق.

ووجّهت الشرطة نداءً لتقديم شهادات وبثت مشاهد من كاميرات المراقبة لرجل مقنع مكشوفاً خلف جدار وبدأ يطلق النار من مسدس باتجاه جمع وقوات الأمن. وقال مورفي "هناك أناس رأوا مطلق النار"، مضيفاً "الأجوبة بالتالي على ما حدث (...) توجد بين السكان المحليين. أنا أطلب من الناس أن يقوموا بالواجب حيال لايرا ماكي وأسرتها ولمدينة لندنديري ومساعدتنا في وقف هذا الجنون".

ويرى المحققون أنّ المواجهات في ديري اندلعت إثر عملية دهم للشرطة في منازل بكريغان. وقال القس جوزف غورملي لقناة "بي بي سي": "أعمال الشغب. هي بوضوح مدبرة"، مضيفاً "هناك مجموعة صغيرة من الناس تريد اللعب عبر السياسة بحياتنا".


ونظم تجمع عام الجمعة في كريغان تكريماً للصحافية ووضع الكثير من باقات الزهور في موقع الجريمة مرفقة برسائل على غرار "ارقدي بسلام" أو "نورك انطفأ قبل الأوان" و"ليس باسمنا".

وكتب الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون الذي تولى دوراً أساسياً في توقيع اتفاق الجمعة العظيمة، في تغريدة "أن مقتل لايرا ماكي وأعمال العنف (...) فطرت قلبي".

وقال ميشال بارنييه، كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي في ملف بريكست، "إن مقتل ماكي المأسوي يذكرنا بمدى هشاشة السلام. علينا جميعاً العمل للحفاظ على مكتسبات اتفاق الجمعة العظيمة".

وسجلت أعمال العنف قبل نهاية أسبوع الفصح الذي يحيي فيه الجمهوريون انتفاضة وقعت في دبلن في 1916 وأدت إلى اعلان قيام جمهورية إيرلندا في يوم اثنين عيد الفصح.

ولندنديري التي يطلق عليها الجمهوريون "ديري" تعبيرًا عن رفضهم لربطها بالمملكة المتحدة، تقع على الحدود مع جمهورية إيرلندا. وكانت شهدت مأساة "السبت الدامي" في 30 كانون الثاني/يناير 1972 حين أطلق جنود بريطانيون النار على مشاركين كاثوليك في مسيرة سلمية، ما أوقع 14 قتيلاً.

وفي كانون الثاني/يناير أثار تفجير سيارة مفخخة في ديري مخاوف من موجة عنف جديدة تقف خلفها مجموعات شبه عسكرية.


(فرانس برس)
المساهمون