وصف زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، مشروع القرار المطروح في الولايات المتحدة الأميركية، والمرتقب التصويت عليه خلال الساعات المقبلة، الذي يقضي بالتعامل مع الكرد والسنة كـ"دولتين"، بـ"بداية التقسيم العلني" للعراق.
وحذر الصدر، في بيانه الإدارة الأميركية من إصدار مجلس نوابها مشروع قرار معاملة طوائف العراق الرئيسة بشكل مستقل، مهدداً برفع التجميد عن الجناح العسكري المتخصص بالجانب الأميركي، وضرب مصالح الولايات المتحدة في العراق وخارجه في حال تم إصدار هذا القرار.
ودعا الصدر، الى رد حكومي صارم وبرلماني حاسم ضد القرار، كما دعا الشعب العراقي الى حماية الأرض والطوائف، ورفض القرار وشجبه، محذراً، في الوقت نفسه، من وقوع ما وصفه بـ "الطامة الكبرى".
وفي سياق متصل، اعتبر النائب عن كتلة "الإصلاح الوطني"، حيدر الفوادي، خلال حديث لـ"العربي الجديد"، أن "تصويت الكونغرس على قرار معاملة الأكراد والسنة بمثابة دولتين إيذان ببدء تقسيم العراق فعليّاً"، موضحاً أن هذا القرار هو كشف للنية الأميركية المبيتة، التي كان نائب الرئيس الاميركي، جو بايدن، قد ألمح إليها، في وقت سابق، ولاقت في حينها ردود فعل شديدة من التيار الوطني العراقي.
وأضاف الفوادي، أن واشنطن تريد ايجاد وضع مرتبك في العراق تتحكم في موازين قواه، من اجل تنفيذ اجنداتها، مطالبا القوى السياسية والشعب العراقي بـ "رفض هذا القرار بكل الطرق المتاحة، وصنع منظومة رافضة له بشكل يجعل من المستحيل تطبيقه".
اقرأ أيضاً: التقسيم يضرب العراق: بعد البصرة.. كركوك تريد تشكيل إقليم
ويتوقع ان يصوت الكونغرس الاميركي، اليوم الأربعاء، على قرار يقضي بالتعامل مع سنة واكراد العراق على اساس التعامل مع دولتين.
وكان جو بايدن، الذي يعد عراب فكرة تقسيم العراق الى دويلات صغيرة وشريكه، الرئيس الفخري لمجلس العلاقات الخارجية، قد أطلقا ما سمي بالمبادرة في شهر مايو/أيار من العام 2007، والتي تضمنت تقسيم البلاد إلى ثلاث دويلات (كردية، شيعية، سنية) في مرحلة أولى، ثم قيام اتحاد فيدرالي بين هذه الولايات في مرحلة ثانية.
وبعدها أكد بايدن في شهر يونيو/حزيران 2013، أن إنشاء الأقاليم الثلاثة بات خياراً "ملحاً وضرورياً" لاحتواء الأزمة في العراق. وبعد الجدل والمناقشات وطرح الأسئلة والمداولات في مجلس الشيوخ الأميركي لاستصدار قرار بشأن تقسيم العراق، يعلن المجلس الموافقة على مشروع تقسيم العراق إلى ثلاث مناطق فدرالية على أساس طائفي وعرقي.
وفي المقابل، صرح "ائتلاف الوطنية" الذي يتزعمه نائب الرئيس العراقي، إياد علاوي، بأن القرار الأميركي "لم يكن مفاجئاً، وغير خاف على كل المطلعين على السياسة الأميركية وأطماعها في العراق، فهو أصلاً أحد أهم أهداف أميركا وإسرائيل لتقسيم ليس العراق فقط، وإنما كافة الدول العربية وصولاً إلى مخطط تشكيل الشرق الأوسط الجديد".
وقال عضو الائتلاف، النائب نايف الشمري، في حديث مع "العربي الجديد"، إن تقسيم العراق هو أحد أهداف الإدارة الأميركية، مشيراً الى أن القرار الأميركي في حال تم التصديق عليه من الكونغرس، فسيشكل تهديداً خطراً ليس للعراق وللمنطقة العربية والشرق الأوسط، بل للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
اقرأ أيضاً: "داعش" يرتّب أولوياته العسكرية: العراق ساحتنا الرئيسية لا سورية