14 نوفمبر 2024
مقاول دفْن ثورات
وبما أن النيل يجري، فالثورات هي الأخرى تجري، وتجدّد من شبابها ودمائها ومبادئها، وهذا ما يحدث، بفضل الله ومنّته وكرمه، لثورة 1952، بعد مرور 54 سنة عليها، وهي لا تزال بهيةً ونابضةً في ضريح سعد، وتنصب لها الرايات كل سنة، فالفقراء يزدادون غنىً، والأغنياء وأصحاب رأس المال يزدادون فقراً، بأمارة أن حزبيْن رأسماليين ليبراليين بالثُلث والرِّقعة، هما، الوفد (يتزعمه رجل أعمال يعمل بتصنيع الدواء والقنوات الفضائية التي تنوب عن النظام بعد ضربة الكف الشهيرة في ميدان التحرير)، فهل كان الكفُّ رسالةً أدركها (القفا)، فمشى بعدها على صراط المقاول المستقيم، صاحب الأمر والسلاح والثورة المزعومة التي تحاول جاهدة الآن دفن ثورةٍ على أرضها، وثورة بجوارها في ليبيا، وثورة ثالثة في سورية؟ والثاني، وهو حزب (المصريين الأحرار) يمتلكه رجل الأعمال ساويرس، فهل أدركت الآن الحكمة من دفن زعيم الثورة في ضريح سعد؟
فهل من المعقول أن تدافع تركيبة عضوية من هذين الحزبين عن ثورة في يناير أو يونيو أو حتى في أمشير؟ لاحظ أن لكتلة الحزبين ما يقرب من 120 عضوا مع حوالى 76 لواء جيش وشرطة مع الكوتا والمعينين من السلطة، وهي الكتلة الفاعلة والممولة والموجهة لتكتل النظام للبرلمان الذي يدار ليلاً، ولا يذاع على الشعب، (والشعب هناك في بير السلم) مع مسلسلات رجال الأعمال وسمير غانم والفنانة انتصار. والقضاء هناك، على الكرسي، يحكم بالإعدامات كل يوم، وكأنه يرد على سمير غانم والفنانة انتصار من أضابير المباحث الجنائية في أقسام الشرطة، وأمن الدولة، ومكالمات عبد الرحيم علي (من الواضح أنه استعان بها على سبيل الإعارة فقط من ضريح سعد)، والتلفزيون يصور، والكل يشرب الشاي والقهوة ويضحك مع القاضي (شعبان) لمَّا يكون مزاجه رائقاً (حبتين)، ولا يهمنا أي تسريب، فالبلد بلدنا، وحقول الإنسان بتاعنا، والهلباوي بتاعنا، وجورج إسحق بتاعنا، وحافظ أبو سعدة بتاعنا، ومصطفى بكري بتاعنا. ويعمل قوانين الصحافة والإعلام والاستيراد والتوريد والجمعيات الأهلية وأفخاخ اليمام وحتى الجن الأزرق، وفي المساء، يوافق البرلمان، والشعب يضحك مع سمير غانم والفنانة انتصار، وإن كان الشعب يريد وصلةً ناصرية لزوم العكننة في أيام الأحزان وأجران القمح والحصاد وروائح ثورة ناصر حبيب الملايين، فعندنا أيضا عبد الحليم قنديل لزوم العكننة، بعد تظبيطه وفرملته عند اللزوم، وعلّه يأتي متظبطاً لوحدة بدافع شعلة ويقين 1952 بحكم أنها ما زالت صالحة لإثارة الدهشة وزغزغة الطبقات المحرومة من ضريح سعد رأسا.
أما وصلات السب والضحك، فمرتضى منصور موجود وأحمد موسى موجود، وعليهما أيضاً (الكابتن عزمي مجاهد)، لزوم التسخين وتخويف الأطفال الثوريين ليلا، وسلطة المقاول تبني الكباري والشقق الخالية، بأغلى من سعر السوق. والصحراء في انتظار المهندس الذي سوف يرويها كي تنبت ملايين أفدنة القمح (على غرار يا صحرا لمهندس جاي)، وستكون هناك مدينة إدارية (لزوم حماية النفس من الثورات)، أي تمثل كومبينات حاكمة، بعيداً عن أعين العيال العشوائيين من عين شمس والمرج وبولاق أبو العلا وبولاق الدكرور وناهيا وكرداسة وعزبة حكيم والعصافرة وغيط العنب، وحاول تفرح بالإنجازات، فالأفدنة مزروعة والبط فيها يكاكي من أسوان إلى الإسكندرية مع الحمام واليمام والأرانب والعصافير والفراشات والخل الوفي.
يا أخي، حاول تفرح بثورتك، مثل البشر المتحضرين في كل بلاد العالم حول ناطحات سحاب نيويورك، أو برج إيفل في باريس. يا أخي، حتى، وإن لم تر شيئا أبداً، فافرح حتى بشكل الكباري، وهذا ما قالته لي الست (أم حنان الفراشة) بعد ما دخلت ابنتها كلية الصيدلة، وفي اليوم الثاني خرجت باكية من الصيدلية، لأنها لم تجد (المحلول).
فهل من المعقول أن تدافع تركيبة عضوية من هذين الحزبين عن ثورة في يناير أو يونيو أو حتى في أمشير؟ لاحظ أن لكتلة الحزبين ما يقرب من 120 عضوا مع حوالى 76 لواء جيش وشرطة مع الكوتا والمعينين من السلطة، وهي الكتلة الفاعلة والممولة والموجهة لتكتل النظام للبرلمان الذي يدار ليلاً، ولا يذاع على الشعب، (والشعب هناك في بير السلم) مع مسلسلات رجال الأعمال وسمير غانم والفنانة انتصار. والقضاء هناك، على الكرسي، يحكم بالإعدامات كل يوم، وكأنه يرد على سمير غانم والفنانة انتصار من أضابير المباحث الجنائية في أقسام الشرطة، وأمن الدولة، ومكالمات عبد الرحيم علي (من الواضح أنه استعان بها على سبيل الإعارة فقط من ضريح سعد)، والتلفزيون يصور، والكل يشرب الشاي والقهوة ويضحك مع القاضي (شعبان) لمَّا يكون مزاجه رائقاً (حبتين)، ولا يهمنا أي تسريب، فالبلد بلدنا، وحقول الإنسان بتاعنا، والهلباوي بتاعنا، وجورج إسحق بتاعنا، وحافظ أبو سعدة بتاعنا، ومصطفى بكري بتاعنا. ويعمل قوانين الصحافة والإعلام والاستيراد والتوريد والجمعيات الأهلية وأفخاخ اليمام وحتى الجن الأزرق، وفي المساء، يوافق البرلمان، والشعب يضحك مع سمير غانم والفنانة انتصار، وإن كان الشعب يريد وصلةً ناصرية لزوم العكننة في أيام الأحزان وأجران القمح والحصاد وروائح ثورة ناصر حبيب الملايين، فعندنا أيضا عبد الحليم قنديل لزوم العكننة، بعد تظبيطه وفرملته عند اللزوم، وعلّه يأتي متظبطاً لوحدة بدافع شعلة ويقين 1952 بحكم أنها ما زالت صالحة لإثارة الدهشة وزغزغة الطبقات المحرومة من ضريح سعد رأسا.
أما وصلات السب والضحك، فمرتضى منصور موجود وأحمد موسى موجود، وعليهما أيضاً (الكابتن عزمي مجاهد)، لزوم التسخين وتخويف الأطفال الثوريين ليلا، وسلطة المقاول تبني الكباري والشقق الخالية، بأغلى من سعر السوق. والصحراء في انتظار المهندس الذي سوف يرويها كي تنبت ملايين أفدنة القمح (على غرار يا صحرا لمهندس جاي)، وستكون هناك مدينة إدارية (لزوم حماية النفس من الثورات)، أي تمثل كومبينات حاكمة، بعيداً عن أعين العيال العشوائيين من عين شمس والمرج وبولاق أبو العلا وبولاق الدكرور وناهيا وكرداسة وعزبة حكيم والعصافرة وغيط العنب، وحاول تفرح بالإنجازات، فالأفدنة مزروعة والبط فيها يكاكي من أسوان إلى الإسكندرية مع الحمام واليمام والأرانب والعصافير والفراشات والخل الوفي.
يا أخي، حاول تفرح بثورتك، مثل البشر المتحضرين في كل بلاد العالم حول ناطحات سحاب نيويورك، أو برج إيفل في باريس. يا أخي، حتى، وإن لم تر شيئا أبداً، فافرح حتى بشكل الكباري، وهذا ما قالته لي الست (أم حنان الفراشة) بعد ما دخلت ابنتها كلية الصيدلة، وفي اليوم الثاني خرجت باكية من الصيدلية، لأنها لم تجد (المحلول).