19 سبتمبر 2019
مقاتلون غاضبون
عماد عفانة (فلسطين)
جميع ثورات الحرية في العالم بدأت بعمليات فردية ضد المحتلين قبل أن تصبح تياراً جارفاً سرعان ما نظم نفسه وبرز في شكل ثورات ضد المحتلين. ولكن للعمليات الفردية في غزة، والتي تسمى فلسطينياً بالذئاب المنفردة، طابع خاص، فهي ليست سوى تجدّد في شكل متمرد على حالة الاحتباس والتحفظ الذي يعتري علاقة المقاومة بالاحتلال أخيرا، في محاولة للحيلولة دون التورط في مواجهة شاملة أخرى، ليست في صالح الشعب والمقاومة على حد سواء، في هذا الظرف الإقليمي والدولي الصعب.
التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والاحتلال ضد المقاومة جعل من عمليات الذئاب المنفردة في الضفة الغربية المحتلة حلاً سحرياً في المواجهة مع الاحتلال، طوال السنوات الثلاث الأخيرة، في ظل عجز فصائل المقاومة الملاحقة من الاحتلال ومن السلطة الفلسطينية على حد سواء.
ولأنها عمليات فردية، كان من الصعب على الاحتلال والسلطة الفلسطينية توقعها، أو التنبؤ بها، أو ملاحقتها استخبارياً، لأنها تعمل وفق تكتيك اعتماد استخدام وسائل غير عسكرية، مثل عمليات الطعن والدهس، أو استخدام سلاح ناري شخصي، أو التفجير باستخدام تقنيات تعج بها مواقع الإنترنت ويسهل تعلّمها.
وتشير إحصائيات المراكز البحثية إلى أن المقاومة خلال 2018 نفذت 53 عملية إلقاء أو زرع عبوات ناسفة. 33 عملية طعن ومحاولة طعن. 40 عملية إطلاق نار. 15 عملية دهس ومحاولة دهس. 262 عملية إلقاء زجاجات حارقة. والحصيلة مقتل 11 صهيونياً، وإصابة 159 آخرين. استشهاد 36 فلسطينياً، وإصابة 3110 آخرين.
وقد انتقل هذا النمط من العمليات إلى قطاع غزة أخيرا، على الرغم من وجود فصائل مقاومة خاضت مواجهات دامية مع الاحتلال، وتطورت قدرتها العسكرية بشكل لافت، يجعل من هذه العمليات الفردية حلاً موقتاً لحالة الاحتباس الذي يعاني فيه الواقع الفلسطيني، من إحجام الفصائل عن استخدام سلاحها في عمليات ضد الاحتلال، التزاماً بتفاهمات التهدئة، وخوفاً من الانجرار لمواجهة شاملة تزيد الوضع الفلسطيني سوءاً.
هل تشكل العمليات الفردية في غزة تحدياً أمام فصائل المقاومة، أم بديلاً ناجحاً، إن أحسنوا توظيفها في المكان والزمان المناسبين لتحقيق أهداف عملياتية واستخبارية، وجس نبض واستطلاع بالقوة، تعفي فصائل المقاومة من دفع أثمان، أو الانجرار لسلسلة من الرد والرد المقابل؟ العمليات الفردية يجب أن تصنف فلسطينياً في خانة العمل المقاوم البطولي، لا أن توصف بالتمرد على قرار الإجماع التنظيمي، وغرفة العمليات المشتركة لأجنحة المقاومة، شرط توظيفها لتشكل مأزقاً جديداً للاحتلال أمام محدودية الخيارات، بين الرد العسكري الموضعي، أو الذهاب إلى مواجهة شاملة، في ظل إصرار الجميع على الالتزام بتفاهمات للتهدئة.
العمليات الفردية بدأت في غزة في الأول من أغسطس/ آب، واستشهد خلالها تسعة مقاومين، وجرح ثلاثة من جنود العدو.
عملية الشهيد هاني أبو صلاح كانت البداية، وشكلت نموذجاً لما تبعها من عمليات، حيث تمكن الشهيد من عبور السياج والاشتباك مع قوات العدو، وتمكن من إصابة ثلاثة منهم بجراح. وقد شكلت هذه العملية إخفاقاً عملياتياً، لأنه وطبقاً لتحقيقات الاحتلال لاستخلاص العبر، فإن أربعة من جنود لواء جولاني رفضوا مواجهة أبو صلاح والاشتباك معه، ولم يقتربوا من المنطقة التي أصيب فيها قائدهم، وتركوه وحيداً.
تبعت هذه العملية عمليات نفذت بشكل ارتجالي، لم يكتب لها النجاح، حاول المقاومون خلالها التسلل عبر السياج الفاصل والاشتباك مع العدو. ويمكن تفهّم إحجام الفصائل في غزة عن عدم تبني هذه العمليات، لكنها تحظى بصدى شعبي في ظلّ تصاعد الاعتداءات الصهيونية في الضفة والقدس وغزة، على حد سواء، غير أن براعة فصائل المقاومة يجب أن تبرز في القدرة على توظيف هذه العمليات للحيلولة دون تحوّلها إلى ظاهرة خارجة عن السيطرة، تترتب عليها نتائج لا تريدها.
ولأنها عمليات فردية، كان من الصعب على الاحتلال والسلطة الفلسطينية توقعها، أو التنبؤ بها، أو ملاحقتها استخبارياً، لأنها تعمل وفق تكتيك اعتماد استخدام وسائل غير عسكرية، مثل عمليات الطعن والدهس، أو استخدام سلاح ناري شخصي، أو التفجير باستخدام تقنيات تعج بها مواقع الإنترنت ويسهل تعلّمها.
وتشير إحصائيات المراكز البحثية إلى أن المقاومة خلال 2018 نفذت 53 عملية إلقاء أو زرع عبوات ناسفة. 33 عملية طعن ومحاولة طعن. 40 عملية إطلاق نار. 15 عملية دهس ومحاولة دهس. 262 عملية إلقاء زجاجات حارقة. والحصيلة مقتل 11 صهيونياً، وإصابة 159 آخرين. استشهاد 36 فلسطينياً، وإصابة 3110 آخرين.
وقد انتقل هذا النمط من العمليات إلى قطاع غزة أخيرا، على الرغم من وجود فصائل مقاومة خاضت مواجهات دامية مع الاحتلال، وتطورت قدرتها العسكرية بشكل لافت، يجعل من هذه العمليات الفردية حلاً موقتاً لحالة الاحتباس الذي يعاني فيه الواقع الفلسطيني، من إحجام الفصائل عن استخدام سلاحها في عمليات ضد الاحتلال، التزاماً بتفاهمات التهدئة، وخوفاً من الانجرار لمواجهة شاملة تزيد الوضع الفلسطيني سوءاً.
هل تشكل العمليات الفردية في غزة تحدياً أمام فصائل المقاومة، أم بديلاً ناجحاً، إن أحسنوا توظيفها في المكان والزمان المناسبين لتحقيق أهداف عملياتية واستخبارية، وجس نبض واستطلاع بالقوة، تعفي فصائل المقاومة من دفع أثمان، أو الانجرار لسلسلة من الرد والرد المقابل؟ العمليات الفردية يجب أن تصنف فلسطينياً في خانة العمل المقاوم البطولي، لا أن توصف بالتمرد على قرار الإجماع التنظيمي، وغرفة العمليات المشتركة لأجنحة المقاومة، شرط توظيفها لتشكل مأزقاً جديداً للاحتلال أمام محدودية الخيارات، بين الرد العسكري الموضعي، أو الذهاب إلى مواجهة شاملة، في ظل إصرار الجميع على الالتزام بتفاهمات للتهدئة.
العمليات الفردية بدأت في غزة في الأول من أغسطس/ آب، واستشهد خلالها تسعة مقاومين، وجرح ثلاثة من جنود العدو.
عملية الشهيد هاني أبو صلاح كانت البداية، وشكلت نموذجاً لما تبعها من عمليات، حيث تمكن الشهيد من عبور السياج والاشتباك مع قوات العدو، وتمكن من إصابة ثلاثة منهم بجراح. وقد شكلت هذه العملية إخفاقاً عملياتياً، لأنه وطبقاً لتحقيقات الاحتلال لاستخلاص العبر، فإن أربعة من جنود لواء جولاني رفضوا مواجهة أبو صلاح والاشتباك معه، ولم يقتربوا من المنطقة التي أصيب فيها قائدهم، وتركوه وحيداً.
تبعت هذه العملية عمليات نفذت بشكل ارتجالي، لم يكتب لها النجاح، حاول المقاومون خلالها التسلل عبر السياج الفاصل والاشتباك مع العدو. ويمكن تفهّم إحجام الفصائل في غزة عن عدم تبني هذه العمليات، لكنها تحظى بصدى شعبي في ظلّ تصاعد الاعتداءات الصهيونية في الضفة والقدس وغزة، على حد سواء، غير أن براعة فصائل المقاومة يجب أن تبرز في القدرة على توظيف هذه العمليات للحيلولة دون تحوّلها إلى ظاهرة خارجة عن السيطرة، تترتب عليها نتائج لا تريدها.