قبيل جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان، تعقد اليوم الجمعة في جنيف، لبحث الوضع "المتدهور" في مدينة حلب شمالي سورية، دان المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، الأمير زيد بن رعد الحسين، "الجرائم ذات الأبعاد التاريخية" التي تحصل في سورية، وخصوصاً في حلب التي تحوّلت الى "مسلخ"، على حد تعبيره.
واتهم في افتتاح الدورة الخاصة للمجلس "كل أطراف" النزاع "بانتهاكات للقوانين الإنسانية الدولية" التي تشكل برأيه "جرائم حرب".
وأكد أنّ "حصار حلب وقصف شرق المدينة، ليسا مجرد مأساة بل يشكلان جرائم ذات أبعاد تاريخية". وأضاف "إذا ارتكبت مع سبق المعرفة في إطار هجوم واسع أو منهجي موجّه ضد المدنيين، فإنها تشكل جرائم ضد الإنسانية".
كما بيّن المفوض أنّ أكثر من 300 ألف سوري قُتلوا منذ بدء النزاع في 2011، لافتاً إلى أن "مدينة حلب القديمة أصبحت اليوم مسلخاً"، مشيراً إلى "الهجمات المتعمدة والمتكررة" ضد مستشفيات ومدارس وأسواق ومخابز ومحطات لتنقية المياه.
ورأى أنّ "الفشل الجماعي للأسرة الدولية في حماية المدنيين ووقف حمام الدم هذا، سيلاحق كل واحد منا"، داعياً مجلس الأمن الدولي إلى "وضع مناحراته جانباً والتحرك بصوت واحد".
وكانت 16 دولة بينها الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا، قد طلبت عقد هذه الدورة الخاصة. وفي جلسة التصويت التي ستعقد مساء، ستسعى روسيا التي تدعم نظام بشار الأسد إلى منع أية إدانة لدمشق.
بدوره، دان رئيس لجنة التحقيق الدولية حول سورية، باولو سيرجيو بينييرو المكلف من مجلس حقوق الإنسان، عمليات القصف التي يقوم بها الطيران السوري بدعم من الطيران الروسي، ضد المناطق الشرقية من حلب التي تسيطر عليها فصائل المعارضة، وكذلك قذائف الهاون التي يطلقها مسلحو المعارضة على السكان في غرب حلب.
وقال "لا أحد في منأى عن هجوم من الأطراف المشاركة في النزاع"، مذكراً بأن "أكثر من ربع مليون شخص عالقون في شرق حلب من دون غذاء كاف، ومن دون كميات كافية من المياه في معظم الأحيان"، مطالباً بنقل النزاع في سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية.
(فرانس برس)