وعقد المسؤول الأممي مؤتمراً صحافياً في مقر المفوضية في العاصمة اللبنانية بيروت، اليوم الجمعة، تحدث فيه عن "تحول مأساة اللجوء السوري إلى معضلة دولية، وبالتالي يجب أن يكون التجاوب مع الأزمة دولياً أيضاً"، موجهاً النداء إلى "كل الدول المؤثرة في عملية السلام في سورية، وهي الولايات المتحدة الأميركية، روسيا، إيران، تركيا، قطر، والمملكة العربية السعودية للعمل على إنهاء الأزمة وإقناع الأطراف المحلية بتقديم التنازلات اللازمة للتوصل إلى حالة من السلام، لأن أزمة اللجوء لن تتوقف إلا مع انتهاء الحرب، بل ستتوسع لتشمل دولاً أكثر".
وقال غراندي إن انتقال أزمة اللجوء إلى الجوار الأوروبي انعكس إيجابياً على صعيد "الوعي العام لدى الدول الغنية والمانحة، والتي أدركت أن عدم دعم الدول المضيفة للاجئين في محيط سورية سيعني توسع الأزمة لتطاول بلدانهم، وهو ما نأمل انعكاسه على صعيد أرقام التبرعات في مؤتمر لندن للمانحين الذي ينعقد في 4 فبراير/شباط المُقبل، وعلى صعيد تحسين نقاط استقبال اللاجئين في الدول الأوروبية ومنحهم فرص اللجوء بطريقة عادلة".
ودعا المسؤول الأممي الدول المانحة إلى "دعم الدول المجاورة لسورية بالمزيد من التمويل لمشاريع البنى التحتية والتعليم والصحة وكافة المشاريع طويلة الأمد لتفادي توسع الأزمة الأوروبية، والتي تحولت إلى أزمة سياسية وإدارية على حد سواء في مُختلف الدول الأوروبية".
ورأى غراندي أن هذا الدعم المُفترض "سيُقلل من عمليات الهجرة غير الشرعية عبر البحر الأبيض المُتوسط، لأنه سيحسن من ظروف إقامة اللاجئين في هذه الدول إلى حين الحصول على فرص عادلة للهجرة الشرعية إلى الدول الغنية عبر لمّ الشمل أو المنح التعليمية أو اللجوء، وغيرها من الأساليب الشرعية التي يجب مضاعفتها".
اقرأ أيضاً: مئات اللاجئين يصلون ألمانيا يومياً رغم الثلوج
النازحون في سورية
وتطرق غراندي إلى حالة النازحين السوريين داخل بلادهم، واصفاً إياهم بـ"الأكثر تأثراً بالأزمة لأنهم يتعرضون لأعمال العنف والابتزاز من قبل المجموعات الإجرامية التي تتولى تهريبهم خارج البلاد، ومع ذلك فإنهم الأقل حظاً من حيث المواكبة والتغطية لأوضاعهم".
وقال إن "صور الأطفال الجوعى في المدن المُحاصرة مُعيبة بحق سورية"، مُطالباً المسؤولين السوريين الرسميين بـ"تأمين دخول بعثات الأمم المتحدة إلى كافة المناطق المحاصرة داخل سورية، وهي طلبات وجهناها مُباشرة للمسؤولين السوريين وليس إعلامياً فقط". وأضاف أن "البعثات المحلية والدولية العاملة في سورية فقدت العديد من متطوعيها خلال عملها، ولا سيما الهلال الأحمر السوري الذي علمت أنه فقد 49 متطوعاً".
دعم لبنان
وقد جال غراندي قبل المؤتمر على مجمعات للاجئين السوريين في بيروت والبقاع شرق لبنان، واعتبر في المؤتمر الصحافي أن "لبنان يُقدم دروساً في الضيافة للدول الأوروبية".
وأشار إلى "أهمية وحيوية استقبال لبنان للاجئين السوريين رغم هشاشة بنيته وتعرضه لضغوطات محلية وإقليمية بهذا الشأن، وقد زرت تجمعات تؤمن الحد الأدنى من العيش الكريم للاجئين".
وبحث غراندي مع المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم خلال الزيارة "الصعوبات التي يواجهها لبنان في قطاعات التعليم، وعمل اللاجئين، ومنح الإقامات لهم"، مُبدياً تفهمه للسياسات التي تتبعها الحكومة في هذه المجالات.
اقرأ أيضاً: تلامذة سوريون في دول اللجوء