طالب الاجتماع الثالث، الذي جمع شركاء المفوضية المشتركة للمراقبة والتقييم الخاصة بتنفيذ اتفاقية السلام في دولة جنوب السودان، مع المفوضية، اليوم الأحد، الحكومة في جوبا بوقف ملاحقة زعيم المعارضة المسلحة، رياك مشار، والجلوس إلى طاولة الحوار لحسم القضايا الخلافية، التي قادت إلى تأزم الأوضاع في الدولة الوليدة، إلى جانب الالتزام بتنفيذ اتفاقية السلام كاملة، بما فيها بند الترتيبات الأمنية والقضايا المتصلة بالسلطة.
وقال وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، في تصريحات في ختام الاجتماعات، إن المجتمعين قدموا جملة من التوصيات، بينها العمل على إعادة مسار اتفاقية السلام الجنوبي إلى وضعها الطبيعي، والتوصل إلى اتفاق على وقف الاقتتال، لاسيما في ولايتي غرب ووسط الاستوائية، فضلا عن حث الطرفين "مشار" و"سلفاكير" على الجلوس للتفاوض والوصول إلى نقاط اتفاق، إلى جانب التشديد على ضبط الأوضاع الأمنية.
وأشار غندور إلى أن الاجتماع استمع لتقريرين، أحدهما من رئيس مفوضية التقييم والمراقبة، والآخر من مسؤولة الأمم المتحدة في جوبا حول الأوضاع هناك، مؤكدا أن المجتمعين أبدوا انزعاجا جراء الأحداث، والتزموا بالمساعدة على الوصول إلى سلام يضمن الاستقرار في جنوب السودان.
وأوضح غندور أن قمة دول "الإيغاد" الجمعة قد يصدر عنها موقف جماعي بشأن التطورات، وخاصة عقب تعيين وزير المعادن، تعبان دينق، في منصب النائب الأول بديلا عن مشار، مبرزا أن المجتمعين مع العودة إلى الاتفاق باعتباره المرجع الرئيسي.
وترأس الاجتماع رئيس المفوضية، فستوسي موقاي، بحضور المبعوث الأميركي الخاص لدولتي السودان وجنوب السودان، دونالد بوث، فضلاً عن مشاركة ممثلين دوليين عن الصين والاتحاد الأوروبي والنرويج.
وتشهد دولة جنوب السودان حرباً أهلية منذ نحو سنتين تخللها توقيع على اتفاقية سلام في أغسطس/آب الماضي، إلا أنها انهارت أخيراً على خلفية أحداث دامية وقعت بين قوات الجيش الحكومي، وجيش المعارضة المسلحة بزعامة رياك مشار الذي اتهم السلطات بمحاولة اغتياله وهرب من العاصمة قبل نحو ثلاثة أسابيع، بعد تعيين وزير المعادن تعبان دينق نائباً للرئيس بدلاً منه.
وكان المبعوث الصيني لدولتي السودان وجنوب السودان، جون واغ، الذي ترأس بلاده الاجتماع، قد حذر من أن دولة جنوب السودان في "وضع حرج للغاية"، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمل المسؤولية، مشيراً في الوقت نفسه إلى مواقف إيجابية من قبل الدول المعنية بالمفوضية المشتركة لحل الأزمة في جوبا.