مفوضية اللاجئين تغلق "مركز التجميع والمغادرة" في طرابلس

30 يناير 2020
ملتمسو اللجوء عانوا سوء المعاملة (محمود تركية/فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت بعثة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في ليبيا، اليوم الخميس، وقف عملياتها في منشأة مكتظّة بالمهاجرين، لاعتبارات السلامة، في وقت يتكثّف قتال محتدم بالقرب من العاصمة طرابلس.

وكانت الأمم المتحدة، قد أنشأت مركز العبور المؤقّت في طرابلس كبديل لمواقع الاحتجاز الليبية سيّئة السمعة التي تزدحم بالمهاجرين في انتظار ترحيلهم أو إعادة توطينهم. فمنشآت الاحتجاز في ليبيا التي تديرها مليشيات، صارت مرادفاً لإساءة معاملة طالبي اللجوء اليائسين واستغلالهم على أيدي المقاتلين والمهرّبين. لكنّ مركز الأمم المتحدة في طرابلس، المعروف باسم "مركز التجميع والمغادرة"، سرعان ما صار بدوره معقداً وخطيراً.

وقد عرضت وكالة "أسوشييتد برس" في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، الأوضاع في المركز الذي تحوّل مشكلة متفاقمة للأمم المتحدة وللأشخاص الموجودين في داخله.

وفي بيان يوضح قرار الإغلاق، أشار رئيس بعثة المفوضية جان بول كافاليري، إلى تدريبات للشرطة والجيش تجري على بعد أمتار قليلة من أماكن إقامة المهاجرين. وفي وقت سابق من شهر يناير/ كانون الثاني الجاري، سقطت قذائف هاون عن طريق الخطأ في المركز. وقال كافاليري: "نخشى أن تصير المنطقة بأكملها هدفاً عسكرياً، ما يعرّض حياة اللاجئين وطالبي اللجوء وغيرهم من المدنيّين للخطر".

وعلى الرغم من أنّ "مركز التجميع والمغادرة" يُعَدّ مرفقاً تابعاً للأمم المتحدة على الورق، فإنّ المركز كان يخضع لسيطرة فعّالة من قبل مليشيات محلية قوية متحالفة بشكل فضفاض مع الحكومة التي تتّخذ من طرابلس مقرّاً لها. وقد احتجزت تلك المليشيات 1200 مهاجر، من بينهم مئات من الذين يلتمسون اللجوء من جرّاء سوء المعاملة في مراكز احتجاز أخرى تعمل بأكثر من ضعفَي قدرتها.

وفي البيان نفسه، اعترف كافاليري بأنّه "مع دخول نحو 900 شخص إلى مركز التجميع والمغادرة بشكل تلقائي منذ يوليو/ تموز 2019، فإنّه صار مكتظاً بشدّة ولم يعد يعمل كمركز عبور". يُذكر أنّ عشرات من مرضى السلّ يرقدون في غرف قذرة، فيما الصرف الصحي ممتلئ. وقد حوّل الحراس المسلحون المركز إلى سجن، وجاع الناس، في حين حذّرت الأمم المتحدة من أنّ حصص الطوارئ بدورها سوف تُقطع ابتداءً من الأوّل من يناير/ كانون الثاني الجاري عن الوافدين غير المرخّص لهم.

واستعداداً للإغلاق، أعلنت المفوضية أنّها سوف تنقل عشرات المهاجرين الذين ينتظر إعادة توطينهم من المنشأة إلى "مواقع أكثر أمناً"، من دون الكشف عن أيّ تفاصيل إضافية. ووعدت بإجلاء مئات آخرين إلى "مناطق حضرية" في ليبيا، من بينهم 400 طالب لجوء كانوا قد فرّوا من مركز احتجاز تعرّض لغارات الجوية في يوليو/ تموز الماضي. ومن المتوقع أن يتلقّى كلّ المهاجرين مساعدة نقدية وكذلك طبية من المفوضية. وفي سياق متصل، أكّد كافاليري أنّ "أوجه عملنا المهم الأخرى في ليبيا مستمرة بكامل طاقتها ونأمل أن نتمكّن من استئناف عملنا في مركز التجميع والمغادرة بمجرّد أن يصير آمناً".

(أسوشييتد برس)