طلبت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة المزيد من الدعم المالي لمساعدة النازحين الفارين من المعارك الحالية في الشمال السوري، والذين قدّرت أعدادهم بنحو 160 ألف شخص.
وقال بيان للمفوضية إنها بحاجة إلى مبلغ 31.5 مليون دولار أميركي إضافي لتغطية نشاطاتها في شمال شرقي سورية، مشيرة إلى أنها قدمت مساعدات لنحو 31800 شخص خلال الأسبوع الماضي في مراكز الإيواء الجماعية في الحسكة وتل تمر والرقة، بعد بدء تركيا بمساعدة "الجيش الوطني السوري" بعملية عسكرية على الحدود السورية التركية قبل أسبوع.
وأوضحت أن تلك المساعدات شملت تقديم البطانيات والمصابيح والخيام والأغطية البلاستيكية، مع إشارتها إلى افتقار النازحين للوثائق المدنية إثر مغادرة الناس بيوتهم من دون حملها، وحاجة النازحين للإسعافات الأولية النفسية والدعم النفسي- الاجتماعي.
وكانت المفوضية أعلنت إيقاف خدماتها في مخيم عين عيسى الذي يضم نحو 13 ألف شخص، ويبعد نحو 45 كيلومترًا عن مدينة تل أبيض، التي شهدت قتالًا عنيفا قبل سيطرة القوات التركية وقوات "الجيش الوطني" عليها، مع مغادرة طاقمها الإداري منذ 13 الشهر الجاري.
ووفقًا لتقديرات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، فقد بلغ عدد النازحين حتى منتصف الشهر الجاري نحو 160 ألفًا.
وكانت "الإدارة الذاتية" الكردية أصدرت بيانًا قالت فيه إن عدد النازحين بسبب الهجوم وصل إلى أكثر من 275 ألف نازح، بينهم 70 ألف طفل، إضافة إلى العديد من المصابين والجرحى.
من جهتها، دعت "منظّمة أطباء بلا حدود"، جميع أطراف النزاع شمال شرق سورية، إلى حماية المدنيين، وتمكين المنظمات الإنسانية من الوصول إليهم بشكل آمن ومن دون عوائق.
ولفتت المنظمة إلى أنها اتخذت قرارا صعبا يقضي بتعليق معظم أنشطتها وإجلاء موظفيها الدوليين من شمال شرق سورية، بعد إطلاق العمليات العسكرية التركية، نظرا للأوضاع المضطربة هناك، والتي أجبرتها على إجلاء موظفيها من مشاريعها في عين عيسى والهول وتل أبيض وتل تمر وتل كوجر اليعربية، وعين العرب والرقة.
وقال مدير الطوارئ لأطباء بلا حدود في سورية، روبرت أونس: "نشعر بالقلق على سلامة زملائنا السوريين وعائلاتهم الذين بقوا في المنطقة في هذه الأوقات العصيبة، سنستمر في تقديم الدعم لزملائنا عن بعد، وسنبحث في طرق تمكننا من تقديم المساعدة للسكان في شمال شرق سورية رغم القيود"، مشيرة إلى أن الأوضاع المتقلبة والتي لا يمكن تنبؤها تجعل من الصعب على المنظّمة إجراء مفاوضات لضمان أمن طواقمها في سعيهم لتقديم الرعاية الصحية والمساعدة الإنسانية للناس، نظرا إلى تعدد المجموعات المشاركة في القتال، لم تعد المنظمة قادرة على ضمان سلامة موظفيها السوريين والدوليين.
إلى ذلك، اشتكى مشفى "ليكرين" في بلدة تل تمر شمال غرب مدينة الحسكة من نقص المعدات والأجهزة الطبية. وقال مدير المشفى الملقب بـ"الدكتور حسن"، في تصريح إلى وكالة "سمارت"، إن لديهم غرفتين للعمليات وجهاز تصوير (إيكو) واحدا، حيث تعتبر هذه المعدات قليلة جدا.