عرضت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في تقرير لها، أبرز الإنجازات التي سجلت خلال عام 2014، في ملف النازحين السوريين الموجودين في لبنان.
وقالت المفوضية إن الفريق العامل المعني بالمأوى، تمكن، خلال العام الماضي، من الوصول إلى 440.092 شخصا، عبر أنواع مختلفة من المساعدات في مجال الإيواء، بما في ذلك: توفير مأوى مؤقت للطوارئ، أعمال إعادة تأهيل في ملاجئ جماعية، تحسين بعض الشقق والمنازل، تجهيز مساكن في مخيمات عشوائية ومبان متدنية المستوى لمقاومة العوامل المناخية، إدخال التحسينات على المواقع".
مجالات التحسين
ولفت التقرير إلى المقصود بتحسينات المواقع، أي "تحسين ظروف المعيشة والتنقل، والحد من المخاطر التي تهدد صحة السكان وسلامتهم. وهي قد تتضمن مجموعة من الأنشطة المختلفة، بما في ذلك الحد من مخاطر الفيضانات في المواقع المعرضة، والتخفيف من كثافة السكان في الملاجئ حيثما كان ذلك ممكنا، وتسوية الأرض، وتحسين إمكانية الوصول وإنشاء الممرات".
كما تسمح أنشطة تدعيم المأوى بتلبية احتياجات أخرى، غير تلك التي تغطيها المساعدات في مجال تجهيز المساكن لمقاومة العوامل المناخية.
وتشمل هذه الأنشطة تقديم المساعدة لرفع الأرض، بهدف الحد من مخاطر الفيضانات، وإنشاء مساحات دافئة وجافة للنوم، ووحدات واقية من الشمس، وفواصل داخلية ومجموعات عازلة في الوحدات السكنية".
المسح الثالث
وأشارت المفوضية إلى أنها "أجرت، خلال شهري فبراير/شباط ومارس/آذار 2015 مسحها الثالث لقطاع المأوى، وذلك من أجل تقييم ظروف إيواء أسر النازحين السوريين في مختلف المناطق اللبنانية".
وأوضحت المفوضية أن "المسح تم تنفيذه عبر الهاتف، مع عينة تضم ستة آلاف أسرة سورية لاجئة، جرى اختيارها من خمس محافظات مختلفة: البقاع وجبل لبنان وبيروت والشمال وجنوب لبنان. وقد شملت عملية المسح استمارة تضم قائمة من الأسئلة المتصلة بنوع المسكن وحالته وتشارك المسكن وبدلات الإيجار والتنقل وغيرها من المعلومات ذات الصلة".
وبحسب المسح، فإن متوسط عدد أفراد الأسر السورية اللاجئة يبلغ خمسة أشخاص. ويرتبط نوع المسكن بمحل إقامة اللاجئين، فقد لوحظ على سبيل المثال أن نسبة الأسر السورية اللاجئة التي تعيش في شقق أو بيوت في المدن أعلى منها في المناطق الريفية، حيث تحتل المخيمات العشوائية المرتبة الأولى.
ظروف السكن
وأشار المسح إلى أن 35.2 في المائة من الأسر التي تمت مقابلتها تتشارك أماكن الإقامة مع عائلات سورية أخرى.
ومن بين هذه الأسر 75.1 في المائة تتشارك مسكنها مع عائلة واحدة، و17.6 في المائة مع عائلتين، و7.2 في المائة مع ثلاث عائلات أو أكثر.
وتمثل هذه النسبة الأخيرة (7.2 في المائة)، النازحين الذين يعيشون في أماكن مكتظة.
وتظهر عملية المسح المتعلقة بقطاع المأوى للعام 2015، زيادة في نسبة المواطنين السوريين المعرضين للخطر- إذ يتشارك 55 في المائة منهم شققا مستأجرة ومنازل في ظروف معيشية سيئة، وذلك في ملاجئ متدنية المستوى ومخيمات عشوائية. في حين أن هذه النسبة كانت تبلغ 31.5 في المائة في المسح الذي أجري خلال شهر أغسطس/آب 2013.
ويعيش غالبية النازحين السوريين (44.43 في المائة) في مسكن مؤلف من غرفة واحدة فقط، يتم تشاركه أحيانا من قبل أكثر من عائلة واحدة. ويسدد ما مجموعه 82.5 في المائة منهم، إيجارا شهريا بمعدل 200 دولار أميركي.
أما العوامل التي تؤثر على الظروف المعيشية في المساكن، فتتصل بالنقص في المياه والمراحيض، والحاجة إلى إصلاح النوافذ والأبواب والسقوف.
وأشار التقرير إلى أنه، في العام الماضي، انتقل 24.8 في المائة من النازحين السوريين الذين شملهم المسح من أماكن إقامتهم السابقة، من بينهم 35.5 في المائة بسبب ارتفاع تكلفة الإيجار، في حين تم إخلاء 18.6 في المائة من قبل المالكين، وانتقل 13.8 في المائة بسبب ظروف المساكن غير المقبولة.
كما انتقل 8.3 في المائة، بسبب النقص في فرص العمل في المنطقة التي يقيمون فيها؛ وانتقل 6.3 في المائة بسبب انعدام الخصوصية لعائلاتهم في أماكن إقامتهم السابقة؛ و5.2 في المائة بسبب التوترات مع المجتمع المحلي، و4.9 في المائة بسبب المخاطر الأمنية.
وقد سجلت أعلى نسبة انتقال في أوساط النازحين السوريين المقيمين في بيروت وعكار.
مصادر الدخل
وأشار التقرير إلى أن "مصدر الدخل الرئيسي للنازحين السوريين المشاركين في هذا المسح، يعود إلى المساعدات المقدمة من منظمات الإغاثة".
إذ أفاد ما مجموعه 65.9 في المائة بأن مصدر دخلهم الرئيسي هو من رواتب عملهم، في حين أقر 47.6 في المائة أنهم قد اقترضوا المال، وأشار 8.1 في المائة إلى أنهم يتلقون مساعدات مالية من عائلاتهم في الخارج، و7.8 في المائة قالوا إنهم يحصلون على دعم مالي جراء عمل أطفالهم، بينما أفاد 6.5 في المائة بأنهم يعتمدون على مدخراتهم.
ولا بد من الإشارة إلى أن حوالى 80 في المائة من الأسر السورية النازحة التي تمت مقابلتها يعيلها رجل، في حين أن 20 في المائة هي أسر تعيلها امرأة.
وذكر التقرير "الخطوات المستقبلية الاستراتيجية للعام 2015"، لا سيما مطالبة الفريق العامل المعني بالمأوى بجمع 147.2 مليون دولار أميركي، من أجل تلبية الاحتياجات الإنسانية في مجال الإيواء وتعزيز الاستقرار في لبنان.
وسيستفيد من أنواع مختلفة من الأنشطة في مجال الإيواء، ما مجموعه 1.3 مليون شخص، بما في ذلك نازحون سوريون ولاجئون فلسطينيون قادمون من سورية، ومواطنون لبنانيون عرضة للخطر، وعائدون لبنانيون، ولاجئون فلسطينيون مقيمون في لبنان.
اقرأ أيضا:
إحصاء: 6 ملايين لاجئ سوري مسجل
السوريون أكبر مجموعة لاجئين في العالم
لبنانيون ينددون بممارسات بلادهم في حق النازحين السوريين