معركة #عفرين تقسم السوريين على مواقع التواصل

22 يناير 2018
(إيرين بوزكورت/الأناضول)
+ الخط -
تشتعل مواقع التواصل الاجتماعي، منذ أيام، بالجدل حول العملية العسكرية التركية في مدينة عفرين السورية والتي أطلق عليها اسم "غصن الزيتون"، الأمر الذي استفحل أمس.
وانقسم الشارع السوري، العربي والكردي، ما بين مؤيد للعملية ورافض لها، أو بين هذا وذاك، فيما برزت أصواتٌ ولو قليلة تدعو إلى التعقل، وتغليب قيم العيش والمصالح المشتركة على أية خلافات سياسية.

وذكّر مشاركون عربٌ من سياسيين وعسكريين وصحافيين وناشطين بمواقف حزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه العسكري تنظيم pyd التي غدرت بالثورة السورية ووقفت إلى جانب النظام السوري، معتبرين أنّه "لا يستحق أي تعاطف". في حين يطالب آخرون بألا يكون "الجيش السوري الحر" مجرد أداةٍ لتنفيذ الأجندات التركية ضد الأكراد، مبدين تعاطفاً مع المدنيين في المدينة ذات الغالبية الكردية.

في المقابل، شنّ ناشطون أكراد هجوماً على المعارضة السورية بكل تلاوينها بسبب عدم وقوفها ضد العملية العسكرية التركية المرتقبة في عفرين.

وتساءل الصحافي السوري أسامة سعد الدين "أين كانت إنسانية من يدعون إلى التعاطف مع المدنيين في عفرين حين وضع المسلحون الكرد في المدينة جثامين العشرات من "أحرار تل رفعت والقرى المحيطة فوق حاملة دبابات وطافت العربة وسط زغاريد اهالي عفرين؟" مضيفاً "أين إنسانيتكم عندما احتلت فصائل كردية "عفرينية" مدينة تل رفعت و12 قرية وبلدة عربية خالصة على مر التاريخ ما أدى إلى تشريد ربع مليون من السكان العرب؟".

وفي السياق ذاته، تساءلت الناشطة شادن يوفراس عن "مغزى التعاطف الانساني مع أهالي عفرين اليوم، بينما غاب هذا التعاطف مع أهالي الرقة حين كانت تدكهم الطائرات من كل الجنسيات".

ورأى الناشط مصطفى حديد أن حزب العمال الكردستاني وملحقاته "أول من طعن الشعب السوري في ظهره وهو لم يخف تحالفه مع النظامين السوري والإيراني". لكنه استدرك بأن ذلك يجب ألا يكون "مبرراً للمطبلين للغزو التركي لعفرين تحت أي مسوغ".

وقال حديد "أسوأ المنافقين هو من يشتم المعارضة السورية، وهي سيئة فعلاً وجديرة بالشتم، من أجل أن يبيض صفحة الميليشيات الكردية التي فرضت نفسها بقوة السلاح ودعم النظام وروسيا وأميركا".

واعتبرت الفنانة السورية مي سكاف أن "وحدات حماية الشعب الكردي هي نسخ لصق عن داعش.. بمعنى هي الوجه الآخر.. القبيح.. الخنجر المسموم في ظهر الثورة السورية".



أما الصحافي السوري فرحان مطر فكتب أنه "من العار أن يقترن اسم الجيش الحر بالعمالة لتركيا والعمل تحت إمرتها المباشرة وتنفيذ أجنداتها السياسية في ضرب أرض سورية ومدنيين سوريين تحت أية تسمية كانت".

وانتقد الكاتب ماجد كيالي من يعملون على "إثارة العصبية ضد الكرد أو استهداف مدينة بأكملها"، متسائلاً "كيف يمكن اذاً أن ندين النظام الذي يستهدف مدناً بأكملها بحجة أنها حاضنة للجماعات المسلحة؟".

ورأى الصحافي رأفت الرفاعي أن الحديث عن عملية عسكرية في عفرين "محض وهم عسكري وسياسي لن يتحول إلى حقيقة لكن على المستوى الوطني والاجتماعي والأهم على المستوى الأخلاقي المعركة انتهت قبل أن تبدأ".

وقال الرفاعي أنه "لا يتوجب على الجيش الحر المشاركة في عملية اقتحام الحدود الإدارية لمنطقة عفرين، لكن أيضاً ينبغي على وحدات حماية الشعب الكردية الانسحاب من المناطق التي انتزعتها من قبضة الجيش الحر قبل عامين، ليتمكن ربع مليون من سكانها الذين هجروا منها من العودة إليها وهم موزعون اليوم على المخيمات العشوائية في اعزاز، وتعود المنطقة لأهلها، وعليه يجب أن تكون هناك ضمانات وتفاهمات بعدم عودة العقاب الجماعي الذي كان يطبق على الأهالي في عفرين حين حُوصرت أكثر من مرة بين عامي 2012 و 2014".

ولفت الكاتب غسان مفلح، نظرَ "الشبابِ والأصدقاء الكرد، إلى أن الباص الاخضر ليس شتيمة تتفاخرون بها، بل عارٌ علينا كسوريين، وعار على كل من يدعي الحرية والديمقراطية، وجريمة أسدية برعاية دولية"، في إشارة منه إلى ما يردده بعض الناشطين الكرد بأن المعارضة السورية لا يليق بها سوى الحافلات الخضر التي يستخدمها النظام لنقل معارضيه إلى إدلب بعد استسلام المنطقة له.



وطالب الصحافي أحمد كامل، ساخرًا، المسلحين الكرد بسحب قواتهم "من الرقة والطبقة ومنبج وتل رفعت والشدادي وارسالها للدفاع عن عفرين اذا كانت غالية عليهم الى هذا الحد". وقال "عندما احتل الألمان باريس، قام الفرنسيون بسحب قواتهم من المستعمرات الفرنسية لتحرير باريس. لأنه من غير المعقول أن تكون المستعمرات أغلى من العاصمة".

وطالب الكاتب علي العبدلله فصائل الجيش السوري الحر "بالتدقيق في المعادلة وموازنة الربح والخسارة التي تنطوي عليها المعركة والثمن الذي سيدفع في القتال أو في مساومات اردوغان مع موسكو وإيران على حساب تطلعات الثورة والمعارضة". وأضاف أنّ الحصافة تستدعي أيضاً من "وحدات حماية الشعب الكردية الانسحاب من البلدات والمدن والقرى العربية في محيط عفرين وتسليمها لفصائل الجيش السوري الحر أو لمجالس محلية منتخبة".

ورأى الصحافي خالد حاج بكري أن "المستفيد الأكبر من معركة عفرين هو المجرم بشار الأسد أما الخاسرون فكثرٌ؛ لعل أفدحهم خسارةً: السوريون كرداً وعرباً اضافة الى الأتراك".

وفي السياق ذاته، قال الكاتب عمر قدور أن هناك أشخاصاً وظيفتهم في الحياة هي تعميق الكراهية. و"بالنسبة للقومي العربي يدفعك لتكره العرب. كما القومي الكردي يدفعك لتكره الأكراد، بينما يدفعم الإسلامي المتشدد الى الكفر، وكذلك العلماني المتشدد يدفعك في اتجاه أول جامع أو كنيسة".

وعلى جبهة الناشطين الكرد، تساءل الصحافي سمير متيني "ماذا لو قامت القوات الكُردية بتسليم عفرين لنظام الأسد وروسيا كما فعلت تركيا والمعارضة وسلموا حلب وحمص والزبداني وقدسيا والمعضمية والخ"، قائلاً "الفرق شاسع بين الأحرار وبين من خانوا الثورة وسورية"، بحسب تعبيره.

وقال الناشط رامان يوسف أن "أردوغان يخاطر بخسارة هامش تفوقه البسيط في كل الانتخابات السابقة في الانتخابات الرئاسية في السنة المقبلة إن هو أقدم على مغامرة مجنونة في عفرين".

ورأى أن أردوغان "سيخسر الجزء الأكبر من أصوات الأكراد الأتراك الذين ما زالوا معه في تركيا بعد أن تأكدوا من غدره بهم في كوردستان العراق ووقوفه مع المخطط الايراني الذي سهل اقتحام كركوك، لأن ذلك الغدر سيتأكد إن فعلها ضدهم في عفرين".

واعتبر الصحافي الكردي مروان علي أن "إسقاط المعارضة السورية البائسة، هو الخطوة الأولى لعودة سورية لأهلها".

من جانبه، قال الصحافي الكردي رستم محمود إنّه "رغم التضامن مع عفرين، لكن يجب عدم نسيان ما فعله حزب الاتحاد الديمقراطي" مشيرًا إلى أنه "استغل ثورة السوريين لصالح برنامجه وخياراته السياسية الخاصة، ولم يساهم في تلك الثورة، وقمع كُل الأحزاب والخيارات الكُردية السورية، ودخل مناطق واحتل مُدناً عربية ليس له أي حق فيها، على رأسها تل أبيض والرقة، واستغل بفظاعة لا توصف قصف النِظام وروسيا لمناطق ريف حلب واحتل مدناً مثل تل رفعت ومنغ". وأضاف: "وفوق ذلك فهو حزب وتيار شمولي لا يتناسب مع تطلعات الكرد السوريين وسعيهم للعيش المشترك".

المساهمون