ووفقاً لمصادر عسكرية عراقية في قيادة عمليات تحرير نينوى، تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن "الساعات الأولى من الهجوم أسفرت عن تقدم واضح للقوات المهاجمة من مختلف المحاور، وسط مقاومة ضعيفة لتنظيم "داعش"، أبرزها في مناطق المحور الجنوبي والشمالي، حيث العشرات من الهكتارات الزراعية والمناطق المفتوحة".
وفي السياق ذاته، صرح قائد عمليات الجيش، اللواء الركن نجم الجبوري، لـ"العربي الجديد"، أن "القوات المشتركة حققت تقدماً كبيراً، تمثل بتحرير عدد من القرى والبلدات، وهناك ارتباك واضح في صفوف تنظيم داعش"، مبيناً أن "النتائج المتحققة في اليوم الأول ممتازة".
وكشف مسؤولون عسكريون بالجيش العراقي والبشمركة عن استخدام "داعش" عددا كبيرا من الانتحاريين في مناطق انسحب منها صباح اليوم، حيث هاجم تجمعات للقوات العراقية والبشمركة الكردية في أسلوب مكرر بمدن سابقة في العراق.
وأوضح ضابط بالجيش العراقي أن نحو 14 عملية انتحارية بسيارات وشاحنات هاجمت قطعات الجيش والبشمركة، مبينا أن "هناك خسائر في صفوف القوات العراقية، كما تم إحباط عدد من تلك العمليات الانتحارية".
وعلم "العربي الجديد" أنه تمت محاصرة 20 من مسلحي التنظيم في أحد منازل قرية بازكردان من البشمركة.
وعمد مقاتلو "داعش"، أيضا، إلى إشعال النيران في عدد من آبار النفط الموجودة شرق مدينة الموصل، فضلاً عن إشعال أخاديد من النفط الخام عملوا على تحضيرها مسبقاً.
في غضون ذلك، قال مسؤولون بقوات البشمركة إنهم استعادوا السيطرة على ثماني قرى حتى الآن، وهي باصخره، وشيخ امير، وبدنة الصغير وبدنة الكبير وترجله وبازكردان وكبرلو وشاقولي، وبذلك تكون قوات البشمركة قد وصلت إلى الطريق الرئيسي لقضاء الحمدانية (9 كم شمال الموصل).
وأوضح العميد سامان فرياد، من قوات البشمركة، لـ"العربي الجديد"، أن هدف اليوم الأول يتضمن "السيطرة على أكبر قدر ممكن من القرى قبل غروب الشمس"، مضيفا أن "داعش يعتمد على القصف بالهاون والصواريخ، فضلا عن الهجمات الانتحارية، ويتجنب المواجهة المباشرة".
ولفت المتحدث إلى أن "التنظيم فشل في امتصاص الصدمة الأولى في هجوم الموصل، لكن وضعه داخل المدينة ما زال متماسكا"، نافيا أن تكون قد جرت عمليات إنزال جوي في محاور الموصل من قبل القوات الأميركية منذ البدء بالهجوم.
وحول القرى التي تمت استعادتها، قال: "يتم الآن تثبيت مواقعنا داخلها للتقدم إلى مواقع أخرى".
وأشار رئيس أركان قوات البشمركة، الفريق جمال محمد، لـ"العربي الجديد"، إلى أن "العدد التقريبي لمسلحي "داعش" في الموصل بين 10 و15 ألف مسلح"، مبيناً أن "المعركة ما تزال في بداياتها، ومن المبكر الحديث عن توقيت أو موعد اقتحام المدينة".
وتركزت العمليات العسكرية على سبعة محاور، منذ الساعات الأولى للهجوم، وبغطاء جوي للتحالف الدولي، وهي محور الخازر، وجبل زردك، شرقي الموصل، وتتمركز به قوات البشمركة، ومحور مخمور جنوب شرقي الموصل، حيث الجيش العراقي والبشمركة، ومحور القيارة جنوب الموصل، وتوجد فيه قوات الجيش ومليشيات الحشد والشرطة الاتحادية.
أما المحور الرابع فتل سقف، الواقع شمال الموصل، وفيه قوات البشمركة ووحدات من المتطوعين المسيحيين، بالإضافة إلى محور آسكي وانه، شمال غرب الموصل، ومحور سد الموصل، بالشمال الغربي، وتقاتل فيهما الجيش العراقي والبشمركة، وأخيراً محور بعشيقة بالشمال الشرقي، حيث توجد تحشيدات للبشمركة والعشائر العربية.