تضخّ ماكينات حزب الله المختلفة كماً من المعلومات والتحليلات عن سيناريو لجوء المجموعات المسلحة السورية من منطقة القلمون الغربي على الحدود الشرقية بين لبنان وسورية، إلى بلدة عرسال اللبنانية وجرودها، المتاخمة لهذه الحدود، والتي سبق أن اجتاحتها المجموعات وسيطرت عليها في أغسطس/آب الماضي. يقول هذا السيناريو المتداول في مجالس الحزب ووسائل الإعلام المحسوبة عليه، إنّ الضغط العسكري الذي تنفذه مجموعات الحزب بإسناد من طيران النظام السوري، سيدفع مقاتلي المعارضة إلى العودة باتجاه الأراضي اللبنانية وعرسال تحديداً المصنّفة "حاضنة للثورة السورية". ويترافق هذا الكلام مع موجة إعلامية تحدثّت عن استنفار في صفوف اللاجئين السوريين وجزء من أهالي عرسال للانضمام إلى مجموعات المقاتلين في الجرود. مشروع يرى كثيرون، أنه قديم في جدول أعمال حزب الله، بما أن عرسال تشكل منطقة شاسعة جداً، وكتلة ديمغرافية مؤيدة للثورة السورية، بغالبية مذهبية مختلفة عن محيطها الشرقي في البقاع (شرق) المؤيد بجزء كبير منه سياسياً وطائفياً لحزب الله، وباتت المدينة، مع اللاجئين السوريين الذين يفوق عددهم المئة ألف، تشكل مصدر إزعاج حقيقي للحزب ولمشاريعه العسكرية والسياسية.
اقرأ أيضاً: معركة القلمون: "جيش الفتح" يستنسخ تجربتي إدلب وجسر الشغور
تهدف هذه الحملة المبرمجة بشكل دقيق إلى التمهيد للمخطط المنْوي تنفيذه في عرسال ومحيطها، من خلال الإيحاء بأنها محطة لكل من جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وبالتالي تقديم أي عمل عسكري قد يقدم عليه حزب الله أو الجيش السوري. مع العلم أنّ واقع الأمور يشير إلى أنّ الجيش اللبناني يفرض طوقاً حول عرسال ويفصلها بشكل شبه كامل عن جرودها، حتى أنه يمنع مرور المزارعين وعمال زخرفة الحجر إلى أرزاقهم ومصانعهم الموجودة في الجرود. حتى أنّ القتال، اليوم، في جرود البلدة حاصل بين "النصرة" و"داعش"، على خلفية إخلال مجموعات تابعة للتنظيم باتفاق تم مع "النصرة" واتّهام الأخيرة هذه المجموعات بمساعدة الجيش السوري وحزب الله.
وتشير تطوّرات الواقع الميداني، أيضاً، إلى أنّ الحركة العسكرية التي نفذها حزب الله في الأيام الماضية في القلمون الغربي، هدفت بشكل أو بآخر إلى إبعاد المجموعات السورية باتجاه عرسال. نفذ "جيش الفتح في القلمون" (الذي انضوت تحت لوائه معظم فصائل المعارضة في القلمون باستثناء "داعش") بحسب ما تقول مصادر المقاتلين السوريين لـ"العربي الجديد"، هجوماً باتجاه قريتي جبة وعسال الورد (بعمق أكثر من 10 كيلومترات داخل الأراضي السورية). وتضيف المصادر، أنّ المقاتلين المعارضين "تمكنوا في وقت سابق من الوصول إلى مداخل الجبة وتلال مشرفة على عسّال الورد"، الخاضعتين لسيطرة الحزب وجيش النظام السوري.
اقرأ أيضاً: المعارضة السورية المسلحة تسقط المفاوضات مع حزب الله
إلا أنّ حزب الله تمكن بعد ساعات من صد الحملة ونفذ هجوماً مضاداً تمكن من خلاله من إعادة الإمساك بجرود البلدتين وسيطر على تلال لم تكن في متناوله سابقاً. وبالتالي فإنّ التقدم الذي أحرزه الحزب على الأرض يمكن اختصاره بكسب بضعة كيلومترات إضافية في الجرود، الأمر الذي من شأنه إبعاد المعارك عن قرى القلمون التي يسيطر عليها. وتضيف أجواء المقاتلين السوريين، أيضاً، أنّ الحزب "قسّم منطقة المعارك إلى مربعات ومثلثات جغرافية لتقسيم مناطق انتشار مجموعات المعارضة وفصلها عن بعضها بعضاً". أمر تداركته هذه المجموعات فانسحبت من بعض المناطق حتى لا ينقطع التواصل فيما بينها وتعلق في كمّاشة عسكرية.
في خلاصة المعركة المتسمرة، منذ قرابة الأسبوع، يتعامل الطرفان بحذر شديد مع الوقائع والانتصارات والخسائر الجزئيّة. فمن جهة، يخشى الحزب التمدّد السريع في الجرود وإعلان السيطرة عليه خوفاً من الكمائن، ومن النقاط العسكرية التي استحدثها المقاتلون. ومن الجهة الثانية لا تبدو مجموعات "جيش الفتح" قادرة على خوض معارك واسعة في الجرود للسيطرة عليها بفعل نقص التجهيز والإعداد العسكريين، هو ما يعترف به بعض مسؤولي الفصائل لـ"العربي الجديد". بالتالي تتحوّل معركة القلمون الغربي إلى حرب استنزاف واسعة يخضوها الطرفان، لا يمكن حسمها في أي اتجاه كان في القريب العاجل.
اقرأ أيضاً: معركة القلمون: "جيش الفتح" يستنسخ تجربتي إدلب وجسر الشغور
تهدف هذه الحملة المبرمجة بشكل دقيق إلى التمهيد للمخطط المنْوي تنفيذه في عرسال ومحيطها، من خلال الإيحاء بأنها محطة لكل من جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وبالتالي تقديم أي عمل عسكري قد يقدم عليه حزب الله أو الجيش السوري. مع العلم أنّ واقع الأمور يشير إلى أنّ الجيش اللبناني يفرض طوقاً حول عرسال ويفصلها بشكل شبه كامل عن جرودها، حتى أنه يمنع مرور المزارعين وعمال زخرفة الحجر إلى أرزاقهم ومصانعهم الموجودة في الجرود. حتى أنّ القتال، اليوم، في جرود البلدة حاصل بين "النصرة" و"داعش"، على خلفية إخلال مجموعات تابعة للتنظيم باتفاق تم مع "النصرة" واتّهام الأخيرة هذه المجموعات بمساعدة الجيش السوري وحزب الله.
وتشير تطوّرات الواقع الميداني، أيضاً، إلى أنّ الحركة العسكرية التي نفذها حزب الله في الأيام الماضية في القلمون الغربي، هدفت بشكل أو بآخر إلى إبعاد المجموعات السورية باتجاه عرسال. نفذ "جيش الفتح في القلمون" (الذي انضوت تحت لوائه معظم فصائل المعارضة في القلمون باستثناء "داعش") بحسب ما تقول مصادر المقاتلين السوريين لـ"العربي الجديد"، هجوماً باتجاه قريتي جبة وعسال الورد (بعمق أكثر من 10 كيلومترات داخل الأراضي السورية). وتضيف المصادر، أنّ المقاتلين المعارضين "تمكنوا في وقت سابق من الوصول إلى مداخل الجبة وتلال مشرفة على عسّال الورد"، الخاضعتين لسيطرة الحزب وجيش النظام السوري.
اقرأ أيضاً: المعارضة السورية المسلحة تسقط المفاوضات مع حزب الله
إلا أنّ حزب الله تمكن بعد ساعات من صد الحملة ونفذ هجوماً مضاداً تمكن من خلاله من إعادة الإمساك بجرود البلدتين وسيطر على تلال لم تكن في متناوله سابقاً. وبالتالي فإنّ التقدم الذي أحرزه الحزب على الأرض يمكن اختصاره بكسب بضعة كيلومترات إضافية في الجرود، الأمر الذي من شأنه إبعاد المعارك عن قرى القلمون التي يسيطر عليها. وتضيف أجواء المقاتلين السوريين، أيضاً، أنّ الحزب "قسّم منطقة المعارك إلى مربعات ومثلثات جغرافية لتقسيم مناطق انتشار مجموعات المعارضة وفصلها عن بعضها بعضاً". أمر تداركته هذه المجموعات فانسحبت من بعض المناطق حتى لا ينقطع التواصل فيما بينها وتعلق في كمّاشة عسكرية.
في خلاصة المعركة المتسمرة، منذ قرابة الأسبوع، يتعامل الطرفان بحذر شديد مع الوقائع والانتصارات والخسائر الجزئيّة. فمن جهة، يخشى الحزب التمدّد السريع في الجرود وإعلان السيطرة عليه خوفاً من الكمائن، ومن النقاط العسكرية التي استحدثها المقاتلون. ومن الجهة الثانية لا تبدو مجموعات "جيش الفتح" قادرة على خوض معارك واسعة في الجرود للسيطرة عليها بفعل نقص التجهيز والإعداد العسكريين، هو ما يعترف به بعض مسؤولي الفصائل لـ"العربي الجديد". بالتالي تتحوّل معركة القلمون الغربي إلى حرب استنزاف واسعة يخضوها الطرفان، لا يمكن حسمها في أي اتجاه كان في القريب العاجل.