تمكنت قوات الجيش العراقي ومليشيات "الحشد الشعبي"، اليوم الجمعة، من استعادة السيطرة على كامل بلدة الكرمة، إحدى البلدات التابعة لمدينة الفلوجة (20 كلم شرقي المدينة)، في حين اتهم زعماء قبليون المليشيات بتفجير جامع ومسجد، وعدد من المنازل، ومحال المدنيين، بعد سرقتها، بينما مُنع رئيس ديوان الوقف السني من دخولها بعد رفض مليشيا "الحشد".
وقال ضابط في الشرطة الاتحادية العراقية لـ"العربي الجديد"، إن "القوات العراقية والحشد الشعبي، دخلت آخر مناطق الكرمة، شرق الفلوجة، وهي سوق بيع الغنم، وبذلك تكون كامل البلدة تحت سيطرتنا".
وأوضح أنّ طيران التحالف مهّد للقوات المتقدمة بالقصف الجوي المركز على خطوط دفاع "داعش".
في المقابل، اتهمت ثلاثة مصادر قبلية ومحلية في المدينة، مليشيات "الحشد الشعبي" بتنفيذ "عمليات سرقة، وتفجير طاول الجامع الكبير التاريخي بالمدينة، ومسجد طه".
وقال عضو مجلس أعيان الكرمة، خلف الحلبوسي، إن "مليشيا الحشد الشعبي فجّرت، ظهر اليوم، جامع الكرمة الكبير، الذي يعتبر من أكبر جوامع المنطقة"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن "المليشيات اعتقلت العشرات من السكان المحليين، بينهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم 13 عاماً".
وأضاف "اقتحمت المليشيات الدور السكنية والمحال التجارية، وسرقت محتوياتها، قبل ان تضرم النيران في عدد كبير منها"، مطالباً رئيس الوزراء حيدر العبادي ومحافظ الأنبار صهيب الراوي، بالتدخل للحيلولة دون ارتكاب انتهاكات جديدة في الكرمة، تضاف إلى انتهاكات المليشيات السابقة في ديالى وبغداد وصلاح الدين وبابل".
وبحسب الحلبوسي، فإنّ "المليشيات منعت رئيس ديوان الوقف السني، عبد اللطيف الهميم، من الدخول للبلدة، بهدف الاطمئنان إلى أوضاع السكان هناك، واعتدت على أفراد حمايته".
وفي سياق متصل، قال القيادي في الحشد العشائري بعامرية الفلوجة (30 كلم جنوب الفلوجة)، حامد العيساوي، إن المقاومة العنيفة لتنظيم "داعش"، والعبوات الناسفة، والمنازل المفخخة، تعرقل تقدم القوات العراقية ومسلحي العشائر باتجاه مدينة الفلوجة، مؤكداً لـ"العربي الجديد"، أن الخطة الموضوعة للقوات المشتركة هي الوصول إلى منطقة الزوية، عند المدخل الغربي لمدينة الفلوجة".
إلى ذلك، لفت زعماء قبائل وسكان محليون إلى أن "مليشيات مسلحة بدأت، أمس الخميس، عمليات سرقة ونهب لعدد من المنازل ومصانع ودوائر حكومية في مناطق قرب بلدة الكرمة، شرق الفلوجة، وأنها تمكنت من الاستيلاء عليها بعد انسحاب مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بسبب المعارك والقصف الجوي المكثف".