معرض لمنتجات مريضات السرطان بغزة

05 فبراير 2016
من المعرض (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -


كسرت المواطنة الفلسطينية، منال القريناوي (41 عاما)، من قطاع غزة، قواعد اليأس والخوف من مرض السرطان الذي أصابها عام 1997، لتنطلق بعد رحلة ألم قضتها بين المستشفيات إلى عالم التطريز بألوانه وأشكاله المتعددة، لتصنع لها أسلوباً يعينها على حياة أفضل.

مطرزات القريناوي عُرِضت خلال المعرض الأول لمنتجات النساء المصابات بمرض السرطان في غزة، تحت شعار "نحن نقدر.. أنا أقدر"، بمناسبة اليوم العالمي للسرطان، ضمن مشروع ينظمه برنامج العون والأمل لرعاية مرضى السرطان.

وتقول القريناوي لـ"العربي الجديد" إنها قامت بتشخيص مرضها، وبزرع نخاع في مستشفى "تل شومير" داخل الأراضي الفلسطينية المُحتلة، عام 2009، بعد صراع مع المرض كاد أن يقضي عليها، لكنها تغلبت عليه قبل خمس سنوات حين تعلمت التطريز.

وتضيف أنها بدأت تطريز ملابس لها ولبناتها ولصديقاتهن، وفيما بعد حظت بالتشجيع من قبل برنامج العون لتطوير أدائها وبيع منتجاتها، مبينة أنها تطرز العباءات النسائية والحقائب والأدوات المطبخية، وتطمح لصناعة الملبوسات الصوفية.

زوايا المعرض كانت عديدة ومتنوعة، مشغولات يدوية صُنعت بأيدي نساء يعانين من مرض السرطان، ضمت التطريز بمختلف أشكاله ومنتجاته، والصوف والألبسة الشتوية، إلى جانب أدوات الأفراح والعرائس.

وضم المعرض الذي أقيم داخل قاعة "ميسر أبو معيلق"، وهي سيدة قضت بعد معاناتها مع مرض السرطان، زاوية للرسم على الزجاج بمختلف الألوان، إلى جانب زاوية الاكسسوارات التي صُنعت بألوان غلب عليها اللون الزهري، الذي يرمز إلى توعية النساء بمرض سرطان الثدي.

ولم يغفل المعرض الذي أقيم غرب مدينة غزة، عن المأكولات، حيث عرضت أم هاني شحادة في زاويتها أصناف الكعك والمعمول والمكدوس واللبنة والجبنة المُصنعة يدوياً، في خطوة منها للتغلب على مرض سرطان الثدي الذي أصيبت به عام 2009.

وتبين شحادة لـ"العربي الجديد" أنها حصلت على العلاج بالكيماوي والإشعاع، وبعد ذلك توجهت إلى العمل والتغاضى عن الآلام التي يمكن أن تشعر بها بين اللحظة والأخرى، حاملة بين يديها رسالة تحدي المرض، وإصرار على مواجهة الحياة بكل تفاصيلها، بإرادة قوية ومعنويات عالية، حسب وصفها.

من جانبها؛ بينت إيمان شنن، مدير برنامج العون والأمل لرعاية مرضى السرطان، أن المعرض أقيم بمناسبة اليوم العالمي للسرطان، والذي يصادف الرابع من فبراير/شباط، من كل عام، من أجل لفت الأنظار إلى المعاناة المتواصلة للنساء مريضات السرطان، وفي الوقت ذاته إظهار قدرتهن وإرادتهن.

وأوضحت أن عدد المرضى المسجلين في البرنامج في غزة وصل إلى 3750 مريضا بالسرطان، في ظل تزايد أعداد المرضى وتدني ظروف معيشتهم ونقص حاد في الأدوية، مبينة أن البرنامج يسجل 15 حالة جديدة مصابة بالسرطان أسبوعياً.

وتشير إلى أن عدد مرضى السرطان في غزة بلغ 14600 مريض، حسب احصائيات وزارة الصحة الفلسطينية في العامين المنصرمين، مبينة أن السرطان هو السبب الثاني للوفاة في فلسطين، بعد أمراض القلب والأوعية الدموية.


معرض مطرزات مريضات السرطان (عبد الحكيم أبو رياش) 


اقرأ أيضا:مرضى السرطان في غزة يرسلون معاناتهم عبر البحر
المساهمون