كانت هذه عينة من المعدات والطرق التي لا تزال معتمدة في المناهج التعليمية في تونس، والتي أثرت طيلة هذه الأعوام على الناشئة، وعلى جودة التعليم، بينما "الصالون الدولي للمعدات التعليمية والعلمية"، والذي يقام بالاتحاد التونسي للصناعة والتجارة، يطرح البدائل بحضور القائمين على القطاع التربوي في تونس.
يشارك في الصالون أكثر من 50 عارضاً تونسياً، يقدمون أحدث ابتكاراتهم التكنولوجية في مجال التربية والتعليم، للنهوض بجودة التعليم ولتشجيع المؤسسات التربوية، الخاصة والعمومية، على استعمال التقنيات الحديثة في البرامج المستقبلية.
وعلى هامش الصالون، قال العارض التونسي، ريّان وسلاتي، لـ"العربي الجديد"، إن الوسائل التقليدية في التعليم انتهى عهدها، وإنه لا بد من استغلال أحدث التكنولوجيات في التعليم، ومن ذلك السبورات التفاعلية، وهي تخزّن المعطيات التي يكتبها المعلم، ومزودة بصور رقمية وفيديوهات، ويمكن استغلالها في الدروس لإيصال المعلومات بشكل أسرع وأدق.
وأوضح وسلاتي أنّ السبورة التفاعلية تعتبر أفضل، مؤكدا أن وزارة التربية التونسية سبق أن اقتنت سبورات تفاعلية ولكن استعمالها لا يزال محدودا وليست متوفرة في كل المدارس.
وقال مزود المعدات التعليمية، الشاذلي خلاص، إنهم يزودون الوزارات التعليمية ومدارس التكوين ومؤسسات الدفاع الوطني، بالمعدات والتجهيزات التي يستعملونها، وإنهم يقدمون هذه المعدات بالتشاور مع الوزارات ويطورون منتجاتهم وفق الملاحظات التي تصلهم، مؤكدا أنهم يحرصون على رفاهية التلاميذ.
وأضاف أن المقاعد التي يجلس عليها التلميذ، يجب أن تكون وفق مقاييس معينة، مبينا أنه يجب مراعاة العديد من العوامل في طريقة وضع الأقدام، وطريقة الجلوس، خاصة أن الطلبة يقضون ساعات على مقاعد الدراسة، إلى جانب الألوان التي يجب أن تستقطب الناظر إليها.
وقال خلاص إنه يجب توديع الألوان القاتمة والموحدة، والتي رافقت التلاميذ عدة أعوام أثناء دراستهم مما قد ينفرهم من المدرسة، ولا يبعث التفاؤل في صفوفهم.
وقال بوبكر اليعقوبي، إن لديه خبرة تتجاوز الـ20 عاما في الابتكار، وإنه وظف خبرته لصناعة معدات يستعملها المعلم والأستاذ أثناء تدريس العلوم والآداب. مؤكدا أن ما ينقص المناهج التعليمية في تونس، هو التجارب والاكتشافات، حيث يتم التركيز على تلقين التلميذ وإعطائه كماً هائلا من الدروس والمعلومات، دون دفع التلميذ إلى التجربة، وإلى الاكتشاف أو استيعاب ما يدرسه.
وكشف أن لديه منتجات فريدة من نوعها في العالم، ومن ذلك نظام للرؤية يفسر للتلميذ وظائف العين وانتشار الضوء، ومجسمات أخرى حول توليد الطاقة الشمسية والحرارية، مبينا أنه يمكن بآليات بسيطة تجسيم الدروس ضمن تجارب ملموسة يستوعبها التلميذ بطريقة مبسطة وبطرق أنجع بكثير من تلك التي يتم اعتمادها حاليا.
وأوضح أنّ هناك عدة عوائق تحول دون الاستفادة من هذه الابتكارات، حيث إن المدرسة لا يمكنها اقتناء أية معدات إلا بعد التشاور مع وزارة التربية، وانتظار اعتمادات هي في غالب الأحيان غير كافية لتطوير المناهج التعليمية.
وقال منظم الصالون، سامي الشامخ، إن هذا الصالون ينتظم في دورته الثانية بتونس، وإنه سيتواصل إلى 16 أبريل/ نيسان الحالي، وأضاف أن التقنيات التكنولوجية الحديثة يتم اعتمادها في الخارج منذ عشرات السنين، ولكنها في تونس غير منتشرة بالكيفية المطلوبة، وأن المؤسسات الخاصة منفتحة أكثر على التكنولوجيات الحديثة خلافا للمؤسسات التعليمية الحكومية.
وقال إنّ هذه الدورة تهدف إلى التنسيق بين المهتمين بالقطاع التربوي والتكوين المهني وربط الصلة بينهم، وتمتين آليات الشراكة لاعتماد التكنولوجيات الحديثة في البرامج المستقبلية للنهوض بالقطاع التربوي في تونس.
وأشار إلى أنه تم في الصالون تخصيص فضاء خاص باختراعات الشباب التونسي، والمتعلقة بالتكنولوجيات الحديثة، مبينا أن تصنيع كثير من التجهيزات ممكن في تونس ولكن لا بد من توفر الإرادة لاقتناء التجهيزات الحديثة مما يساهم في التشغيل ويوفر العملة الصعبة.