ويضم معرضه الجديد، الذي تستضيفه "غاليري تانيت"، ثلاثين لوحة استوحى الفنان معظمها من الأحداث التي تشهدها سوريا في السنوات الثلاث الأخيرة؛ وهذا ما يفسّر دورانها في فلك تيمات "الفقد" و"الشهادة"، عبر التوغّل بـ"الفحم" في دواخل حالات إنسانيّة يستحيل إخفاء "تراجيديتها" الشاهدة، وإن تجسّدت بعصفور مسجّى على ظهره أمام نصل سكين شاهق مغروز في خشب المنضدة.
وعبدلكي، الذي يُعدّ واحداً من أبرز التشكيليين السوريين والعرب، هو من مواليد عام 1951 في القامشلي السورية (شمال شرق). وبعد فترة ربع قرن أمضاها منفياً في فرنسا، عاد إلى دمشق في السنوات الأخيرة، إبّان اندلاع الثورة في سوريا.
في 18 من تموز/ يوليو السنة الفائتة، اعتُقل الفنان على أحد الحواجز التابعة لقوات أمن النظام خارج مدينة طرطوس الساحلية. وهو التوقيف الثاني له الذي جاء بعد توقيعه على وثيقة أكدت تمسكه بـ"المبادئ التي انطلقت على أساسها الثورة الشعبية في مارس/ آذار2011، من أجل قيام نظام ديموقراطي تعدّدي". وقد طالب عشرات المثقفين السوريين الموقّعين على تلك الوثيقة بإسقاط النظام السوري بجميع رموزه، تمهيداً لانتقال السلطة، تحت إشراف الأمم المتحدة، إلى حكومة مؤقتة كاملة الصلاحيات.
وعلى أثر اعتقال عبدلكي، أقام أصدقاؤه وقفة تضامنية لإطلاق سراحه في "غاليري أجيال" في العاصمة اللبنانية، قبل أن يخلي أمن النظام سبيله في 23 آب/ أغسطس من العام ذاته.
وسبق للفنان أن اعتُقل عام 1978، بعد الحملة الأمنية التي شنّها نظام الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد ضد منتسبي "رابطة العمل الشيوعي".
* يستمر المعرض لغاية 8 آذار/ مارس المقبل، يومياً (ما عدا الأحد)، من 11 صباحاً حتى 7 مساءً، ويوم االسبت من 12 ظهراً حتى 5 مساءً، في "غاليري تانيت" بمنطقة "مار مخايل"، بيروت.