ومن ضمن عمليات المنع اللافتة هذه السنة، مصادرة الجهات المنظمة أمس لمنشورات "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، ودهم دور النشر التي تعرض هذه المنشورات من دون إبداء أسباب المصادرة. علماً أن عرض كتب "المركز العربي" جاء بعد أن "سمحت" بها إدارة المعرض عبر عدة وكلاء، أهمهم الشبكة العربية للأبحاث التي صودرت كتبها وأغلق جناحها أيضا.
وكان مسؤولو المعرض قد أقدموا على إغلاق الجناح الخاص بـ"الشبكة العربية للأبحاث والنشر" ومصادرة كتب "الشبكة" ومنشورات "المركز العربي للأبحاث والدراسات" التي تعرضها "الشبكة" في جناحها. وذلك قبل أن يدهم مسؤولو المعرض جناح دار "ابن النديم" ليصادروا منشورات "المركز العربي" المعروضة في الجناح أيضا.
ويذكر أن مسؤولي المعرض قد تحفظوا على وثائق شخصية لصاحب دار ابن النديم وحققوا معه حول بيعه لمنشورات "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" والكميات التي باعها. في حين أكد نواف القديمي ناشر "الشبكة العربية للأبحاث" في حديث صحافي أن إدارة المعرض منعته من المشاركة في معرض الكتاب "إلى الأبد" بعد أن صادرت الجناح بالكامل بدون أي مبررات، نافيا تقديم لجنة المعرض أي سبب للإغلاق.
وقال شبّان كانوا يطالعون منشورات "المركز العربي" في جناح دار ابن النديم عصر أمس، إنهم فوجئوا بمجموعة من اللجنة المنظمة لمعرض الرياض تمنع الزبائن والقراء من الاقتراب من منشورات المركز التي شهدت إقبالا لافتا منذ افتتاح المعرض قبل يومين، وشرع أفراد اللجنة بمصادرة المنشورات والكتب وطلبت ممن اشتروا كتب المركز العربي تسليمها على الفور.
وعند رفض أحد الشبان تسليم كتب اشتراها وطلب منهم بيان أسباب المصادرة؛ قال له عناصر اللجنة إن كتاب "ثورة 25 يناير" الصادر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ممنوع من التداول في المعرض، وأن بقية كتب المركز ستخضع للقراءة والتمحيص والتدقيق قبل السماح بعرضها في المعرض.
ويذكر أن منشورات "المركز العربي" ذات طبيعة أكاديمية وتتضمن دراسات فكرية وسياسية وترجمات لأبحاث جديدة في العلوم الاجتماعية، بجودة عالية في التأليف والترجمة والتحرير تضعها في طليعة دور النشر العربية.
هذا واستنكرت مجموعة من المثقفين ومرتادي "معرض الرياض" عبر حساباتهم على "فايسبوك" و"تويتر "هذه المصادرات وأعمال الدهم، ورأوها تعبر عن خوف من المعرفة وعيشاً في أزمنة ماضية، خاصة أن الكتب المصادرة أكاديمية بالدرجة الأولى. وتناقلت وسائل إعلام إلكترونية إشارات تفيد بتعلق حملة المصادرات في معرض الرياض بالتطورات السياسية في المنطقة وتحديداً الموقف السعودي الأخير من قطر.