تحت عنوان "من سورية إلى أوروبا"، انطلق معرض فوتوغرافي لمصوّرين سوريين في باريس، في 30 يوليو/تموز ويستمر حتى 14 أغسطس/آب الحالي في غاليري Fait & Cause.
ويحمل المعرض وجهات نظر مواطنين بدأوا بالتصوير مع انطلاق الثورة في سورية عام 2011، ووصلوا إلى أوروبا، ويلقي الضوء على أعمالهم الفوتوغرافية، سواء تلك التي عملوا عليها خلال الثورة أو أخيراً خلال وجودهم في المنفى.
اختار المصور فراس عبد الله صورةً لمنزل عائلته في مدينة دوما قبل القصف، وصورة أخرى من الزاوية نفسها بعدما تحول إلى خراب وركام، وعرض قربها مفاتيح البيت التي ما زال يحتفظ بها. وأوضح لزوار المعرض أن أحدها مفتاح البيت الرئيسي، وآخر للحديقة الأمامية، ومفتاح للباب الخلفي، حيث كان متمسكاً بالبقاء في مدينته حتى النهاية، إلى أن أجبر على الخروج مع الأهالي المهجرين منها.
أما المصور عبد المنعم عيسى فقد اختار التركيز على الحياة الهشة والخطرة التي عاشها الأطفال في الغوطة تحت الحرب والقصف، محرومين من أدنى الشروط الطبيعية للطفولة. وفي حديث لـ"العربي الجديد"، قال: "إن التصوير الصحافي في الغوطة كان صعباً جداً، فمن ناحية مهنية توثيق ما يحدث بالصور أمر ضروري جداً، لكن من جهة أخرى كابن للمنطقة، كنت أفاجأ في أحيان كثيرة بضحايا فارقوا الحياة ومصابين أعرفهم جيداً بشكل شخصي، من أقارب وأصدقاء ومعارف. وهو موقف قاس على أي إنسان، وفي بعض الأوقات كنت لا أجد نفسي قادراً على استخدام الكاميرا أمام تلك المآسي".
ولفت إلى صعوبة الظروف التي عاشها أهالي الغوطة في سنوات الحصار (2013 ــ 2018)، موضحاً: "مرت فترات لم يكن الناس فيها يجدون طعاماً لأطفالهم، واضطروا للجوء لبدائل أخرى للتغلب على شح الغذاء والموارد الأساسية". وقد شارك عيسى في جلسة نقاشية، أقيمت السبت الماضي، تحدث فيها عن ظروف المواطنين ــ الصحافيين في سورية.
وأشار إلى أنهم كانوا يحاولون إيصال ظروف الأشخاص المرضى بشكل خاص إلى جهات طبية خارج سورية من أجل تأمين علاجهم، خصوصاً مرضى السرطان والأمراض الدموية. ورغم أن الناشطين في الغوطة تمكنوا من نقل تفاصيل كثيرة لوسائل الإعلام في العالم، إلا أن ذلك عملياً لم يجنّب الغوطة وأهلها مصير التهجير والقتل والاعتقال، بحسب قوله.
وبيّن أنه لمس فرقاً كبيراً عندما وصل إلى فرنسا، حيث أتيحت له الفرصة للتواصل مع مصوّرين محترفين دخلوا سورية سابقاً. ورغم أنه شارك في تصوير تظاهرات السترات الصفراء وشهد نوعاً من العنف فيها، إلا أنه يقول إن المقارنة غير ممكنة بين سورية وفرنسا، "في فرنسا تعرف أنك لن تموت عندما تخرج لتصور تظاهرة، لكنك في سورية تعيش كل يوم بيومه، فالموت يمكن أن يباغتك في أيّ لحظة".
والمصورون المشاركون في المعرض هم زكريا عبد الكافي، الذي كان ناشطاً في الثورة وساعد في تأسيس مجلس الثوار في منطقة صلاح الدين في حلب، ويواصل حالياً عمله مع وكالة "فرانس برس"، وفراس عبد الله الذي وثق بكاميرته سنوات الحصار الطويلة في الغوطة الشرقية ليصل إلى فرنسا نهاية العام الماضي، ويبدأ نشاطه في إقامة معارض فوتوغرافية وحلقات نقاشية، ووعد الخطيب التي عملت على تحقيقات تلفزيونية من مدينة حلب، وأخرجت فيلم "إلى سما" الذي فاز بجائزة العين الذهبية في مهرجان كانّ السينمائي 2019. وإلى جانب هؤلاء، يشارك أمير الحلبي الذي بقي في حلب حتى الساعات الأخيرة مغطياً الحصار في مدينته. بالإضافة إلى نور كلزي التي بدأت العمل كمصوّرة صحافية عام 2012 من مدينة حلب، وعملت لصالح وكالة "رويترز". كما في يشارك في المعرض عبد المنعم عيسى بصوره عن أطفال الغوطة.
اقــرأ أيضاً
ويحمل المعرض وجهات نظر مواطنين بدأوا بالتصوير مع انطلاق الثورة في سورية عام 2011، ووصلوا إلى أوروبا، ويلقي الضوء على أعمالهم الفوتوغرافية، سواء تلك التي عملوا عليها خلال الثورة أو أخيراً خلال وجودهم في المنفى.
اختار المصور فراس عبد الله صورةً لمنزل عائلته في مدينة دوما قبل القصف، وصورة أخرى من الزاوية نفسها بعدما تحول إلى خراب وركام، وعرض قربها مفاتيح البيت التي ما زال يحتفظ بها. وأوضح لزوار المعرض أن أحدها مفتاح البيت الرئيسي، وآخر للحديقة الأمامية، ومفتاح للباب الخلفي، حيث كان متمسكاً بالبقاء في مدينته حتى النهاية، إلى أن أجبر على الخروج مع الأهالي المهجرين منها.
أما المصور عبد المنعم عيسى فقد اختار التركيز على الحياة الهشة والخطرة التي عاشها الأطفال في الغوطة تحت الحرب والقصف، محرومين من أدنى الشروط الطبيعية للطفولة. وفي حديث لـ"العربي الجديد"، قال: "إن التصوير الصحافي في الغوطة كان صعباً جداً، فمن ناحية مهنية توثيق ما يحدث بالصور أمر ضروري جداً، لكن من جهة أخرى كابن للمنطقة، كنت أفاجأ في أحيان كثيرة بضحايا فارقوا الحياة ومصابين أعرفهم جيداً بشكل شخصي، من أقارب وأصدقاء ومعارف. وهو موقف قاس على أي إنسان، وفي بعض الأوقات كنت لا أجد نفسي قادراً على استخدام الكاميرا أمام تلك المآسي".
ولفت إلى صعوبة الظروف التي عاشها أهالي الغوطة في سنوات الحصار (2013 ــ 2018)، موضحاً: "مرت فترات لم يكن الناس فيها يجدون طعاماً لأطفالهم، واضطروا للجوء لبدائل أخرى للتغلب على شح الغذاء والموارد الأساسية". وقد شارك عيسى في جلسة نقاشية، أقيمت السبت الماضي، تحدث فيها عن ظروف المواطنين ــ الصحافيين في سورية.
وأشار إلى أنهم كانوا يحاولون إيصال ظروف الأشخاص المرضى بشكل خاص إلى جهات طبية خارج سورية من أجل تأمين علاجهم، خصوصاً مرضى السرطان والأمراض الدموية. ورغم أن الناشطين في الغوطة تمكنوا من نقل تفاصيل كثيرة لوسائل الإعلام في العالم، إلا أن ذلك عملياً لم يجنّب الغوطة وأهلها مصير التهجير والقتل والاعتقال، بحسب قوله.
وبيّن أنه لمس فرقاً كبيراً عندما وصل إلى فرنسا، حيث أتيحت له الفرصة للتواصل مع مصوّرين محترفين دخلوا سورية سابقاً. ورغم أنه شارك في تصوير تظاهرات السترات الصفراء وشهد نوعاً من العنف فيها، إلا أنه يقول إن المقارنة غير ممكنة بين سورية وفرنسا، "في فرنسا تعرف أنك لن تموت عندما تخرج لتصور تظاهرة، لكنك في سورية تعيش كل يوم بيومه، فالموت يمكن أن يباغتك في أيّ لحظة".
والمصورون المشاركون في المعرض هم زكريا عبد الكافي، الذي كان ناشطاً في الثورة وساعد في تأسيس مجلس الثوار في منطقة صلاح الدين في حلب، ويواصل حالياً عمله مع وكالة "فرانس برس"، وفراس عبد الله الذي وثق بكاميرته سنوات الحصار الطويلة في الغوطة الشرقية ليصل إلى فرنسا نهاية العام الماضي، ويبدأ نشاطه في إقامة معارض فوتوغرافية وحلقات نقاشية، ووعد الخطيب التي عملت على تحقيقات تلفزيونية من مدينة حلب، وأخرجت فيلم "إلى سما" الذي فاز بجائزة العين الذهبية في مهرجان كانّ السينمائي 2019. وإلى جانب هؤلاء، يشارك أمير الحلبي الذي بقي في حلب حتى الساعات الأخيرة مغطياً الحصار في مدينته. بالإضافة إلى نور كلزي التي بدأت العمل كمصوّرة صحافية عام 2012 من مدينة حلب، وعملت لصالح وكالة "رويترز". كما في يشارك في المعرض عبد المنعم عيسى بصوره عن أطفال الغوطة.