طالب معتقَلو جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر، الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، بعدم إتمام زيارته المقررة للقاهرة، الخميس القادم، كي "لا تكون بمثابة دعم لنظام يقتل ويعتقل عشرات الآلاف، ويغتصب الأعراض ويصادر الأموال، ويطارد العاملين للإسلام ويتطاول على ثوابت الأمة ومقدساتها"، بحسب رسالة كتبها عدد من معتقَلي الجماعة في السجون المصرية.
وقال المعتقلون، في رسالتهم: "كيف لا تكون لكم في نفوس المسلمين هذه المكانة العالية، وقد شرفكم الله بالسقاية والرفادة وعمارة المسجد فأدركتم هذا الشرف، ورفعتم على رايتكم كلمة التوحيد، تلك الراية التى لا تنكس أبداً تشريفاً لكلمة التوحيد، وقد قام علماء هذا البلد الكريم، في إشارة لعلماء المملكة، بنصرة قضايا الأمة الإسلامية وتربية الأجيال على قيم الإسلام العظيمة فآوى إلى ركنهم الشديد، أبناء الإسلام من شتى بقاع الأرض".
وأضافوا، في خطاب عنونوه بـ "رسالة مفتوحة من خلف القضبان لخادم الحرمين الشريفين": "في لحظة فارقة من الزمن تمثل استثناء حقيقيا في سجلات الزمان، ساندت المملكة انقلاباً عسكرياً غاشماً وقع في مصر، ووقفت بجواره وهو يقتل ويعتقل عشرات الآلاف، ويغتصب الأعراض ويصادر الأموال، ويطارد العاملين للإسلام ويتطاول على ثوابت الأمة ومقدساتها، ويحاول محو هويتها الإسلامية، ويبدل انتماءها ويوالي أعداءها، ويتقرب بالزلفى لمن يدعم بقاءه الهش بالأموال التي يبني بها السجون والمعتقلات وينفقها على آلة الظلم والقتل".
وأشاروا إلى أن النظام المصري الحالي يخدع المملكة بأنه يواجه "الإرهاب"، موضحين أن "هذا النظام يدلس على الأشقاء بأنه يخوض بالوكالة عنهم حربا ضد إرهاب مزعوم، هو من صنعه بيده وأطلق شره إلى الأرض".
وتابعوا: "لقد شاء الله سبحانه أن تحملوا عبء المسؤولية فاستبشر الناس خيرا ووجدنا في قراراتكم ما يدعم تصحيح المسار، ليس في مصر وحدها، بل في العالم العربي والإسلامي ؛فساندتم اليمن الشقيق في استعادة شرعيته، واستعدتم دوركم الأصيل في دعم القضية الفلسطينية والمقاومة، وساندتم بكل قوة أشقاءنا في سورية ضد آلة القمع الإجرامية التي يبيد بها النظام السوري المجرم أرواح شعبه، ولا شك في أن المملكة بتلك المواقف تستعيد دورها الريادي، ورمزيتها الدينية في نفوس العرب والمسلمين".
وأضافوا: "تستقبل مصر ضيفها الكريم وهي في أسوأ حالاتها، وأي شيء أسوأ من بلد يأسر خلف أسوار معتقلاته ما يقارب الخمسين ألفا من خيرة أبنائه وبناته وصفوة شبابه، من أطباء، ومهندسين، ورجال أعمال، وعلماء دين، وطلاب وأساتذة جامعيين؛ لأنهم لم يرضوا عن المجازر والانتهاكات، ولم يرضوا بضياع الشرعية والحقوق، ولم يستسلموا حين خطفت شرعيتهم بالدبابة والمدفع".
ولفت المعتقلون إلى أن "مصر تستقبل ضيفها، بعد أن بدأت عزلتها الدولية، حين شهد الجميع بانتهاكات موثقة لحقوق الإنسان، وانحدار أحوالها الأمنية وتردّي أوضاعها المعيشية والسياسية والاقتصادية، وتغول السلطة على العدالة، والتشريع، وانقسام مجتمعي حاد، وفشل ذريع في تسيير أبسط الإجراءات اليومية، وتلفيق للجرائم وتزوير للحقائق، واقتراف المظالم واستشراء الفساد في كافة الأجهزة".
وخاطبوا العاهل السعودي بالقول: "خادم الحرمين الشريفين، إننا لا نرضى أن تكون زيارتكم هذه قبلة الحياة لهذا النظام المجرم، ولا نرضى أن تكون تلك الزيارة كسرا لحاجز العزلة، التي بدأت ملامحها تظهر إزاء الجرائم ضد الإنسانية التي قام بها الانقلابيون، ونحن على يقين من أنكم تدركون طبيعة دوركم وحقيقة مكانتكم، التي من أجلها تهوي أفئدة الناس إليكم".