معتقلون "نجوم" في السجون اللبنانيّة

12 نوفمبر 2014
عماد جمعة وأحمد ميقاتي وحسام الصبّاغ "نجوم الموقوفين"(حسين بيضون)
+ الخط -
بدأ توقيف "النجوم" مع حسام الصباغ في طرابلس (شمال) بتاريخ 19 يوليو/تموز 2014. يُعرف الصبّاغ بـ"الحاج أبو الحسن"، وهو غير حاصل على شهادة شرعيّة. تفيد مصادر إسلامية في طرابلس لـ"العربي الجديد"، بأنّ الصباغ عاد من أستراليا للاستقرار في المدينة عام 2005، واستفاد من شخصيّته الكاريزميّة "في جمع عدد كبير من الشباب السنّي حوله، وحال  دون انضمامهم لمجموعات متطرّفة فكرياً، بالتنسيق مع الشيخ سالم الرافعي وهيئة العلماء المسلمين".

يحمل الصبّاغ الجنسيتين الأسترالية واللبنانية، أوقف على حاجز للجيش اللبناني مع محمد إسماعيل، وأحيل إلى القضاء العسكري بعد خضوعه للاستجواب في مديرية استخبارات الجيش.

وجاء توقيف الصباغ بناءً على مذكّرات توقيف، بتهمة الانتماء إلى تنظيم "فتح الإسلام"، الذي خاض اشتباكات مع الجيش اللبناني في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين، شمال لبنان، إذ تمّ تفعيل مذكرات التوقيف بعد إقرار الخطة الأمنية في شمال لبنان في نوفمبر/تشرين الثاني، التي أنهت جولات القتال بين منطقتي جبل محسن، ذات الأغلبية العلوية، ومنطقة باب التبانة، ذات الأغلبية السنية، في مدينة طرابلس شمال لبنان.

أدى اعتقال الصباغ إلى انطلاق مسيرات شبابيّة غاضبة، مطالبة بإطلاقه، وسرعان ما هدأت. كما طالبت هيئة علماء المسلمين، في بيان، بإطلاق الصبّاغ بصفته "عامل تهدئة بعد الخطة الأمنيّة". استطاع "المشايخ" ضبط الشارع عقب اعتقال الصباغ، لكنّهم لم يستطيعوا منع الشبان، الذين كانوا مع الصباغ، من الالتحاق بمجموعات أكثر تشدّداً.

وفي شمال لبنان أيضاً، أوقف الجيش اللبناني أحمد ميقاتي، الملقب بأبو الهدى، بعد مداهمة منزل في منطقة عاصون في الضنيّة، شمالي لبنان، في 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وأدت المداهمة إلى مقتل عدد من المتواجدين في الشقّة، بينهم العسكري المنشق عبد القادر عكومي.

وبعد أيام من اعتقاله، اشتبك ابن ميقاتي، عمر، ومجموعات مسلّحة تابعة لـ"داعش"، مع الجيش اللبناني في الأسواق القديمة لمدينة طرابلس. وسرعان ما توسعت الاشتباكات لتشمل الطريق الواصل بين طرابلس وعكار ومنطقة بحنين في الضنية، وباب التبانة في طرابلس، حيث شاركت مجموعات تابعة لـ"النصرة". وانتهت الاشتباكات التي استمرت ثلاثة أيام بانسحاب المسلحين إلى مناطق أخرى، وعودة عشرات آلاف النازحين، الذين غادروا مناطق الاشتباكات.

بعد استقرار الوضع الأمني في الشمال واستمرار المداهمات، أصدر قاضي التحقيق العسكري في بيروت مذكرة توقيف بحق ميقاتي بتهم: "الانتماء إلى تنظيم (داعش)، وتشكيل مجموعات إرهابيّة وتجنيد وتدريب أشخاص على السلاح والمتفجّرات".

يعود تاريخ ميقاتي في العمل "الجهادي" إلى ثمانينيات القرن الماضي، بعد انضمامه إلى حركة التوحيد. يقول أحد المقرّبين منه، في تلك الفترة، إنّه "كان عضواً في الكتيبة الخضراء التي دافعت عن المدينة أمام الهجوم السوري عليها". وفي عام 2000، اعتُقل لمدّة ثمانية أعوام مع آخرين في القضية، التي عرفت بـ"مجموعة الضنيّة". وبعد إطلاق سراحه غادر طرابلس وتوجّه إلى مخيم عين الحلوة الفلسطيني، جنوبي لبنان، بحسب ما يقول مقربون منه.

عماد جمعة: شرارة معركة عرسال
في الثاني من أغسطس/آب الماضي، تمّ توقيف عماد جمعة (سوري الجنسيّة) في بلدة عرسال، شرقي لبنان، على حاجز للجيش اللبناني أثناء دخوله إلى البلدة، مما أدى إلى دخول العشرات من عناصر "داعش" و"جبهة النصرة" إلى عرسال، حيث اشتبكوا مع الجيش اللبناني وسيطروا على مراكزه. وأسفر ذلك عن سقوط قتلى وجرحى مدنيين وعسكريين ومسلحين، إضافة إلى أسر 36 عسكرياً لبنانياً، أُطلق سراح بعضهم وأُعدم ثلاثة منهم. وتفاوض الحكومة اللبنانيّة التنظيمين لإطلاق العسكريين، ضمن صفقة مقايضة، في وقت يعتصم فيه أهاليهم قرب السراي الحكومي للمطالبة بتسريع الملف.

وأدّى توقيف جمعة إلى تعزيز انتشار الجيش اللبناني في مواقع حدوديّة بين جرود عرسال ومنطقة القلمون السوريّة، مما أدى إلى تقليص حركة المسلحين السوريين في الجرود المقابلة لعرسال. لكنّه كبّد، في المقابل، أهالي عرسال خسائر اقتصاديّة بعد منع وصولهم إلى مقالع الحجر (مصدر الدخل الأول) والبساتين في جرود البلدة.

قاد جمعة عشرات المقاتلين السوريين المعارضين للنظام في معارك ريف حمص، لا سيّما في القصير، تحت لواء "الجيش السوري الحر"، ضمن لواء أسماه "فجر الإسلام". وكان قد أعلن مبايعة تنظيم "داعش" قبل شهر من اعتقاله، لكنّ الجيش اللبناني أفاد، في بيان، باعتراف جمعة "بالانتماء إلى جبهة النصرة".